1-8 copy.psd

مناسبات الشهر

1

ولادة الشيخ نصر الله بن إبراهيم بن يحي العاملي الطيبي.

ولد في جمادى الآخرة 1183هـ، وكان والده الشيخ إبراهيم أرّخ ولادته بقوله:

الحمد الله رب العالمين بدا

نجم السرور وليل الحزن معتكر

فعند ذلك نادين مؤرخه

جيش الهموم بنصر الله منكسر

توفي في قرية (عيترون) من قضاء بنت جبيل وكان عالماً فاضلاً، شاعراً جيد الخط وهو من تلاميذ السيد علي بن السيد محمد الأمين بن السيد أبو الحسن موسى صاحب الحوزة العلمية في (شقراء) الذي توفي سنة 1194هـ في بدايات حكم الجزار لجبل عامل.

2

2- وفاة السيد أبو الحسن بن السيد زين العابدين بن علوان الشريف الموسوي من آل مرتضى نقيب بعلبك، توفي ليلة الثلاثاء جمادي الآخرة سنة 1104هـ، وقال عنه في أمل الآمل: «فاضل صالح جليل معاصر سكن بعلبك».

3

3- وفاة السيد محمد سعيد فضل الله نجل العالم الفاضل السيد نجيب الدين بن السيد محي الدين بن السيد نصرالله بن السيد محمد فضل الله الحسني من بلدة(عيناتا) في جبل عامل. توفي في 8 جمادى الثانية 1373هـ في النجف الأشرف ودفن في الصحن الشريف وكان عالماً فاضلاً تقياً صالحاً له كرامات.

السنة الثانية- العدد السادس عشر نيسان 2013م /جمادى الآخرة 1434هـ

لاستفساراتكم واقتراحاتكم يرجى التواصل على العنوان التالي:

Toorath@ live.com

70 - 004235

شخصية العدد

العلامة الأديب واللغوي

الشيخ علي السبيتي

ولد العالم الفاضل الشيخ علي بن الشيخ محمد السبيتي في بلدة (كفرا) من قرى جبل عامل في الجنوب اللبناني، في الخامس والعشرين من ذي الحجة 1236 هـ.

و توفي في (كفرا) في مستهل رجب 1303هـ، أي قبل 131 سنة.

نشأ الشيخ السبيتي في (كفرا)، فبعد تعلّمه القرآن الكريم والقراءة والكتابة، قرأ على ابن عمه الشيخ سليمان السبيتي - الذي توفي عام 1844م / 1260هـ ــ بعضاً من النحو والبلاغة.

ثم انتقل إلى قرية (حداثا) القريبة من قريته، فدرس على الشيخ علي مروة وحضر معه الدرس أخوه الشيخ حسن وخاله الشيخ محمد علي عز الدين صاحب مدرسة (حناويه الشهيرة)، وكان المرحوم الشيخ محمد السبيتي والد الشيخ علي يتعامل مع الشيخ عزالدين كأحد أولاده.

عندما افتتح العلامة السيد علي إبراهيم المدرسة الدينية في (النميرية) التحق بها الشيخ علي سبيتي وأخوه الشيخ حسن والشيخ محمد علي عزالدين، وكان السيد علي إبراهيم قد درس في مدرسة والد زوجته العلامة الشيخ حسن القبيسي في كوثرية السياد الذي توفي 1258هـ، والسيد علي إبراهيم توفي مسموماً 1260هـ. ولم نقف على السبب الرئيسي الذي دعاه إلى تشييده مدرسة النميرية مع أنّ دوره كان أساسيا في كوثرية السياد، سواء عندما كان طالبا وأستاذا فيها، أو عندما عاد أستاذاً من النجف حيث تخرّج عليه العديد من الأفاضل منهم العلامة المقدس الشيخ حسين زغيب اليونيني المعروف بـ (شمس العراقين).

الشيخ علي سبيتي إستفاد كثيراً في مدرسة السيد علي في (النميرية) من الفقه والأصول، وقد برع في العلوم العربية وغيرها من النحو والبلاغة والبيان والمنطق وعلم الكلام والتفسير واللغة والتاريخ والأنساب، وهذا ما ظهر على لسان السيد الأمين والأغا بزرك الطهراني وصاحب التكملة.

صحيح، الشيخ السبيتي لم يكن في عهد أحمد باشا الجزار الذي دمّر جبل عامل على الصعيد العلمي والإجتماعي والإقتصادي من سنة 1191هـ إلى سنة 1219هـ، إلاّ أنه يعتبر من المشاركين في النهضة العلمية والأدبية واللغوية في جبل عامل، فعندما يكون أحد طلاب مدرسة النميرية معناه أنه من الرعيل الأول في هذه المحطة الأساسية، وإن كان الفضل فيها يعود للعلامة الشيخ حسن القبيسي ولجناحيه السيد علي إبراهيم (صاحب مدرسة النميرية) وللشيخ عبدالله نعمة (صاحب حوزة جباع)، وعليه يكون طلاب هذه المدارس الثلاثة هم من أكملوا مسيرة النهوض العلمي من خلال مدارسهم التي شيّدوها لاحقا من كفرا إلى حناويه إلى بنت جبيل وطورا إلى أنصار والنبطية. وينقل السيد محسن الأمين: «حصلت بعض المشاكل للسيد علي إبراهيم فالتحق الطلاب بحوزة (جباع) التي شيّدها الشيخ عبد الله نعمة الذي عاد من النجف الأشرف وهو أحد المجتهدين الكبار الذين درسوا على أساطينها وفي مقدمتهم العلامة الكبير الشيخ محمد حسن النجفي (صاحب الجواهر) والذي منحه إجازة خطية مع عدد قليل من تلاميذه».

