نظّمت جمعية الامام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي، والمستشارية الثقاقية الإيرانية في بيروت، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والمجمع العالمي لأهل البيت (ع) والمركز العالمي للعلوم والثقافة الإسلامية في إيران
"المؤتمر الدولي الفكري الثاني لتكريم رائدي الفقه والاصلاح العالمين الشهيدين الشيخ محمد بن مكي الجزيني والشيخ زين العابدين الجبعي"
وقد شارك في هذا المؤتمر عدد كبير من العلماء والفقهاء والمفكرين وأساتذة الجامعة من لبنان وسورية والسعودية ومصر والبحرين وإيران وتركيا.
الجلسة الافتتاحية: تحدث في البداية آية الله الشيخ محمد علي التسخيري (الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران) عن الإسلام وكيف وضع الأسس للعقلانية والحوار والاجتهاد، وتأكيده على الوحدة في المسيرة البشرية، لأن هدف الإسلام هو أن تتلاقى القلوب وتتقارب بدل الصراع والاختلاف والتنازع. وهذا ما تجسد في عصر الصحابة والتابعين والأئمة الذين رغم اختلافاتهم كانوا يحرصون على العيش في إطار الأخوة الدينية والوحدة الإسلامية. وهذا المنهج سار عليه كبار العلماء على طول التاريخ الإسلامي ومن بينهم الشهيدين، لذلك فإحياء ذكراهما هو إحياء لمسيرة التقريب وتمهيد للوحدة الإسلامية الكبرى التي أكد عليها القرآن.
ثم كلمة عضو المجلس المركزي في حزب سماحة الشيخ حسن بغدادي أشار فيها إلى أهمية تكريم هذين العالمين المجاهدين، اللذين اشتهرا بالاهتمام بالمنهج الفقهي المقارن والوحدة الإسلامية، وهذا المؤتمر سيكون للإعلان عن الانتهاء من تحقيق تراثهما وطباعته في خمسين مجلداً (20مجلداً للشهيد الأول و30 للشهيد الثاني).
كذلك تحدث ممثل رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران د. لاريجاني، السفير الإيراني في لبنان د. غضنفر ركن آبادي، الذي أشار إلى الأهمية العلمية للشهيدين في مسيرة العلم والفقه الشيعي الإمامي، بالإضافة إلى جهودهما التقريبية والوحدوية، والحاجة الآن إلى استلهام هذه التجربة لمواجهة وضع مليء بالمؤامرات لتفتيت وحدة هذه الأمة.
تحدث كذلك الشيخ أحمد قبلان (المفتي الجعفري الممتاز)، فأشار في كلمته إلى المكانة العلمية للشهيدين وما أضافاه في مجال الفقه والاجتهاد، فالشهيد الأول أسس مفهوم الحيثية الحقوقية كمركز لنظام السلطات والإجراءات، أما الشهيد الثاني فأسس لمقولة الشرعنة على قاعدة أن مركز المصالح الكونية والتشريعية هو الإنسان، الذي هو علة شرعية السلطان ومبرر النظام، وإلَّا تحول الحكم إلى حديد واستبداد.
أما ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الشيخ محمود مسلماني، فقد أشاد بعلم وفقاهة الشهيدين، مؤكداً أن المذاهب الإسلامية قد تختلف لكنها تنطلق من قاعدة واحدة وهي طلب اتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أما بالنسبة للمحتفى بهما فهي مناسبة لتأكيد دور وأهمية العلم والاعتدال، خصوصاً في زمن الفتن والتطرف.
مدير المركز الكاثوليكي الأب عبده أبو كسم ألقى كلمة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي، وقد أشار فيها في البداية إلى تلازم تاريخ الشيعة مع مشروع الشهادة منذ استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وأن مشروع الشهادة هو مشروع كل المؤمنين الذين يرفضون الباطل بغض النظر عن دينهم ومذهبهم، وهذا ما جسده الشهيدان في حياتهما.
