الشيخ البغدادي: آية الله التسخيري كان واحداً من الثلة القليلة التي أسست للمنهج التقريبي
بمزيدٍ من التسليم بقضاء الله وقدره، أتقدّم بخالص العزاء من صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج)، ومن الإمام القائد السيد الخامنئي (دام ظله) والمراجع العظام والحوزات العلمية والأسرة الشريفة وعموم المسلمين، بفقدان هذه القامة الكبيرة أحد مؤسسي المناهج التقريبية بين المذاهب الإسلامية، سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري "رضوان الله عليه"
وبرحيله خسرت الحوزة العلمية ومشروع التقريب، شخصيةً قلّ مثيلها في هذا الزمن.
لم يكن الشيخ التسخيري ليجامل في قناعاته الراسخة أبداً، وبحسب معرفتي المتينة بسماحته، فقد وجدته امتداداً للمسار الذي رسمه الشهيدان والسيد حسين البروجردي والإمام الخميني والسيد القائد الخامنئي والشهيد السيد محمد باقر الصدر ، مضافاً لأجلّة علماء المذاهب الإسلامية، كما لم يكن يتأثر بمدح أحدٍ أو بتوجيه انتقادٍ له.
كان همّه (رحمه الله)* خدمة مدرسة أهل البيت (ع) من خلال التقريب بين المذاهب الإسلامية والوحدة بين المسلمين، فصنّف في الفقه والحديث وعلم الكلام وغيرها.. وكان يعتمد الفقه المقارن والأحاديث المشتركة من طرق السنة والشيعة.
مضافاً لذلك، فقد أقام وشارك في العشرات من المؤتمرات العلمية والفكرية التقريبية في مختلف البلاد الإسلامية ومنها مؤتمر الشهيدين والشيخين محمد جواد مغنية وعبد الله العلايلي في بيروت حيث كان (قدسره) قد أوكل إليّ مهمة التقريب في لبنان، هذا ناهيك عن مئات الندوات والوفود التي ضمّت مختلف علماء المذاهب الإسلامية من داخل الجمهورية الاسلامية إلى الخارج، أو وفود علمائية ذهبت الى زيارة الجمهورية الاسلامية.
في الختام، أسأل الله تعالى له الرحمة وعلو الدرجات، ولذويه الصبر والسلوان، وللأمة الإسلامية أن يُعوّض عليها بأمثاله.