إلتحق في مدرسة جباع الكثير من الطلاب منهم الشيخ السبيتي وأخوه الشيخ حسن وخاله الشيخ محمد علي عزالدين، والسيد يوسف شرف الدين والد السيد عبد الحسين، والشيخ مهدي شمس الدين الذي يعبّر عنه الآغا بزرك الطهراني بأنّه من أهم أساتذة علماء جبل عامل، والذي شيد مدرسة دينيية في قرية (مجدل سلم) ضمّت أكثر من 120 طالباً وكان من طلابها السيد حسن يوسف مكي والشيخ عبد الحسين صادق.

المهم أنّ الشيخ سبيتي درس في هاتين المدرستين ــ النميرية وجباع ــ وامتدحهما في قصائده، ومما قاله في مدرسة النميرية:

بدار الحجى دار النميرية التي

تكفّ عن الملهوف صولة عدوان

أقمت بها شطراً من الدهر أجتني

ثمار العلى لا تعرف الغمض أجفاني

ثلاثة أعوام فلا من مبرّز

يقابلني في منطقي وبتبياني

فمن منطق أو من بديع وحكمة

ونحو وتفسير وصرف مباني

بيان معان أو أصول عميدها

أبو حسن لا سيبويه ورماني

غنمنا بها ما بين يوم وليلة

فصاحة قسٍ أو بلاغة سحبان

و هناك أبيات يمتدح بها مدرسة جباع:

وعن جبع لا تسألنّ فإنها

معاهد أحبابي ومنزل أخواني

عرفتُ بها عزّي وفضلي وسؤددي

ونلتُ بها علمي وأحرزت عرفاني

خدمت بها شيخ الهدى سيد الورى

أبا حسن غوث الصريخ رجا الجاني

وبعد أن حصل الشيخ السبيتي ورفاقه على مرادهم من هاتين المدرستين من الدرس والتحصيل، وخصوصاً في اللغة والأدب والنحو وغيرها كان لا بدّ من ترك جبل عامل والتوجه إلى النجف الأشرف لاستكمال التحصيل جرياً على العادة، فهناك مجاورة الإمام أمير المؤمنينQ والحوزة العلمية التي تضم الكثير من الأفاضل والأساطين، فالشيخ حسن القبيسي والسيد علي إبراهيم والشيخ عبد الله نعمة هم أيضا تخرّجوا على أساطين حوزة النجف، كذلك كان لا بدّ لطلابهم من التوجه إلى النجف، فهؤلاء العلماء في جبل عامل لم يتفرغوا للدرس والتصنيف نتيجة انشغالهم في التبليغ الديني وإصلاح ذات البين ومواجهة التداعيات التي تعيشها المنطقة جراء وجود السلطة العثمانية، لهذا كان لا بدّ من ترك جبل عامل والذهاب إلى النجف للدرس على الأساتذة المتفرغيّن للعلم.

لكن نجد أنّ الشيخ علي السبيتي - على خلاف رفاقه - رفض فكرة ترك جبل عامل، وكان يرى ضرورة بقائه والعمل على استنهاض الطاقات وتعبئة الجبل الصاعد الذي تعرّض إلى انتهكات كبرى على يد الجزار، ومن الصعب أن يتخلّص من تداعياتها بهذه السهولة. وهذا الخيار الذي أخذه الشيخ علي السبيتي، ظهر لاحقاً في حركته العلمية والأدبية، مع أنه لم يعارض أخاه الشيخ حسن وخاله الشيخ محمد علي عز الدين على الذهاب إلى النجف الأشرف بل عمل على مساعدتهما مالياً.

و حسناً فعل الشيخ السبيتي من بقائه في جبل عامل مع علماء آخرين التزموا نفس هذا الخيار كالشيخ جعفر مغنية ونجله الشيخ موسى، فهؤلاء شكلوا صلة الوصل بين جبل عامل والنجف الأشرف، حيث عمدوا إلى تهيئة الأرضية لاستقبال العلماء العائدين ومساعدتهم في نشر العلم والمعرفة، وهذا ما حدث مع العلامة الشيخ محمد علي عز الدين عندما عاد من النجف الأشرف و افتتح مدرسة دينية في بلدته (كفرا) وساعده الشيخ علي سبيتي في ذلك وكان أحد أعمدتها وخصوصاً أنه كان يمتلك مكتبة كبرى، إلى أن دعا أهالي (حناويه) الشيخ عز الدين إلى بلدتهم ليكون إماماً لهم وهناك افتتح المدرسة الدينية التي ذاع صيتها.

