إنه العالم الفاضل الزاهد العابد السيد صالح إبن السيد محمد إبن إبراهيم شرف الدين الموسوي الذي ولد في قرية (شحور) من جبل عامل، بعدما ترك والده السيد محمد بلدته (جباع) استجابةً لرغبة أهالي (شحور) ليكون إماماً لهم، وفيها نشأ ولده السيد صالح، وكان على حد تعبير أصحاب التراجم: فقيهاً أصولياً جامعاً للمعقول والمنقول، كثير الإطلاع ذكياً أديباً شاعراً، وصاحب كرامات مشهورة.
درس السيد صالح في جبل عامل على بعض الأفاضل، ثم غادر إلى مصر وقرأ على مشايخ الأزهر، ثم سافر إلى مكة المكرّمة ودرس على فقهاء الحرمين.
عاد إلى جبل عامل سنة 1153هـ واستمر إلى سنة 1155هـ، حيث قرّر المغادرة إلى العراق لاستكمال التحصيل العلمي، فبقي في كربلاء والنجف حتى سنة 1163هـ، عاد مجدداً إلى جبل عامل بعد أن استفاد كثيراً من علماء العراق.
استمر في جبل عامل من سنة 1163هـ عالماً مبلغاً مصلحاً، حتى سنة 1197هـ عند وقوع فتنة (شحور) مع الوالي العثماني أحمد باشا الجزّار، إقتاده الجزّار إلى سجن عكّا، وبعد عدة أشهر هرب من السجن بفضل الدعاء والتوسل، وغادر إلى العراق مع عائلته وبقي إلى حين وفاته في النجف الأشرف، حيث توفي في التاسع من ذي الحجة سنة 1217هـ.