كان مواظباً على زيارة أمير المؤمنين (ع) يومياً وعندما انقطع عدّة أيّام عتب (ع) عليه وسأل عنه

09/10/2020

كان مواظباً على زيارة أمير المؤمنين (ع) يومياً وعندما انقطع عدّة أيّام عتب (ع) عليه وسأل عنه

إنّه المرجع الديني والمفكّر الإسلامي الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر قدسره، ولد في الكاظمية سنة 1353هـ الموافق لـ 1935م، في بيت أهل علم وورع، وكان (رحمه الله) نابغة زمانه ومن الذين ذابوا في الإسلام.

يعود نسبه إلى الإمام موسى الكاظم (ع)، وآباؤه وأجداده من العلماء الذين كانوا مفخرة جبل عامل والعراق وإيران ومكة المكرمة، فجده الأعلى السيد علي الموسوي الجباعي، وانتقال عائلة الصدر إلى العراق كان بسبب النكبة التي حلّت على جبل عامل سنة 1781م، جرّاء الظلم العثماني المتمثّل آنذاك بالوالي المجرم أحمد باشا الجزار، مما اضطرّ جدّهم السيد صالح أن يترك (شحور) ويتجه إلى النجف الأشرف.

والد السيد محمد باقر الصدر، السيد حيدر كانت ولادته في (سامراء) سنة 1309هـ، بسبب ذهاب والده السيد إسماعيل الصدر، مع المجدّد السيد حسن الشيرازي إلى (سامراء)، عندما صمّم على تشييد حوزة علمية فيها.

نشأ السيد محمد باقر يتيماً، بعد رحيل والده الذي توفي في (الكاظمية) سنة 1356هـ، وكان من العلماء، وعبّر عنه السيد الصدر في التكملة، بأنه: "أحد الفضلاء في عصره ومن حسنات الزمان، قوي النظر في الفقه والأصول".

أما السيد محمد باقر الصدر، فغنيٌّ عن التعريف، وعندما وصل إلى النجف الأشرف كان مواظباً على زيارة أمير المؤمنين (ع) يومياً، ويجلس عند الرأس الشريف، برهة من الزمن متأملاً مستمداً منه العون، في مهامٍ كبرى تنتظره، سواء ما هو متعلّق بالجانب العلمي والفكري، سيّما في الفقه والأصول والعديد من العلوم الأخرى كالإقتصاد والإجتماع والفلسفة، و مواجهة الفكر المادي أيضاً، مضافاً للأعباء الكبيرة التي تحمّلها السيد الشهيد في التصدّي للنظام البائد..

حصل أن انقطع السيد الشهيد عدّة أيّام عن زيارة الإمام علي (ع)، رُبّما لانهماكه بالدّرس والتّدريس والتصنيف، وبعد فترةٍ من الزمن أتاهُ رجل كان يعمل في الروضة المقدسة، وقال له: سيدنا أنا هذه الليلة رأيت أمير المؤمنين (ع) في منامي وسألني لماذا انقطع عني محمد باقر الصدر؟ عرف السيد الشهيد أنّ الإمام علي (ع) عاتبٌ عليه، ولا يريده أن يبتعد عنه، وهو الذي آثر المجيء إلى النجف الأشرف، والسكن في (مقبرة)، بمنطقة العمارة، على الحياة الرفاهية في الكاظمية، وقد ضمن له السيد محمد الصدر، رئيس مجلس الأعيان، حياةً كريمة إذا بقي مواظباً على الدراسة الأكاديمية، لكنه (رحمه الله) فضّل ترك كلّ حطام الدنيا، والتوجه نحو طلب العلم، بما تحوي من مصاعب كالجوع والمناخ السيء وغيرها... والذي كان يهوّن الخطب، زيارته ومجاورته لمرقد أمير المؤمنين (ع)، وتحصيل علمي الفقه والأصول.

استشهد رضوان الله عليه، على يد صدام حسين في (بغداد)، في 9 نيسان 1980م، لأنه رفض الإنصياع لدنياهم، فهم أرادوا منه أمرين:

الأول: عدم تحريم الدخول في حرب البعث العراقي.

والثاني: الهجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى قائدها الإمام السيد الخميني (قدسره).

وهم في قبال ذلك سيفتحون له أبواب نعيم الدنيا، فردّ عليهم برسالته المشهورة وبرباطة ذلك الجأش، بكلماتٍ حسينية، رافضاً دنياهم، معتبراً أنها ستغلق عليه أبواب النعيم، التي معبرها الوحيد هو التمسك بهذا الإسلام العزيز.

اخبار مرتبطة