الخطوة الثانية، عمل الشيخ السبيتي على نشر الأدب والشعر واللغة، وقد كان قريباً من علي بك الأسعد حاكم المنطقة من قبل السلطة العثمانية وكان مركزه في قلعة(تبنين) وصاحب طموح أن يتحوّل مكان عمله إلى ما يشبه الديوان الأدبي، ورأى أنّ أفضل من يدير هذا اللقاء هو العالم الأديب الشيخ علي السبيتي وخصوصاً أنّ الشيخ السبيتي لم يكن مجرد هاوٍ لإنشاء الشعر وإنّما كان يهدف من خلال الشعر إلى تحقيق أمرين:

أولاً: توثيق الأحداث والوقائع، وهذا ما ظهر من خلال القصائد التي عثر عليها، وما قلنا عن أبياته في مدرستي النميرية وجباع خير شاهد على ذلك.

الثاني: هو نشر الأدب واللغة واستنهاض الطاقات الأدبية التي عرف بها جبل عامل، وكاد أن ينتهي أو انتهى في عصر الجزار، لهذا كان لا بد من ترويج الشعر والأدب واللغة بين أهالي جبل عامل.

الخطوة الثالثة، عمل الشيخ السبيتي على محو الأمية التي انتشرت في جبل عامل بعد أن زهد الناس في العلم ولعلهم كانوا يعيشون حالة إحباط، وفي هذا الموضوع ينقل العلامة الشيخ محمد علي عزالدين في كتابه (سوق المعادن) عن هذه المحطة، وكيف أن السلطة العثمانية شيّدت المدارس للمسلمين وممّا قاله في هذا المضمار: «من عجائب الدنيا ومصائب العصر أنّ الناس قلّت رغبتهم في التعليم، لا سيما العلوم الدينية ولا سيما المسلمون على عكس النصارى، فقد صار لهم الإلتفات إلى العلوم الأدبية والصناعية وبعض العلوم العقلية، فعمّروا المدارس وبذلوا المصاريف للمعلّمين، ولمّا استقرّ المُلك للسلطان الأعظم عبد العزيز العثماني حان منه إلتفاتة إلى ذلك، فأصدر أوامره ببناء المدارس للمسلمين في سائر الأقطار، وكان لمدينة صور نصيباً من هذه المدارس، فتمّ انتداب الأديب الفاضل الشيخ علي السبيتي ليكون المدير والمعلم، ولمّا لم يجد تجاوباً من أهالي جبل عامل وعزوفاً عن التعلّم، وبعد مرور عدّة سنوات من عدم التجاوب اضطر لإصدار بيان يحثّ فيه أهالي جبل عامل على الإلتحاق بهذه المدرسة».

و ممّا جاء في هذا البيان:

إعلان وإيقاظ لأهل وطننا

آهٍ آه، فات أمس بالمراد وأتى اليوم بما لا يُشتهى، قل لي: ماذا تفعل غداً؟

رُبّ غدٍ ليس منا، سبق السيف العذل وبلغ السيل الزّبى ومسّ الحزام الطيبين.

ما بال أقوام نيام عن حقهم، وآخرون أيقاظ لما ليس لهم؟

مائدة ممدودة مدّها أهلكم وأكلها غيركم، إيهٍ معاشر قومي، ولا قوم لي اليوم، عهدي بأناسٍ يحضون على طلب العلم حضّ الغريم الألحّ على الواحد الألوى، ألا يغار منكم امرؤ لدينه؟ عداكم لومي دين ولا أهل، ألا حميّة لعرض؟ ألا غيرة على ناموس؟ ألا التفات لدفاع؟ ألا يقظة لمتاع؟ ألا حفظ لمال يُنهب وعرض يُمزّق؟

ألا تُرسٌ يحمي ألا مجنّ يقي؟

ما هذا النوم والركب سار؟ ما هذه الراحة والقوم في جهد والطريق مخيف والمفازة معطاش والبرُّ أقفر والسبيل وعِر والعقبة كؤوب والعدو مستكلب؟

هل من شفيق على نفسه أو مذكّر لغيره؟ إن لم تغاروا لشرعكم وتحموا دينكم وتقاتلوا عن حقكم وترفعوا شأن ناموسكم، فتحرّكوا لوطنكم، فقد استبيح حريمه ومُزّق أديمه وذلّ كريمه وعزّ لئيمه، وما أخالكم تبلغون إنقاذه وتحصنون معاذه وتحمون ملاذه، لا أقلّ أن تصحبوا من ملكه عليكم وأنقذه منكم واستبدّ به دونكم وجعل وطنكم له ملعباً ومسرحاً ومناخاً وعطناً واستخدمكم له فعلة واتخذكم له خولة واستعملكم فيه أكرة.

ألا فيقة من نوم ويقظة من غفلة وصحوة من سكرة تتعلمون بها مع من ملككم المحاورة، وتعرفون حقوق المجاورة، تجيبونه إذا سألكم وتخاطبونه إذا لها عنكم، أترضون أن تكونوا معه بكمٌ لا تنطقون وصمٌّ لا تسمعون، إن أنتم إلاّ كالأنعام بل أضلّ سبيلا.