أما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فقد أكد في كلمته على أن دعاة الفتنة وُجدوا دائماً في كل مكان وزمان، وتركوا آثاراً سلبية على المجتمع، خصوصاً عندما يجتمع حاكم جاهل بالدين وواعظ عند السلطان مليء بالحقد والجهل كذلك. أما بالنسبة للبنان فإننا -يقول الشيخ نعيم:- لم نختلف مذهبيًّا مع أحد ولم تطرح قضايا عقائدية أو فقهية خلافية، بل بالعكس.. اختلفنا سياسيًّا مع فريق آخر في البلد فيه من جميع المذاهب والطوائف، اختلفنا بأننا مع المقاومة واستمراريتها بسبب استمرار الاحتلال والخطر الإسرائيلي، واختلفنا سياسيًّا على رفض الوصاية الأمريكية، والبعض يُسهِّل وجودها ويعمل وفق برنامجها.
وتابع الشيخ نعيم مؤكداً أن الشهيدين أسَّسا لقيادة علمائية فريدة جامعة وداعية للوحدة والتقريب، وقد دفع الشهيدان حياتهما ثمناً لذلك...
اختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة لرئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري، حيث أشار إلى التحديات التي تواجه لبنان والشرق الأوسط، وأهمها الفتن المذهبية والتحريض الطائفي ونشر الكراهية والتعصب، ومحاولات إجهاض حركات التحرر والثورة، أما بالنسبة للشهيدين فقد أكد الأستاذ بري أنهما دأبا على نشر المعرفة كما أسَّسا لمشروع مقاومة دائم، وكانت تضحيتهما بالذات هو الالتزام بالإسلام.
ثم انطلقت بعد ذلك أعمال المؤتمر التي توزعت على ست جلسات وفي أماكن متفرقة: في (بيروت والجنوب والبقاع).
الجلسة الاولى: - ترأس الجلسة أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب الشيخ محمد علي تسخيري. - تحدث د.مصطفى بري عن دراسة المرحلة السياسية والفكرية التي عاصرها الشهيد الاول مقارنة مع العهد الصليبي. - ثم تحدث النائب د. علي فياض عن مفهوم السلطة عند الشهيد الاول في سياق تطور الفكر السياسي عند الشهيد الشيعي. - اما الباحث والمحقق د. الشيخ جعفر المهاجر فقد تطرق الى "المصدرين الجديدين على سيرة الشهيدين " وهما "محفوظة نسيم السحر المحفوظ "و "المصدر الثاني عن الشهيد الثاني زين الدين الجبعي فقال انه يعود الى قطب الدين الفهراولي وقد كتبه اثناء رحلة له الى عاصمة الدولة العثمانية تحدث فيها عن واقع وملابسات اعتقال الجبعي ثم قتله". - وألقى الشيخ حسن التبريزي نص محاضرة الامين العام للمجمع العالمي لاهل البيت الشيخ محمد حسن الاختري بعنوان" الروابط التاريخية والقواسم المشتركة بين جبل عامل وايران". - وتحدث وكيل وزارة الثقافة العراقية جابر الجابري عن "الذكورات البيض..جبل عامل..الشهيد الاول". - وعالج الاستاذ في الجامعة اللبنانية د. يوسف طباجة مسألة دور الشهيد الثاني" مسيرة نهوض ووحدة" . - اما عضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ مصطفى ملص فقد تحدث عن "قراءة في مفهوم الوحدة من حيق التأصيل والتحديات المناهضة - الشهيد الثاني نموذجاً".
