مناسبات الشهر
مناسبات الشهر
1 |
وفاة المرجع الديني السيد إسماعيل الصدر في 12جمادى الأولى سنة 1338 هـ وهو نجل العالم الرباني السيد صدر الدين الصدر بن السيد صالح الذي هرب من قرى جبل عامل إلى النجف الأشرف بعدما سجنه الجزار في عكا عدة شهور إثر نكبة بلدة شحور سنة 1198هـ، والسيد صالح هو ابن العلامة السيد محمد الذي سكن شحور وتوفي فيها، وكان من العلماء الزاهدين, وهو ابن السيد إبراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين ابن السيد علي نور الدين، أخ السيد محمد (صاحب المدارك). |
2 |
وفاة العلامة السيد جواد في 4 جمادى الأولى سنة 1341 هـ هو ابن السيد حسين بن السيد حيدر بن السيد محمد بن قاسم الحسيني، الذي ينتهي نسبه إلى زيد الشهيد إبن الإمام زين العابدينQ. والذي كان في (عيتا الجبل) من قرى جبل عامل. |
3 |
وفاة الشيخ حسن آل شراره في 8 جمادى الأولى سنة 1271هـ. |
4 |
وفاة العلامة السيد حيدر الصدر في 27 جمادى الأولى سنة 1356هـ وهو والد المرجع والمفكر الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر, نجل المرجع الديني السيد إسماعيل الصدرالذي سكن مدينة أصفهان في إيران، وكان من العلماء الكبار وصاحب مناقب وكرامات لا تحصى. |
5 |
وفاة العلامة الكبير السيد هادي الصدر في 22 جمادى الأولى سنة 1316هـ وهو نجل العلامة السيد محمد علي بن العلامة السيد صدر الدين الصدر. وكان السيد هادي يسكن الكاظمية في بغداد, وكان الناس يرجعون إليه في أحكام دينهم، وهو معروف بشدة احتياطه في الأحكام الشرعية, وعندما توفي كان له تشييعاً مهيباً, ودفن في صحن الدار في جوار الإمام موسى الكاظمQ. وينقل نجله السيد حسن ان مولانا صاحب العصر والزمان| شارك في تشييعه. |
السنة الثانية - العدد الخامس عشر/ آذار 2013م - جمادى الأولى 1434هـ
لاستفساراتكم واقتراحاتكم يرجى التواصل على العنوان التالي:
www.toorath.net toorath@live.com
70/784864
شخصية العدد
العلامة الفقيه السيد
جواد الحسيني صاحب (مفتاح الكرامة)
من حضن الشمس، بزغ نجم العلامة الجليل السيد جواد الحسيني في جبل عامل، في بلدة (شقراء), وذلك في العام 1160 هـ, كما ذهب السيد محسن الأمين في أعيانه, والشيخ الطهراني في طبقاته, ويذهب السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل إلى أنّ ولادته كانت في حدود سنة 1150 هـ.
أما وفاته، فكانت في النجف الأشرف سنة 1226 هـ، أي قبل 208 سنة, ودُفن في إحدى الغرف من الصحن الشريف لحرم الإمام علي Q.
إذاً، يعدّ السيد جواد الحسيني من علماء القرن الثالث عشر على صعيد إنتاجه العلمي, وإن كانت حياته في القرن الثاني عشر هجري, فهو تجاوز بتحصيله العلمي مستوى الفضيلة, وقد ارتقى بمرتبته العلمية إلى مصاف الطبقة الأولى في الحوزة العلمية على الإطلاق, وأضحت بعض كتبه مشهورة إلى حدّ أنه أصبح يعرف بها مثل كتاب (مفتاح الكرامة).
نسبه الشريف: يتصل نسبه بالسادة الحسينيين، فهوالذي يعود نسبهم الى السيد حسين ذي الدمعة، ابن زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين بن سيد الشهداء الحسينQ.
جدهم - أي جد السادة الحسينيين - هو السيد إبراهيم الحسيني، قدم من مدينة الحلّة بطلبٍ من أهالي جبل عامل، ليقيم عندهم واعظاً مرشداً، وعالماً مصلحاً بين الناس، ولحلّ خصوماتهم, وليكون صلة الوصل بين الناس وبين المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، حاله حال الكثير من علماء القرى والمناطق التي يتواجد فيها مسلمون من موالي أهل البيت R.
سكن السيد إبراهيم في بداية حضوره في بلدة كفرا من جبل عامل, ثم انتقل إلى قرية مجدل سلم, وفي نفس الوقت كان يتردّد إلى القرى المجاورة حسب الحاجة.