وهب أنه لا يكون لكل إنسان أبو حنيفة في الفقه، ولا ربيعة في الرأي ولا الجرجاني في البيان ولا سيبويه في النحو ولا المتنبي في الشعر ولا ابن مقلة في الخط.

إذا لم تكن إبلا فمعزى، ألا أقلّ من أن يتعلم الولد مصرف يومه وداخل شهره، ويأمن خدعة مكسة ومكرة محترفة، ويتعرّف ما يخاطب ابنه وامرأته وجاره وجاريته ويوقر بها سلطانه وكبيره.

هذا وقد سهّلت لكم الطُّرق ومهّدت لكم السبل وأزحت عنكم العلل ورفعت عنكم الضّرائب وعمرت المدارس وتعرّفتم الأخبار بسائر الأقطارألا تكونوا، يا رعاكم الله، كإخواننا المسيحيين وأحبّائنا اليسوعيين، حتى أخذوا عليكم أقطار الأرض وآفاق السماء، حتى حقّ لهم أن يقولوا:

أخذنا بأطراف السماءِ عليكُم

لنا قمراها والنجوم الطوالع

ما بالكم، لا هدأت الرّوعة ولا رقّت الدمعة ولا سكن الرجفان؟

تداركوها ففيها بقية ولها إليكم حريمها، إني والله لأستحي لكم لا منكم وآسف عليكم لا لكم.

تداركوها وفي أغصانها رمق

فلن يعود اخضرار العود إن يبسا

أُكذبكم الظنّ بي، لقد حملتموني على أحلاس أوعارٍ، إني والله، لا أريد إلاّ رفعة شأنكم وسعة جاهكم وعلوّ مقداركم وفخامة اعتباركم، أغارُ على شيمكم من الهضم وناموسكم من الثّلم، وستعرفون بنائي لكم بعد حين، والله لي ولكم مسعف معين، وأستغفر الله لي ولكم إنّه كان غفّاراً.

هنا يظهر من هذا البيان،

أولاً: متانة اللغة التي يمتلكها الشيخ السبيتي في بياناته وخطاباته وأنه كان يريد أن يُركّز اللغة العربية الصحيحة في ذهن الناس.

ثانياً: أنّه كان يعيش حسّ المسؤولية تجاه المجتمع ولم يُهادن أو يجامل على حساب المصلحة العامة.

ثالثاً: كان { يمتلك الجرأة وعدم الخشية من كلمة الحق، وهذا ما ينقله السيد الأمين «أنّه ذات يوم ذهب إلى دمشق والتقى المفتي العام (محمود أفندي حمزة)، وكان الشيخ السبيتي قد طلب منه حاجة ليقضيها له عند العثمانيين وكان المفتي قد كتب كتاب تفسير للقرآن الكريم وعرضه على الشيخ السبيتي باعتباره أديباً ولغوياً، ولما طالعه الشيخ السبيتي لم يعجبه ولم يتملّق له بأن مدحه وأثنى عليه، بل ردّه له قائلاً: «خبيص الملوك مأكول»، فغضب المفتي منه ولم يقضِ له حاجته، فقال له السيد الأمين لوأنك جاملته لكان أفضل، فقال السبيتي: «جواب في محلّه وكلمة حقٍ لا أتركها ولو أدّت إلى ما أدّت».

أمّا أقوال العلماء فيه:

أقول هو فاضل أديب لغوي وشاعر في عصر النكبة وبداية النهضة، وإنّ الشيخ السبيتي هو أحد صنّاع هذه النهضة العلمية والأدبية لجبل عامل وأحد مؤرّخي تلك المرحلة، وخيراً صنع بعدم ذهابه إلى النجف الأشرف.

و قال عنه السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل: «الشيخ علي بن الشيخ محمد السبيتي العاملي الكفراوي العالم العامل، النحوي اللغوي، الأديب الكاتب، الشاعر والمؤرّخ المشهور».

وقال عنه السيد محسن الأمين في الأعيان: «عالم فاضل ثقة، ثبت صالح زاهد، نحوي بياني لغوي، شاعر كاتب مؤرخ مصارح بالحق غير مداه، رأيناه فشاهدنا فيه الزهد والتقوى والصلاح والمجاهدة بالحق، وكان حسن النادرة ظريف المعاشرة وكان مشهوراً بعلم اللغة والبيان والنحو والصرف».

و قال عنه الشيخ محمد مغنية في جواهر الحكم: «كان شيخاً ورعاً تقياً باراً صدوقاً، يحبّ الخير ويفعله يبذل المعروف بفقه وسكينة ووقار ورشد وصلاح، من الذين إذا مرّوا باللغة مرّوا كراماً»، إلى أن يقول: «أمّا التاريخ والإفتاء فله فيهما الباع الأطول، وكذلك في معرفة العقائد والأديان والأداب وتواريخ العرب وأنسابهم وأحوالهم في الجاهلية والإسلام».

و قال عنه الآغا بزرك الطهراني في نقباء البشر: «الشيخ علي السبيتي العاملي، نبغ في العلوم العربية ولا سيما البلاغة، فقد كان أكبر علماء البلاغة في وقته، وأصاب ثروة كبيرة من اللغة والنحو والشعر والتاريخ وعلم الكلام والأنساب والحديث والتفسير وغيرها، إضافة إلى شرف النفس وحسن السيرة والورع والتقى وغيرها من الصفات الفاضلة والكمالات النفسية».

