العلامة الفاضل السيد أبو الحسن موسى الحسيني العاملي (طاب ثراه)
وفاة العلامة الفاضل السيد أبو الحسن موسى الحسيني العاملي من بلدة (شقراء) من جبل عامل، وهو من علماء القرن الثاني عشر هـ، فقد قدم جدّه السيد أحمد من مدينة الحلة بالعراق، حيث طلبه أهالي مجدل سلم ليكون إماماً لهم. وكان نجله – والد السيد أبو الحسن - السيد حيدر قد انتقل إلى قرية (شقراء) بطلب من أهلها ليكون إماماً لهم على طريقة علماء جبل عامل، من عدم التقيد بالسكن بمسقط رأسهم، إنما كانوا يسكنون طبق الحاجة والمصلحة العامة. وأنجب السيد حيدر عدة أولاد منهم السيد أبو الحسن موسى الحسيني الذي استطاع أن يؤسّس مدرسة علمية في (شقراء) ذاع صيتها في جبل عامل وبقية المناطق، وعلى رواية الشيخ علي السبيتي أنها كانت تضمّ أكثر من 300 طالب ومن جملتهم إبن أخيه السيد جواد صاحب كتاب (مفتاح الكرامة) في الفقه، والشيخ إبراهيم يحيى ذلك الشاعر المعروف، وكانت تربط علاقة حميمة ما بين السيد أبو الحسن وأمير أمراء جبل عامل الشيخ ناصيف النصار الذي قتل في معركة (يارون) مع السفّاح أحمد باشا الجزار 1195 هـ عندما هاجم الجزار جبل عامل بقصد الإحتلال والسيطرة عليه، فكان لابدّ للشيخ ناصيف أن يأخذ قرار المواجهة بمن حضر من عسكر، فالوقت لم يك يتّسع لاستحضار واستنهاض بقية المناطق. وبعد وفاة السيد أبو الحسن الحسيني قرّر الشيخ ناصيف أن يبني قبةً فوق مقام السيد أبو الحسن موسى تليق بمقامه الشريف، والذي توفي ليلة الأحد من محرم 1194 هـ قبله بسنة، وبعد موت الشيخ ناصيف وقيام حكم الجزار لم تكن القبة قد اكتملت بعد، فأمر السفاح الجزار بنقل تلك الأحجار الثمينة إلى مدينة (عكّا)، وانتهت المدرسة الدينية وحلّت النكبة الكاملة في جبل عامل حتى أهلك الله الجزار في سنة 1219هـ وعادت النهضة العلمية مجدداً من بوابة (كوثرية السياد) على يد المقدّس الشيخ حسن القبيسي.