نجله السيد حيدر الحسيني, إنتقل وسكن في بلدة شقراء من جبل عامل, وعاش فيها وتوفي ودفن فيها سنة 1158 هـ, وكان عالماً فاضلاً جليلاً. وأنجب السيد حيدر ثمانية أولاد إبنتان وستة ذكور, وهم: محمد الطاهر, مرتضى, نور الدين, أبو الحسن موسى؛ صاحب الحوزة الشهيرة في شقراء وصاحب النهضة العلمية في جبل عامل, علي الهادي وحسين.
السيد جواد الحسيني الذي نحن بصدد الحديث عنه, هو نجل السيد محمد ابن السيد محمد الطاهر, فيكون السيد أبو الحسن موسى عم أبيه للسيد جواد, وعندما يطلق على ابن الإبن ب «إبنه» فإنه من باب الإختصار.
نشأ السيد جواد الحسيني في بلدة شقراء, وكان من أهمّ تلاميذ الحوزة العلمية التي أسّسها عم أبيه السيد أبو الحسن موسى, الذي شيّد الحوزة العلمية والتي ذاع صيتها في جبل عامل, وخرّجت العشرات من العلماء الفضلاء, والمشهور أنّه انضمّ إليها ما يزيد عن الأربعماية طالباً, وكانت تضم أكثر من أربعين غرفة ولها أوقاف تدرّ عليها.
قامت هذه الحوزة في العصر الذهبي لجبل عامل، حيث الإستقرار الأمني والنّمو الإقتصادي, إذ لم يكن هناك احتلال مباشر له, وإنما كانت السلطة موزّعة على المشايخ في مقاطعاته الثلاثة.
إنتهت هذه الحوزة برحيل مؤسّسها العلامة السيد أبو الحسن موسى الحسيني, وذلك سنة 1194 هـ، حيث كانت بدايات حكم الجزار لجبل عامل، من سنة 1191هـ، إلى سنة 1219 هـ, حيث سيطر الجزّار على جبل عامل سنة 1195 هـ، اثر مقتل شيخ جبل عامل الشيخ ناصيف النصّار, الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بالسيد أبي الحسن موسى, وكان يحضر صلاة الجمعة عنده ومن مريده, وعندما توفي السيد أبو الحسن موسى، تألّم عليه كثيراً، وعمد إلى بناء قبة كبيرة على قبره, وقبل إتمامها، أي بعد مرور سنة على العمل بها، قُتل الشيخ ناصيف النصّار، وأمر الجزّار بنقل الأحجار القيّمة من الرّخام وغيرها إلى (عكا).
فالسيد جواد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة, هو أحد تلاميذ هذه المدرسة، وبقي فيها حتى وفاة أستاذه ومؤسسها السيد أبو الحسن 1194 هـ, فقرّر المغادرة إلى النجف الأشرف. ومن عادة زوار العراق، أن يعرّجوا نحو الكاظمية في بغداد حيث مرقد الإمامين موسى الكاظم وحفيده محمد الجواد L، ومن ثم النفير نحو كربلاء لزيارة سيد الشهداء الحسين Q وأخيه العباس، قبل الوصول إلى النجف الأشرف ليحطّ رحاله في كربلاء حيث وجد العالمين الكبيرين المولى الشيخ محمد باقر (الوحيد البهبهاني), وصهره المحقق السيد علي الطبطبائي (صاحب الرياض) , فبقي في كربلاء المقدّسة يدرس عليهما.
قبل الإطلالة على الحياة العلمية للسيد جواد الحسيني, لا بد من تبيان المراحل التي مرّ فيها الفقه الشيعي، كي نبيّن الدور الحقيقي والمكانة العلمية للمقدّس السيد جواد الحسيني.
المحقق الوحيد البهبهاني: هو من الأعلام الفقهاء في القرن الثاني عشر وبدايات القرن الثالث عشر الهجري, وهنا يمكن القول أنّ الفقه تطوّر واكتمل في عهد المولى الشيخ محمد باقر الوحيد البهبهاني.
وبشكل مختصر نقول بأنّ الفقه الشيعي تطور على الشكل التالي:
المرحلة الأولى: مرحلة التشريع, وقد بدأت من هجرة النبي محمدP من مكة المكرمة الى المدينة المنورة, حيث كان النبيP ومن ثم الأئمة R, يُبينّون للناس الأحكام الشرعية, وتطوّرت هذه المرحلة عبر حلقات الدرس في عهد الإمامين الباقر والصادق L.
المرحلة الثانية: وهي مرحلة التدوّين، حيث بدأت من سنة 260 هـ, إذ عمد العلماء إلى تدوين الفقه الشيعي، وتأليف الكتب كابن بابويه القمّي, ونجله الشيخ محمد المعروف بالصدوق, والشيخ الكليني صاحب كتاب (الكافي في الأحاديث الفقهية من خمسة أجزاء)والسيد المرتضى إلخ.