أما آثاره العلمية:

فقد وردت عناوين أثاره في كلمات هؤلاء العلماء بحقه، هناك بعض العناوين مطبوعة وموجودة وأخرى مفقودة.

أمّا الموجودة:

رسالة في «الرد على أبي حيان التوحيدي».

أبو حيان هو علي بن محمد (القرن الرابع هـ)، حكيم وفيلسوف صوفي، له مشاركات في علوم مختلفة، وهو (شافعي) وكان متميزاً في الكتابة والأسلوب. ولد في شيراز من إيران وسكن بغداد وطهران، وله عدة رسائل واحدة منها (رسالة في السقيفة)، وهي سقيفة بني ساعدة المبنية من سقف النخل، وتمّت فيها البيعة لأبي بكر، وعلى ما يبدو فإنّ هذه الرسالة من أبي حيان كان فيها شيئاً من الكيد بسبب خصومة وقعت بينه وبين الصاحب ابن عبّاد وابن العميد المعروف ــ أبو الفضل حمد ــ المعروف بالجاحظ الثاني الذي توفي سنة 394 هـ.

هنا الشيخ علي السبيتي يرد على هذه الرسالة ويوضّح الأمور التاريخية.

2- رسالته في «المفاخرة بين العرب والعجم».

3- رسالته في «المحاورة بين الفقر والغنى».

4- جبل عامل قرنين، رسالة صغيرة ولكنها توثّق لتاريخ تلك المرحلة على اقتضابها.

5- الجوهر المجرد، وهي رسالة شرح فيها قصيدة علي بك الأسعد.

6- مجموعة قصائد جمعت من هنا وهناك للشيخ السبيتي

أما المفقودة:

1- كتاب شرح ميمية الشاعر المعروف (أبو فراس).

2- رسالة في رد فتوى الشيخ نوح الذي حلل فيها سفك دماء الشيعة.

3- كتاب الكنوز في النحو.

4- كتاب المواقيت في البيان.

5- كتاب رد فيه على البطرك مكسيموس.

6- رسالة في فضل الإمام عليQ

7- كتاب كشف اللبس في الأصول الخمس.

8- كسر الظهر بحمل الوزر.

9- شرح ميمية الفرزدق في مدح السجادQ.

2-3 copy.psd
2-3 copy.psd

نشاطات الملف

المؤتمر الفكري السابع

“جبل عامل وعهد الجزار بين النكبة والنهضة”

2-3 copy.psd

نظّم ملف إحياء تراث علماء الشيعة في حزب الله وبالتعاون مع إتحاد بلديات جبل عامل المؤتمر الفكري السابع تحت عنوان (جبل عامل وعهد الجزار بين النكبة والنهضة) وذلك برعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد.

20130330_113221.jpg

الجلسة الإفتتاحية

تحدّث فيها مسؤول الملف سماحة الشيخ حسن بغدادي، حيث تطرّق إلى ضرورة البحث والتنقيب حول هذه الحقبة الزمانية التي تعتبر إستثنائية في تاريخ جبل عامل، حيث دمر حكم السفاح أحمد باشا الجزار جبل عامل بكل مكوناته العلمية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية من سنة 1191هـ إلى سنة 1219هـ. وأضاف: «عندما كنت أقرأ في تفاصيل ما حدث، دمعت عيني وتمنّيت لو أننا كنا في تلك المرحلة ونحن بهذه القوة وهذا الحجم حتى نأدّبه ونجعله عبرة لمن اعتبر. وأقول لكم بصراحة نحن اليوم لا ننتظر المخاطر بل نحن في عين العاصفة، وممنوع أن نسمع - ولو همساً - أحداَ يتحدث عن سلاحنا وقوّتنا».

ثم ألقى راعي المؤتمر سعادة النائب الحاج محمد رعد كلمة، قال فيها: «ننظر بتقدير كبير إلى كل جهد معاصر يهدف إلى تأريخ وتقييم الوقائع والأحداث والأدوار التي تزخر بها مرحلتنا الراهنة وحفظها والإكثار من تداولها والإحاطة بها من مختلف الجوانب، من أجل أن تصل إلى أجيالنا المقبلة عن طريقنا، بدل من أن تصل إليهم مزوّرة ومفبركة ومشوّهة عن طريق خصومنا وأعدائنا، من هنا نثمّن عاليا الجهد الذي تبذله جمعية الإمام الصادق عليه السلام بشخص رئيسها عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الأخ الشيخ حسن بغدادي».
ورأى «أنّ الحاضر هو امتداد للماضي وأنّ ما نواجهه اليوم من تهديدات ينبغي أن نحولّها إلى فرص للإنتصار والتقدم، إذ أنّه لا مجال للتردد والتهاون في التصدي للغزاة والمتآمرين على وطننا لبنان. وأنّنا وبالإستناد إلى الخصائص العاملية، تمكّنا وسنتمكّن من مواجهة الإستهدافات الراهنة ومن يقف وراءها ومن يستخدم فيها، وفي الوقت الذي تستنزف فيه قدرات أمتنا العربية بنزاعات جانبية خارج دائرة المواجهة للعدو الحقيقي للأمة، يبقى المقاومون من أبناء جبل عامل ونظراؤهم من كل لبنان الدرع الحصين الذي يقي البلاد والمنطقة من شرور الإعتداءات الاسرائيلية».

