انشغل بالصلاة والدعاء فسبقته القافلة

09/01/2022

انشغل بالصلاة والدعاء فسبقته القافلة

العالم النحرير الشيخ زين الدين الجباعي المعروف بالشهيد الثاني، والذي عُرف أيضاً بشرح اللمعة الدمشقية التي صنّف المتن منها الشهيد الأول الذي قتله المماليك في دمشق سنة 786هـ.

ولد الشهيد الثاني في جباع سنة 911هـ، واستشهد في عاصمة الدولة العثمانية ظلماً وعُدواناً أمام الوزير الأعظم في (اسطنبول) في 8 شعبان سنة 965هـ عن عمر أربع وخمسين سنة.

تتلمذ على يدي والد زوجته المحقق الميسي ثمان سنوات في قرية (ميس الجبل) ودرس على آخرين، ثمّ سافر إلى عدة أمصار ودرس على علماء المذاهب وتباحث مع ما يزيد على خمس وعشرين عالماً، وكان مضافاً للجدّ والإجتهاد يعمل على الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب، وتُحكى له حكايات في أسفاره كانت بمثابة كرامات له.

ومن جملة ما نقل تلميذه إبن العودي الذي لازمه سبعة عشر سنة، أنّ الشهيد الثاني في إحدى أسفاره، كان متوجهاً من دمشق إلى مصر، وينقل الشهيد لتلميذه أنّ ألطافاً إلهية وكرامات جلية حدثت معه، ونقل له هذه الحادثة: أنه أثناء الطريق وفي منطقة (الرملة) ذهب إلى مسجدها المعروف (بالجامع الأبيض)، وبينما هو مشغول بالصلاة والدعاء وبإقبالٍ على الله تعالى، وعندما انتهى من تهجّده، خرج إلى باحة المسجد ليلتحق بالقافلة، فلم يجدها، فوقف متحيّراً، وأخذ يمشي حتى أعياه التعب ومن دون فائدة، وبينما هو في هذا الضيق، وإذْ برجلٍ راكبٍ على (بغلة)، فسلّم عليه، وقال للشهيد: إركب خلفي فردفه ومضى كالبرق، فما كان إلّا قليلاً حتى لحق بالقافلة وقال له إذهب لقافلتك، يقول الشهيد الثاني: وسرعان ما اختفى عن نظري، وحاولت أن أبحث عنه  فلم أجده.
طبعاً هذه الحكاية تُحكى عن كثيرين، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، فالإمام (عج) وعماله، دائماً يعملون في سبيل رفع المعاناة عن أوليائهم، وهذا حدث ويحدث مع أكثر من شخص، مضافاً إلى ذلك أقول: لربما هذه حدثت معهم مرة واحدة، ولكنّ الشهيد الثاني له الكثير من الكرامات والمناقب، وهو دائماً مشمولٌ بعناية الله تعالى، ويتحدث باستمرار عن ألطافه الخفيّة، وكيف كانت تظهر أمامه في حلّه وترحاله، وخصوصاً تلك التي كانت في طريقه إلى (اسطنبول) عندما قرّر زيارة عاصمة الدولة العثمانية، وما ظهر منها في نفس البلد وفي طريق العودة.

 

 

 

 

اخبار مرتبطة