طلب شهادةً قلّ نظيرها، فاستجاب  المولى، فكانت كرامةً له، وعزة لشعبه

10/11/2021

طلب شهادةً قلّ نظيرها، فاستجاب المولى، فكانت كرامةً له، وعزة لشعبه

لم يكن دعاء العلامة الشهيد السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه) : أن يرزقه الله شهادةً قلّ نظيرها، دعاء اليائس من الحياة، والذي يُريد أن يتخلص منها كيف ما اتفق! لم يكن طلبه للشهادة، لتكون نهاية حياة، بل أرادها أن تحيى بها الأمة، لتنهض وتستمرّ كما قال الإمام علي (ع): الحياة في موتكم قاهرين، والموت في حياتكم مقهورين. فسيرة السيد عباس كانت كلّها حيوية وشجاعة، تصل إلى حدود ملامسة الشهادة، وفي نفس الوقت كان يُراعي وجوب المحافظة على النفس، بقدر لا يشكل هذا الإحتياط حاجزاً، فيما بينه وبين شعبه.

في الصراعات الداخلية كان يهرب منها إلى حدود الجبن، ومع العدو الإسرائيلي، كان يقترب من مواقعه إلى حدود ملامسة الشهادة، والإتهام بالتهوّر، وعندما كنّا نعترض عليه يقول: من أيّ يومٍ أفرّ: أمن يوم قُدّر أو يوم لم يُقدّر؟

قبل شهادته بمدة قصيرة، كنت برفقته في الجنوب، في نفس السيارة التي استشهد بها، فسألته عن السبب في رفضه (السيارة المصفّحة)؟ فقال: يا شيخ حسن نحن طلاب شهادة، والموت مُقدّر للإنسان، وعلينا بالإحتياط المعقول، الذي لا يُبعدنا عن الناس، ولا يُعطّل العمل الجهادي.

عندما دعا السيد عباس مولاه، أن يرزقه الشهادة، لم يكن هدفه الموت، الذي ينهي الحياة، إنما أراد أن يكون بدعائه صادقاً مع نفسه، كي يكون هذا الدعاء، حاجزاً أمام النفس الأمارة بالسوء، التي قد تركن إلى الدنيا في لحظة من اللحظات، وفي نفس الوقت كان يدرك رحمه الله في إشارات صدرت منه قبل أيام من شهادته، أنّ شهادته لو حصلت ستخدم هذه المسيرة. وبالفعل، رزقه الله تعالى إياها بالشكل والمضمون، لتكون تتويجاً لنضاله التأسيسي، ورافعة لمشروع المقاومة، وكرامة من الله تعالى له، في استجابة دعائه في الوقت المناسب، كي لا تكون شهادته خسارة لمشروع المقاومة، فجاءت في وقت أحوج ما تكون فيه المقاومة إلى هذه الشهادة، وهُيّئت الظروف لبروز شخصية إستثنائية لقيادة هذا الصراع مع العدو، فكان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ممّا جعل العدو يندم على ما اقترفه من هذا العدوان.

اخبار مرتبطة