الجلسة الثانية : المناهج الاعلامية والتربوية والاخلاقية للشهيدين: - وترأس الجلسة الثانية حجة الاسلام محمد محمود عراقي - تحدث مدير عام قناة المنار عبد الله قصير عن "المنهج الاعلامي عند الشهيدين في مقارنة ما هو سائد اليوم"، كما تطرق الى النشاط "العلمي والابداعي الفذ للشهيدين". - وتحدث امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود عن "منهجية الشهيدين في الانفتاح على علماء المذاهب الاسلامية". - وعن أفاق التقريب في تجربة الشهيدين الاول والثاني تحدث د.الشيخ خنجر حمية فشرح لدور منظومة الوحدة باهدافها ولوحدة مصائر المسلمين ولوحدة اجتماعهم السياسي وان اختلفوا بالرأي وبوحد الأقوال المعرفية وان اختلفت. - وتحدث د. محمد حسن ثبرائيان مساعد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حول دور الشهيد الثاني الجبعي وكتابة "منية المريد في اداب المفيد والمستفيد".
الجلسة الثالثة : دراسات متنوعة في الادلة والابعاد الفقهية التحليلية للشهيدين: - انعقدت الجلسة الثالثة برئاسة الشيخ احمد مبلغي رئيس مؤتمر الشهيدين واستاذ في الحوزة العلمية في مدينة قم في ايران. - وكان المحاضر الأول في الجلسة السيد عبد الكريم فضل الله عن "دراسات مسالك الإفهام للشهيد الثاني ". - وعالج عضو الهيئة العلمية للمركز العالي للعلوم والثقافة الاسلامية في قم الشيخ حسن علي علي أكبريان مسألة " مكانة حكمة الاحكام في الفقه التحليلي للشهيد الاول ". - وتحدث رئيس جامعة المذاهب الاسلامية في طهران الشيخ عبد الكريم بي آزار شيرازي عن" دور الفقه التقريبي والمقارن في شرح اللمعة الدمشقية " وهو كتاب للشهيد الجزيني وليس لمعة ومصباحاً للحوزات العلمية الشيعية فحسب بل للعالم الاسلامي ومنبع لبعض كتاب اهل السنة. - وقال رئيس الهيئة العلمائية لأتباع أهل البيت في سوريا الشيخ عبد الله نظام حول "صلاة الجمعة ووجوبها عيناً عند الشهدين ". - وتحدث الشيخ عبد الكريم حبيل من علماء القطيف في السعودية حول "دراسة الروضة البهية لشرح اللمعة الدمشقية". - بعدها حاضر مدير كلية الرسول الاكرم الشيخ مصطفى الجعفري حول "المنهج الاستدلالي عند الشهيد الاول من خلال كتابه "الذكرى" وقال "ان دراسة المناهج الاستدلالية تعطي بعداً مهماً للبحث وتقدم نموذجاً لطريقة التفكير الفقهي لدى الشهيد الاول الجزيني" واضاف "ان هذا الكتاب لم يشمل جميع الابواب الفقه لكنه على احتوى على العبادات في الطهارة والصلاة. - ومن بين المتحدثين في الجلسة الثالثة د. احمد راتب النفيس من مصر فتحدث عن "الشهيد الثاني والظروف التاريخية التي افضت الى استشهاده فقال ".
الجلسة الرابعة : الابعاد الاخلاقية والايمانية للشهيدين: - ترأس الجلسة الرابعة رئيس جامعة المذاهب الاسلامية في طهران الشيخ عبد الكريم بي آزار شيرازي. - وتحدث فيها استاذ الفلسفة وعلم الكلام في الجامعة اللبنانية د.خضر نبها حول " مفهوم المواطنة عند الشهيدين" . - كما تناول د. طلال عتريسي "البعد الاخلاقي للتربية والتعليم في كتاب منية المريد نموذجاً". - وشرح د.علي زيتون موضوع "الاعجاز القرآني وعلم الدلالة في تمهيد الشهيد الثاني". - وحاضر مدير معهد المعارف العلمية الشيخ شفيق جرادي حول " الايمان عند الشهيدين ". - تحدث الشيخ حسن حبلى وهو من علماء الازهر الشريف عن الفقه المقارن والآثار الايجابية المتراتبة عليه فطرح ما اسماه عنوانا جديدا يدل على الوحدة الاسلامية.