رأى رسول الله في المنام فطمأنه إلى سجلّ أعماله

11/12/2023

رأى رسول الله في المنام فطمأنه إلى سجلّ أعماله

الشيخ زين الدين الجباعي المعروف بـ (الشهيد الثاني) الذي استشهد في عاصمة الدولة العثمانية (اسطنبول) 8 شعبان 965 هـ.

 يصفه تلميذه ابن العودي بوصفٍ قلّ نظيره، عندما يقول عنه:" كان شيخ الأمة و فتاها وسيد الفضائل ومنتهاها، ملك من العلوم زماماً وجعل العكوف عليه إلزاماً، لم يصرف لحظةً من عمره إلا في اكتساب فضيلة فقد وزّع أوقاته؛ أمّا النهار ففي تدريسٍ ومطالعة وتصنيف ومراجعة، وأمّا الليل فله استعداد كامل لتحصيل ما يبتغيه من الفضائل، كان يحرس الكرم بالليل ويحتطب للعيال، كان له باع طويل في كل فن وعلم بالفقه والأصول وعلم الحساب والهيئة والهندسة". ثم يُقسم تلميذه ابن العودي في آخر كلامه أنه لم يقل عن أستاذه الشهيد إلا دون الحقيقة

ومع ما هو عليه من هذا المقام ، كان خائفاً من ذنوبه ومن تقصيره في جنب الله، ولم يكن مطمئناً على مصيره يوم القيامة، وبقي في هذا القلق حتى رأى في المنام رسول الله (ص) وعرض عليه ما يعيشه من قلق واضطراب من تقصيره وهو خائفٌ أن لا يكون قد أنجز ما عليه، فأخذ النبي (ص) منه صحيفة أعماله وقرأها فلم يجد فيها سيئة واحدة بل وجدها مملوءة بالحسنات فمضاها وناوله إياها فاستقرّ روعُه وهدأ، وعرف أنّ صحيفة أعماله ليس فيها معاصٍ ولا تقصير، فأوقاته كلّها مليئة بالعبادة والعمل والدرس والتدريس وإصلاح ذات البين وفصل الخصومات، كي تُحلّ مشاكل المسلمين. إذا كان الشهيد الثاني وهو أحد الرموز الأساسية ويمثّل عنوان المرجعية الدينية للمسلمين، وخصوصا ً الشيعية على هذه الحالة من القلق والخوف من يوم القيامة، ومن الوقوف بين يدي الله عز وجل، وكان مصداقا ً للمتقين، الذين قال عنهم الإمام علي (ع): "ولولا الأجل الذي كتب الله عليهم، لم تستقر أرواحهم في أبدانهم طرفة عين إلخ".. فمن باب أوليى أن نكون نحن أكثر قلقاً وخوفاً.. وقيمة هذا الإخلاص عند الشهيد، أنّ الله تعالى استجاب لطلبه، بأن يكشف له عن حُسن عاقبته وحُسن سريرته وطيب مسلكه.

 هذه المكانة التي وصل إليها (قده)، ظهرت بركاتها، على الخاصة والعامة، وبالأخص علماء الدين، الذين درسوا كتب الشهيد، وخاضوا في بحر علوم مختلفة، وقد تأثروا به وبمسلكه، وعندما ذكرت هذه الحادثة عن الشهيد الثاني أمام المرجع الديني الشيخ بشير النجفي، في النجف الأشرف تأثر كثيراً، ووجدته قد وضعها نصب عينيه للإستفادة منها، والتأثر بها، وهو مضافاً لاعتقاده الخاص بالشهيد الثاني، ذكر لي أنه يقتني كتب الشهيد للفائدة والتبرك بها، وكان يبكي كلّما ذكر الشهيد

 

اخبار مرتبطة