العلامة الحجة السيد عبد الرؤوف فضل الله( طاب ثراه)
من علماء القرن الرابع عشر هجري
كان عالماً جليلاً ورعاً عابداً ، طاهر القلب، صافي النفس، وكان واعظاً متعظاً، وعلماء تلك المرحلة كانوا يرون فيه العالم القدوة.
ولد في قرية (عيناثا) من جبل عامل في السابع من شهر محرم الحرام سنة 1325هـ، قي بيت تقى ومعرفة، فوالده السيد نجيب فضل الله أحد أعلام جبل عامل، ومن الذين ساهموا في إعادة الحياة العلمية إلى جبل عامل بعد النكبة التي حلّت به من العثمانيين.
عائلة آل فضل الله الحسني، تعود إلى السيد الشريف حسن، من مكة المكرمة، وكان عالماً أديباً فاضلاً، جاء إلى جبل عامل بداعي العلاج ومات فيها (عيناثا).
بعد أن درس السيد عبد الرؤوف في جبل عامل على أبيه وعلى بعض فضلاء تلك المرحلة، ذهب إلى النجف الأشرف ليستكمل تحصيله العلمي، وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 1346هـ، وكان قد سبقه أخوه العلامة المقدّس السيد محمد سعيد فضل الله، حيث كان عابداً زاهداً منصرفاً للدرس والتدريس، ولا يخرج من المنزل إلا للحرم أو الدرس، وهكذا كان السيد عبد الرؤوف في النجف، منكباً على تربية النفس والتحصيل العلمي، حيث حضر على مشاهير تلك الفترة، كالسيد أبو الحسن الأصفهاني، و السيد محمود الشاهرودي، والسيد عبد الهادي الشيرازي، كما قرأ على السيد عبد الرؤوف العديد من فضلاء جبل عامل، كالسيد عباس أبو الحسن، والسيد علي مهدي إبراهيم، والشيخ حسن العسيلي، والشيخ محمد مهدي شمس الدين، ونجله السيد محمد حسين فضل الله، و السيد عبد المحسن فضل الله، والسيد محمد علي الأمين، والسيد عبد الكريم نور الدين وغيرهم.
بقي في النجف الأشرف إلى سنة 1375هـ، فعاد إلى جبل عامل، ووزع أوقاته بين بنت جبيل وبيروت، وله مواقف لا زالت أثارها إلى اليوم، وكان مثال العالم العامل القدوة، وقد تحدثنا بالتفصيل عنه رحمه الله في محله.
ارتحل عن الدنيا يوم الثلاثاء الواقع في 11 ربيع أول سنة 1405هـ - 4 كانون أول سنة 1984هـ ودفن في النجف الأشرف.