وأكّد «أنّ معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستبقى هي الأقدر على مواجهة كل التهديدات والإعتداءات، خصوصا بعدما أثبتت هذه المعادلة جدواها في الصراع وحفظت لبنان ودحرت مشروع الغزو الصهيوني المدعوم من قوى الإستكبار الغربي والنظام العربي المتواطئ، وأنّ بلداً يمتلك مثل هذه المعادلة لمواجهة العدو لا شك أنّ أبناءه الوطنيين يزدرون المشهد الرسمي للنظام العربي الذي ظهر مؤخراً في الدوحة، حيث انعقد هناك مؤتمر للذل والعار والبؤس والهزيمة واستبدلت قضية فلسطين بقضية السلام مع العدو الصهيوني ولوّث الزيف والتآمر نضالات شعوب المنطقة وأحرارها».

واعتبر «أنّ هذا المشهد يكشف حجم الوهن الذي أصاب أنظمة الخنوع، مؤكّدا ضرورة حفظ المقاومة في لبنان لصون الروح الوطنية وإذكاء الأمل في نفوس الشرفاء من العرب والمسلمين»، وقال: «إنّ استنزاف سوريا ومحاولة إسقاط موقعها سيرتد سلبا على كل بلدان المنطقة، واللبنانيون مدعوون، خصوصا بعد مستجدات الوضع الحكومي الأخيرة وغياب التوافق على قانون الإنتخاب، إلى مستوى المسؤولية التاريخية الوطنية والقومية ومواجهة هذه المرحلة بمزيد من الحرص على التفاهم والتماسك وتجاوز الشأنيات والطموحات والمكتسبات الخاصة والفئوية والتشبث بأسباب الإنتصارات التي حقّقها لبنان في السنوات الماضية ضد العدو الصهيوني وأسياده الدوليين».

وشدّد على أنّ «أية حكومة مقبلة أياً يكن رئيسها المكلف تشكيلها مطلوب منها أن تعيد ترسيم الثوابت الوطنية المتمثلة بالحفاظ على معادلة القوة التي تقوم على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، اعتماد قانون انتخاب يؤمن تمثيلا عادلا يضمن مناصفة حقيقية بين المسلمين والمسيحيين، تحقيق مشاركة واقعية تسهم في تعزيز الإستقرار الداخلي وتسقط ادعاءات الإستهداف عند البعض وتحفظ الأوزان الحقيقية للقوى الأخرى، التأكيد على أنّ اسرائيل هي العدو الأساسي بل الوحيد للبنان وترجمة ذلك عملياً وبشكل جدّي وواضح في السياسات الداخلية والخارجية، وحماية السيادة الوطنية ورفض الخنوع لأي ابتزاز إقليمي ودولي يمس لبنان في سيادته الوطنية وخياراته السياسية وكرامة أبنائه اللبنانيين».

أعمال المؤتمر

إفتتحت الجلسة الأولى من المؤتمر بكلمة لرئيسها سماحة الشيخ علي ياسين، فاعتبر أنّ «هذه الأرض ظلمها كتّاب التاريخ والسيرة واتهموا أهلها بالتعصب وأهملوا تاريخها، وهي التي كانت الوحيدة في أيام الإحتلالات تعيش شبه اسقلال ذاتي»، عازيا السبب في ذلك إلى «أنّها كانت معارضة للمماليك والعثمانيين ورافضة لظلمهم، فجهلوا تاريخها وأحرقوا ما كتب عنها في مكتبات علمائها ورجالها».

وقال: «إنّ هذا المؤتمر قد يضيء على هذه النقطة والحقبة المهمة جدا التي تناهز تلك الحقبات، حيث سجّلت المقاومة انتصارات حتى لا يكتب التاريخ غدا عن مقاومينا وشهدائنا أنّهم قطّاع طرق كما فعل البعض بصادق حمزة وأدهم خنجر».

وتحدث أستاذ التاريخ واللغة التركية في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد نور الدين عن «جبل عامل في العهد العثماني»، مستعرضاً مرحلة أحمد باشا الجزار كنموذج، ومعتبرا أنه «لم يكن لجبل عامل خصوصية كيانية محددة عندما دخل العثمانيون، واستمر في ما يشبه الحكم الذاتي يؤدي الضريبة للدولة العثمانية من دون الهيمنة عليه مباشرة لا من قبل المعنيين ولا الشهابيين خلال فترات محدودة في هذا الإطار، وقد وصلت ذروة الحكم الوطني في جبل عامل في الفترة التي وصل فيها الشيخ ناصيف النصار شيخ مشايخ هذه المنطقة، وهي الفترة التي ظهر فيها أيضا ظاهر عمر الزيداني في فلسطين، حيث بلغ شأنا عاليا في الإستقلال عن الدولة العثمانية، وقد جمع عاملُ الإستقلالية بينهما فتحالفا بل وصل الأمر إلى عقد معاهدة تحالف بينهما».
وقال: «إنّ تعامل الدولة العثمانية كان مذهبياً إلى حدّ كبير، وكانوا يتعاملون على أساس الإقطاع ويحكمون من خلاله، ورغم الإستقلال الذاتي الذي كان يعيشه العامليون كانوا واعين لحجمهم الأقلوي في الدولة العثمانية والمنطقة، ولذلك لم يكن لديهم مشكلة في التعامل والتعاهد مع الدولة لحماية الوجود وانتظار فرصة للحكم من جديد».

