العالم الفاضل الشيخ محمد علي عز الدين العاملي
صاحب المدرسة الدينية الشهيرة في قرية (حناوية) من جبل عامل، وهو من علماء القرن الثالث عشر للهجرة، ومن الذين ساهموا بشكل فعّالٍ في إعادة الحياة العلمية إلى جبل عامل بعد نهاية النكبة.
في البداية درس الشيخ محمد علي عز الدين على الشيخ علي بن الحاج حسين مروة في (حداثا) القريبة من قرية (كفرة)، ثم انتقل إلى بلدة (النميرية) التي شيّد فيها العلامة السيد علي إبراهيم مدرسته المعروفة، والتي انتسب إليها جمع من الطلاب كالشيخ محمد علي عز الدين صاحب الترجمة، و المؤرخ الشيخ علي السبيتي.
وبعد وفاة السيد علي إبراهيم سنة 1260هـ، انتقل الطلاب إلى (جباع) ودرسوا في مدرسة العلامة الشيخ عبد الله نعمة، ثمّ قررّ قسم من الطلاب ومنهم الشيخ محمد علي عز الدين الذهاب إلى العراق لاستكمال تحصيلهم العلمي، فبقي الشيخ عز الدين في النجف الأشرف مدة ست سنوات منكباً على الدرس والتحصيل على كبار الفضلاء والعلماء كالشيخ محسن آل خنافر.
عاد الشيخ عز الدين إلى جبل عامل أواسط القرن الثالث عشر للهجرة، وسكن قرية ( كفرة) من جبل عامل، وأخذ يُدرّس الطلاب، حتى دعاه أهالي (حناويه) ليكون أماماً لهم، وهناك شيّد مدرسته الشهيرة، واجتمع عليه الطلاب من كل المناطق كالشيخ حسين مغنية وآخرين من الذين أصبحوا لاحقاً من كبار الفضلاء.
تميز الشيخ محمد علي عز الدين، بدقة توزيعه لوقته، فعمل على تقسيمه بين الدرس والتصنيف والعبادة والوعظِ والإرشاد والإصلاح الإجتماعي، بطريقةٍ لم تكن أي من هذه المهام تتعارض مع الأخرى، فكان يجلس في (صالونه) والناس من حوله ومعه دواة وقلم وهو يكتب، وإذا سأله أحد مسألة، أجابه بمقدار، ثمّ يعود مجدداً إلى الكتابة، وإذا رأى أنه من المناسب أن يعظهم، يقوم بعملية وعظِ بمقدار الحاجة.
توفي الشيخ عز الدين في (حناويه) في 23 من شهر رمضان سنة 1301هـ، ودفن فيها.