الشيخ موسى عبد الكريم شرارة العاملي

31/08/2020

الشيخ موسى عبد الكريم شرارة العاملي

كان عالماً جليلاً وشاعراً، سكن الهرمل منذ أن دخلها ولم يُغادرها حتى رحيله سنة 1419هـ، 1998م.

ولد رحمه الله في النجف الأشرف، في الخامس عشر من شهر محرم الحرام سنة 1326هـ، حيث كان يسكن والده العلامة الشيخ عبد الكريم، والذي مات عن خمس وثلاثين سنة، كأبيه الشيخ موسى أمين شرارة.

درس الشيخ موسى في النجف على أساطين الحوزة؛ منهم السيد جمال الكلبيلكاني، والسيد أبو القاسم الخوئي، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، والسيد أبو الحسن الأصفهاني. وبينما كان الشيخ موسى مشغولاً في الدرس في النجف، وصلته رسالة من أخيه الشيخ محسن شرارة، يُخبره فيها، أنه اتفق مع العلامة الشيخ حبيب آل إبراهيم، على أن يزوجه كريمته ويسكن مع زوجه في الهرمل.

بالفعل، قرر الشيخ موسى الإلتزام بمضمون الرسالة وكان ذلك سنة 1939م، فعاد إلى لبنان حاملاً معه إجازات بالإجتهاد من أساتذته، وتمّ استقباله على مدخل الهرمل من جهة نهر العاصي، وأقيم له مهرجانٌ كبير، تحدث فيه الشيخ حبيب والشيخ موسى ثم انتقل الجميع إلى داخل المدينة، ونزل الشيخ موسى في دار ذلك الوجيه المؤمن المخلص الحاج إبراهيم الساحلي.

قام الشيخ موسى في الهرمل ومنطقتها وعلى مدار عشرات من السنين بالخطوات التالية:

الأولى: الوعظ و الإرشاد وإصلاح ذات البين وإحياء المناسبات.

الثانية: فصل الخصومات، وخصوصاً أنّ المنطقة تعيش الذهنية العشائرية، وتحتاج إلى عالمٍ مجتهد وحكيم، ويمتلك تجربة العمل الإجتماعي.

الثالث: بناء المؤسسات التربوية، والثقافية مضافاً للمساجد والحسينيات، وترك الشيخ موسى أثاراً طيبة، من قبيل إقامته لصلاة الجمعة حيث أقامها ست وخمسين سنة.  كما شيّد مبرة للأيتام في ( الهرمل)، وشيّد حسينية الإمام الصادق (ع)، كما شيّد مدرسة أكاديمية سمّاها باسم الإمام علي (ع). وكانت له مساهمات أساسية في بناء مساجد أو ترميمها في الهرمل وبقية القرى المجاورة.

أما تراثه العلمي والفكري والأدبي

لم تكن الأولوية عند الشيخ موسى، أن يصرف وقته في التصنيف، ويكون على حساب التبليغ والإصلاح، فالمنطقة بحاجة إليه، وهناك علماء في الحوزات العلمية يمكنهم القيام بالتصنيف، ومع ذلك ترك بعض الأثار التي تكشف عن مكانته العلمية ومنها، كتاب في الأصول؛ وهو شرحٌ لمنظومة جدّه العلامة الشيخ موسى أمين شرارة، وكتاب بالإرث، وعدّة رسائل منها رسالة بـ (الغيبة)، كما له العديد من المواقف الجريئة في وجه الشاه الإيراني وغيره..

إرتحل عن الدنيا ودفن في الهرمل سنة 1998 م.

اخبار مرتبطة