كان قد اعتاد على صلاة الليل والتهجّد وعندما يكون مُتعباً، كان يأتي من يطرق له على  الشباك، أو يناديه باسمه، وفي بعض  الأحيان يحرّك قدمه

14/02/2021

كان قد اعتاد على صلاة الليل والتهجّد وعندما يكون مُتعباً، كان يأتي من يطرق له على الشباك، أو يناديه باسمه، وفي بعض الأحيان يحرّك قدمه

كان العلامة الشيخ علي البغدادي العاملي، قد اعتاد منذ شبابه على قيام الليل، والتهجّد والناس نيام، وهذا ما استمرّ معه في النجف الأشرف، طوال الوقت الذي قضاه إلى جوار أمير المؤمنين (ع)، وعندما عاد إلى جبل عامل، وسكن بلدة (الخرايب)، كإمامٍ لها، كان يُصلي صلاة الليل في المسجد وصلاة الصبح جماعة ويستمر بالدعاء حتى طلوع الشمس.

ذات يوم، كنت أستعرض مع سماحة الوالد المقدس الشيخ علي البغدادي (رحمه الله)، قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

فقال الوالد: عندما يطّلع المولى عزوجل على صدق نية هذا الإنسان وإخلاصه، فسوف تشمله عنايته ويسدّد خطاه، ويدافع عنه، وأضاف: في بعض الليالي الباردة، وخصوصاً كنا نقضي وقتاً طويلاً في الإصلاح الإجتماعي، وحقن الدماء، وحماية الناس من المنافقين، كنت أنام في وقتٍ متأخر، ولكن النية كانت هي القيام لصلاة الليل، ولمّا كان المولى عزوجل، يعرف صدق النية، وأنني أريد القيام وأرغب بشدّة في ذلك، فكنت أسمع في بعض الليالي من يناديني، وعندما أستيقظ لا أجد أحداً، وإذ بالوقت هو نفسه الذي يناسبني للتوجه إلى المسجد لأداء نافلة الليل والتهجّد، أو في بعض الأحيان كنت أسمع من يطرق على الباب أو الشباك، أو كان يأتي من يحرّك قدمي..

 إذا،ً هذه النعمة التي أنعمها الله تعالى على عبده، وهي قيام الليل، لن يدعها تفوته إذا اطلع على صدق نيته وإخلاصه، وهذا ينسحب على كل الأمور التي تقرّب من الله تعالى.

والوالد (قدسره) وأمثاله، عندما يُحدّثون في مجالس ضيقة، عن هذه الأمور، إنّما يقصدون تقوية عقيدة من يسمعهم، أو يُعلّم هذه الأمور عن طريق هؤلاء، وليس من باب إظهار مكانتهم، أو التبجّح، فهؤلاء الأعلام لم يصلوا إلى هذه المكانة، إلاّ بعد تطهير أنفسهم من هذه الشوائب وهذا التفكير الشيطاني، الذي يراود البعض، وهم أبعد ما يكونوا عنه.

 

اخبار مرتبطة