قال لوالده: إنّ الجلسة مع الشيخ بهجت كانت قصيرة بماذا تحدثتم؟

23/02/2021

قال لوالده: إنّ الجلسة مع الشيخ بهجت كانت قصيرة بماذا تحدثتم؟

العلامة الجليل السيد عبد الكريم نور الدين العاملي، من العلماء الذين عملوا لتخليص نفسه من مكائد الشيطان، فقد وضع لنفسه برنامج مراقبة، فكان يُحاسبها على كلّ صغيرة وكبيرة، وقد نقل أحد أرحامه القريبين منه، أنّ السيد رحمه الله، قال له: "الحمد لله بعد عشرين سنة، تخلّصت من آفةٍ كانت تلازمني طوال هذا الوقت".

نشأت علاقة خاصة بين السيد نور الدين، وبين العالم العارف الشيخ محمد تقي البهجت، في مدينة قم المقدسة، عندما كان السيد يتردد على إيران لزيارة الإمام الرضا (ع) وأخته السيدة فاطمة المعصومة في مدينة قم المقدسة، واستمرت هذه العلاقة من سنة 1987م، حتى السنوات الأخيرة من حياته، حيث اعتاد السيد نور الدين على زيارة الشيخ بهجت طوال هذه الفترة، فنشأت بينهما علاقة مميزة؛ لما اكتشفه الشيخ بهجت من سلامة القلب وحسن السريرة لدى السيد عبد الكريم نور الدين.

في بعض أسفاره، كان برفقته نجله الأخ الفاضل السيد لؤي نور الدين، حيث روى لي حادثةً جرت أثناء زيارته إلى إيران، عندما ذهب برفقة أبيه إلى زيارة الإمام الرضا (ع)، فقال: عندما كنا مشغولين بزيارة السيدة المعصومة (ع)، في مدينة قم المقدسة، ذهبنا لزيارة الشيخ بهجت، ويضيف السيد لؤي: جلس الوالد لوحده مع الشيخ بهجت، ولكن مدّة اللقاء كانت قصيرة، فسألت السيد الوالد، عن فرحته الكبيرة بهذا اللقاء مع أنّ الوقت كان قصيراً، فبماذا تحدثتم؟ وكانت الفرحة باديةً على وجه السيد، فردّ عليّ السيد الوالد: كان حديث النفس.

والجواب المختصر من السيد عبد الكريم لا يفهمه إلاّ من عاشه ووصل إلى حالة التجرّد، وهذا يشبه تماماً حالة (المنام)، ففي عالم الرؤيا، نحن نشاهد أماكن كثيرة ومتباعدة جداً، ونقول كلاماً كثيراً، وعندما نستيقظ، ونريد أن ننقل ما رأيناه في منامنا يستغرق ذلك وقتاً، بينما في الحقيقة المدة التي قضيناها بالمنام لا تتجاوز الثواني، هذه المعادلة نفسها قد تجري مع الأحياء، عندما يصلون إلى مرتبة الحب الحقيقي، وحتى عند الناس العاديين الذين يجلسون ويتناجون، وخصوصأً في فترة الخطوبة مثلاً، فتجد كمية الكلام والعناوين التي يتبادلان أطراف الحديث عنها، لا تتسع لنفس المدة والوقت لقوم آخرين، لو كانوا في غير هذه الأوضاع.

 

اخبار مرتبطة