عالمٌ جليل فقيه ومفكر، وقائد مرحلة سياسية كانت من المحطات الكبرى، حيث استطاع السيد الصدر أن يؤسّس إطاراً سياسياً ومنهجاً مقاوماً، ظهرت آثاره في الإجتياح الإسرائيلي عام 1982م، واستمرّ هذا النهج حتى دحر العدو عن الجنوب في 25 أيار 2000م، وكان الأكثر وضوحاً في الإنتصار  الإلهي المدوّي في تموز 2006م. ولعلّ ميزة الإمام الصدر، أنه قائد عابر للأفراد الذين كانوا معه، وعابرٌ للطوائف والأديان، فكان عنوان الحرية والكرامة والدفاع عن المحرومين، ومؤسس النهج المقاوم، ولهذا هو قائد كل من يسير على هذا النهج، وباتت نصوصه مرجعية لكل من أراد أن يجد حلّاً لمشكلة وطنية أو عربية.

ولد الإمام الصدر في مدينة قم المقدسة 1928م، وترعرع في منزل عالمٍ كبير بالأخلاق هو آية الله السيد صدر الدين، أحد رجالات التقريب بين المذاهب.

درس السيد موسى الصدر في الحوزة العلمية والجامعة، وكان يتطلع إلى مواجهة الحركات التبشيرية والصهيونية والنفاق الداخلي، وأسّس مع إخوانه العلماء والمفكرين مدرسة في الوحدة الإسلامية والوطنية، ومشروعاً مقاوماً لتحرير فلسطين، وفكراً إسلامياً نيّراً لمواجهة أصحاب البدع والإنحراف.

إختار لبنان 1960م، لكونه ساحة فيها الكثير من الحرية، وهي على مقربة من فلسطين المحتلة، أضف إلى كونه وطنه الأم، وتصلح لتكون عوناً للإمام الخميني (طاب ثراه)، في مواجهة الشاه والأمريكيين.

وهكذا حدث، فكان الإمامُ الصدر المساعدَ الأول للثورة الإسلامية في إيران، والمؤسس لمجتمع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، ومن هذا الجهد كانت المقاومة الإسلامية في لبنان التي صنعت المعجزات، في معادلات الداخل، وفي مواجهة العدوين الإسرائيلي والتكفيري.

غُيّب الإمام الصدر عن ساحة جهاده في 31 آب 1978م، فاستطاعوا أن يُغيّبوه جسداً، ولكنه استمرّ من خلال فكره ونصوصه ورفاق السلاح الذين التزموا هذا الطريق وهذا النهج.