الشيخ حسين همدر العاملي من علماء القرن الرابع عشر هجري، عالم فاضل وثقة زاهد عارف، من أهل المناقب، وكان من الملازمين في النجف الأشرف للعالم الجليل الورع التقي السيد مرتضى الكشميري صاحب (الكرامات). عُرف الشيخ حسين همدر بفضله وزهده وكثرة عبادته، وبُعده عن الدنيا وبهارجها. الشيخ آغا بزرك الطهراني في نقباء البشر تعرّض لترجمته وامتدحه كثيراً، وخصوصاً أنه كان يعرفه عن قرب، وخصوصاً عندما كان يلتقي معه في مجلس العالم العارف السيد مرتضى الكشميري، وقال عنه: "الشيخ حسين ثقة ورع من المراقبين المجاهدين المقتفين لآثار الأئمة الأطهار (ع)، جاور النجف الأشرف سنين عدة، وكان ملازماً للعلامة الجليل السيد مرتضى الكشميري، وكانت بينهما مودة، ويمكن القول أنه تربى على يدي السيد الكشميري، وقد شاهد الشيخ حسين همدر الكثير من الكرامات التي صدرت عن السيد الكشميري". بقي الشيخ حسين في النجف منكباً على التحصيل وتربية النفس حتى قرّر العودة إلى جبل عامل ليقوم بوظائفه الشرعية، كسائر علماء تلك البلاد، من وعظ وإرشاد، وإمامة الناس وإحياء المناسبات وتعليمهم الأحكام الشرعية، وما هو محلّ ابتلاء، حتى كانت سنة 1339هـ، عندما قرّر العودة إلى النجف الأشرف ليجدّد العهد بزيارة بالأئمة الأطهار (ع)، وبالحوزة العلمية في النجف، فالتقى العديد من الأساتذة والزملاء، ومنهم آغا بزرك الطهراني، ثم عاد إلى بلاده قائماً بالمسؤولية الدينية حتى وافاه الأجل في 22 ذي القعدة من سنة 1355هـ، وكان قد صاهر العلامة السيد محسن الأمين على شقيقته وتوفي قبله بست عشرة سنة، حيث كانت وفاة السيد الأمين سنة 1371هـ.