وناقش الأستاذ الجامعي الدكتور محمد كوراني في «الظروف التي عاشها جبل عامل إبّان محنة الجزار»، فرأى أنّ «سياسية الأتراك في بلاد العرب كانت تدور على إضعاف قوى الأمة وإذلالها وتعرية مدنها من ذخائر العلم والبضاعة، وأنّ ما أصاب العامليين من بلاء، إنّما أكثره من انعكاس للحروب بين الترك والصفويين، لا لشيء، ولكن لكون أهل عامل على نفس المذهب الذي كانت عليه الدولة الصفوية، فخاضوا الحروب وذرفوا الدماء واستماتوا في الدفاع عن وطنهم، وقد تركت هذه الحروب في نفوسهم شعبا باسلا يهزأ بالمنايا ويرى الموت حياة خالدة تحت شفار السيوف، كما وكان الولاة العثمانيين عبر حكام المناطق المجاورة لا يتركون للعامليين بارقة استقرار لإرغامهم على ترك مناطقهم وإضعافهم والقضاء عليهم».
وتطرق رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي الزين إلى «العوامل التي أدّت إلى سقوط جبل عامل بيد الجزار»، فرأى أنّ «ما حصل سابقا هو نفسه ما يحصل الآن، ولو حذفنا بعض الأسماء والتواريخ والحوادث التي حصلت سابقا ووضعنا أسماء وتواريخ وحوادث تحصل الآن لما اختلفت الصورة كثيرا، إذ أنّه ليس هناك من فارق بين أحمد باشا الجزار آنذاك وأحمد داوود أوغلو اليوم، سوى أنّ تركيا حاولت استعمال قوتها الناعمة التي اكتسبتها من اتصالها بالحضارة الغربية، إلا أنّها وعندما فشلت عادت سريعا إلى جوهرها الأصلي. ولو نظرنا إلى أنماط عمل بعض القوى الوطنية وقارنا بينها وبين سلوكيات وتصرفات لإمارات المعنية والشهابية للهيمنة على جبل عامل، لما وجدنا فارقا جوهريا سوى اختلاف الأسماء والألقاب».

الجلسة الثانية:

وترأس السيد حسين حجازي الجلسة الثانية، فقال «إنّنا في جبل عامل حيث يشكل كل يوم تاريخا مستقلا، يحتاج إلى جملة من الكتّاب في الإختصاصات كافة، في هذا التاريخ العريق الذي اقترن فيه القلم بالدم، وجميل في تاريخ الشعوب أن يقترن القلم بالدم والجهاد في سبيل الله، ولو أنّنا استبقنا الظلم والتزوير والتحريف المتوقع حصوله في هذا الزمان وبدأنا بالكتابة عن انجازات حرب تموز حتى لا نقع في المحظور أكثر من مرة».

وقدّم الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور مصطفى بزي مداخلة حول «الخسائر التي مُني بها جبل عامل جرّاء حكم الجزار»، فقال: «إنّ الموقع الجغرافي لجبل عامل الذي يحتله منذ القدم حتى اليوم كان له أكبر الأثر في تطوّر حياته السياسية والإجتماعية والإقتصادية والعسكرية، وخصوصا أنّه يحتل منطقة مركزية في الصراع بين سوريا وفلسطين وجبل الدروز سابقا، وأنّه تبعاً لتطور الظروف العسكرية والسياسية في هذه المنطقة كلها فإنّ جبل عامل كان حكما يتأثر وإلى حدّ كبير بتقلّبات موازين القوى في المحيط والجوار».

أضاف «أنّ هناك العديد من الحركات الإستقلالية التي ظهرت أواخر الدولة العثمانية، وأنّه قد أعطي للعامليين نوع من الإستقلال الذاتي والتصرّف الحر في تقسيم مقاطعاتهم بين الزعماء، في الوقت الذي كانت فيه سياسة الدولة العثمانية تحاول القضاء على هذا الجبل، فوجدت أنّ الجزار هو خير من يقوم بهذه المهمة في حين أنّه كان ينتظر الفرصة السانحة له للإنقضاض على هذه المنطقة».

وتطرق الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور منذر جابر إلى مسألة «جبل عامل في مواجهة الجزار»، فقال: «إنّ حركة الطياحة العاملية قد ارتدّت إلى مواقف داخلية تنال من سلطة آل الصغير، خاصة بعدما رأت هذه الجماعة العاميلة أنّ وجودها مهدّد جرّاء تواجد الأغراب الذين استقدمهم الجزار كالأكراد وأرناؤوط، وأنّ أوّل عمل أقدم عليه الجزار بعد احتلال جبل عامل هو المجيء بشذاذ آفاق الدولة العثمانية العسكر المرتزقة وأسكانهم في جبل عامل، ما أدى إلى امتعاض العامليين ...في طياحة مقاومة مسلحة».

وتحدثت الباحثة والمتخصصة في الفلسفة الدكتورة جويدة غانم عن «المهمة التاريخية للجزار في لبنان»، فقالت: «إنّ تشويهاً لصورة المقاومة لوحظ في الدراسات التاريخية لتاريخ العامليين، وذلك بوصف حركة الطياحة التي كانت حركة مقاومة، بمجموعة عصابات استفزت المواطنين»، معتبرة «أننا إذا سلمنا بهذا الأمر، فعلى المقاومة في لبنان السلام، لأنّ المقاومة يجب أن يكون لها قاعدة في التاريخ، وإذا لم تستند إلى المقاومات السالفة فلا يوجد قاعدة متأصّلة لها في التاريخ». أضافت «أنّ قضية الجزار والتواجد التركي وحكمه في المنطقة تشترط علينا أن نقرأ التاريخ قراءة تراثية وحداثية تستجمع بقراءة استراتيجية، وإذا لم نفعل ذلك فإننا لن نفقه من الواقع شيئا».

2- زار مسؤول الملف إمام مدينة النبطية سماحة الشيخ عبد الحسين صادق بحضور رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، حيث تمّ التفاهم على إقامة سلسلة إحتفالات تكريمية لأعلام النبطية، مبتدئة بالعلاّمة الحجة الشيخ عبد الحسين صادق {.

3- زار سماحة السيد محمد حسن الأمين مقر الملف في بلدة أنصار، حيث استقبله مسؤول الملف وكانت مناسبة للتداول في تراث علماء جبل عامل وبالأخص ما يتعلّق بمدرسة شقراء التي تزعّمها جدّه السيد أبو الحسن موسى الحسيني، حيث قدم جده السيد إبراهيم من مدينة الحلة بالعراق وسكن في قرية مجدل سلم في جبل عامل، ثم سكن حفيده السيد حيدر بلدة شقراء وأنجب عدّة أولاد منهم السيد أبو الحسن موسى الذي توفي سنة 1194هـ .

2-3 copy.psd
20130330_124142.jpg
DSCN2199.JPG
20130330_111459.jpg
DSCN2217.JPG
1-8 copy.psd

قصة السيد جواد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة

مع العلامة السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات المعروفة

ذات ليلة، أرسل السيد مهدي بحر العلوم خادمه خلف السيد جواد، وقال له: «السيد مهدي ينتظرك». وكان السيد جواد يتناول عشاءه، فتركه وقام سريعاً، وعندما شاهده السيد مهدي بادره بالقول: «أما تخاف الله؟! أما تراقبه؟! أما تستحي منه»؟! فقال السيد جواد: «ما الذي حدث»؟ فقال: «أخوك الشيخ محمد نجم كان يأخذ من البقال قرضاً لعياله كل ليلة مقداراً من (التمر الزهدي) ولهم سبعة أيام لم يذوقو خبزاً، وفي هذا اليوم ذهب ليأخذ من البقال شيئاً لعشائهم فامتنع البقال، قائلاً: «إنّ دينك أصبح كبيراً», فاستحى وخرج وهو الآن وعياله بدون عشاء، وأنت تتنعّم وتأكل، وبينك وبين الشيخ محمد نجم صداقة وأخوّة»! فقال السيد جواد: «والله ما لي علمٌ بحاله»، فردّ عليه السيد بحر العلوم: «أعلم ذلك، ولو كان لك علمٌ بحاله ولم تلتفت إليه لم تكن مسلماً، وإنمَّا أغضبني عليك عدم تجسسّك عن أحوال إخوانك وعدم علمك بأمورهم، فخذ هذه (الصينية) يحملها معك الخادم حتى إذا ما وصلت إلى باب الدار تأخذ الصينية منه وتدخلها على دار أخيك الشيخ محمد نجم، وقل له إني أحببت أن أتعشى معك في هذه الليلة واترك له هذه الصرّة من المال تحت فراشه، ولا ترجع حتى تخبرني أنّهم أكلوا وشبعوا». وذهب السيد جواد مع الخادم وصنع كما أمره السيد مهدي بحر العلوم، ولما وضعها بين يديه رفض الشيخ نجم أن يمدّ يده عليها قائلاً له: «هذا الطعام ليس من صنعك وهو طعام نفيس، لا يقدر العرب على طبخه، ولن آكل منه حتى تعلمني الأمر»... وبعد الإصرار أخبره السيد جواد بما حدث مع السيد مهدي بحر العلوم، فقال الشيخ نجم: «والله ما اطلع أحدٌ على حالنا وإنّ هذا لشيءٌ عجيب».

طبعاً، هذه القصة تُظهر كرامة السيد مهدي بحر العلوم وقوّة علاقته بالسيد جواد الحسيني، وأنّ السيد جواد هو من هذه المنزلة الكبيرة التي من المفترض أن يكون فيها.