المرحلة الثالثة: كانت قد بدأت سنة 448 هـ منذ عهد الشيخ الطوسي الذي بدأها في النجف الأشرف, عندما هاجر إليها, حيث تطور الفقه الشيعي (الإجتهاد) في هذه المرحلة, وألّف الشيخ الطوسي في الفقه وفي الفقه المقارن من خلال كتابه (الخلاف), واستمر هذا التطور حتى وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 هـ. ثم بدأ الجمود على مدرسة الشيخ الطوسي حوالي 88 سنة, وبقي طيلة هذه الفترة النِتاج الفقهي للشيخ الطوسي تحكم ذهنية العلماء الذين جاؤوا من بعده من دون أن يملك أحد الجرأة أو المقدرة على مناقشة مباني الشيخ الطوسي حتى قيض الله تعالى العلامة إبن إدريس فكسر هذا الجمود.
المرحلة الرابعة: هي مرحلة النهوض مجدداً, في منتصف القرن السادس هجري على يد العلامة ابن إدريس الحلّي, وكان { يمتلك القدرة والجرأة على مناقشة آراء الشيخ الطوسي, واستمرت هذه النهضة العلمية آخذة بالصعود والنّمو حيث استطاعت أن تكسر الجمود والوقوف على آراء ومنهجية الشيخ الطوسي. وسار على هذا الدرب العديد من العلماء, إلى أن ظهر المحقق الحلي سنة 676 هـ، وهو صاحب كتاب شرائع الإسلام, في الفقه والذي لا زال يدرّس في الحوزات العلمية، وعليه الكثير من الشروح, وهنا عمد المحقق الحلّي إلى الاستفادة من آراء الشيخ الطوسي ومن مناقشات العلامة ابن إدريس.
ثم ظهرت مدرسة العلامة الحلي سنة 726 هـ, وكان من العلماء الكبار وله مؤلفات كثيرة كما كتب في الفقه المقارن, وكان عالماًفي مباني المذاهب الإسلامية, وكتابه منتهى المطلب من ثمانية أجزاء يشهد على ذلك.
ثم كان نجله فخر المحقّقين وتلميذه الشهيد الأول الشيخ محمد بن مكي الجزيني, واستمرّ هذا الفقه آخذاً بالنمو مروراً بالمحقق الثاني الكركي, والمحقق الشيخ علي الميسي في ميس الجبل, وتلميذه الشهيد الثاني الشيخ زين الدين الجباعي المستشهد في اسطنبول 965 هـ.
حتى كانت مرحلة المولى الشيخ محمد باقر (الوحيد البهبهاني), ونستطيع القول أنّ الفقه اكتمل في عهده، ووصل الى درجة عالية من الضبط والمنهجية, علماً أن الذي وصلنا من آراء ومباني فقهية لمدرسة الشيخ مرتضى الأنصاري في الفقه, والشيخ محمد حسن نجفي صاحب (الجواهر) بالفقه أيضاً, إلّا أنّنا نجد آراء الوحيد البهبهاني وذهنيته موجودة في هذه الكتب. في هذه المرحلة الأساسية نجد السيد جواد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة موجوداً في عمق هذه المرحلة, فهو تلميذ أساسي للوحيد البهبهاني, وأستاذ للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر.
إذاً، فالسيد جواد كان تلميذاً للوحيد البهبهاني، كما درس على المحقق السيد علي الطبطبائي صاحب الرياض, ولعلّ درسه كان على صاحب الرياض قبل الوحيد البهبهاني, حيث يقول { في بعض إجازاته عن السيد الطبطبائي صاحب الرياض: « أنّه أوّل من درّسني وربّاني», ولشدة إنصهاره في درسي الطبطبائي والوحيد البهبهاني بقي في كربلاء المقدسة ولم يذهب إلى زيارة النجف الأشرف.
بعد كربلاء إنتقل إلى النجف الأشرف, فلازم السيد مهدي بحر العلوم صاحب المناقب والكرامات, كما حضر على الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء.
أمّا طريقته في التحصيل العلمي, فكان السيد جواد من المدرسة القائلة أنّ العلم يأتي في المرتبة الثانية بعد الواجبات, وهو مقدّم على جميع المستحبّات الشرعية, وهذا ما كان يظهر من سلوكه وكلماته، حتى أنّ السيد الأمين ينقل عن أستاذه شيخ الشريعة، عن السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة أنّه قال: «لقد أجمع الإمامية على أنّ أفضل الأعمال في ليلة القدر هي الإنشغال بطلب العلم», ففي ليالي القدر كان يفضّل { المطالعة والتصنيف على العبادات المستحبّة, والذي يؤكّد صحة هذا النقل, ما كتبه السيد جواد على ظهر مجلد من مفتاح الكرامة في باب الإقرار: «كتبت في شهر رمضان من هذه السنة ثمانية أجزاء أو تسعة أو عشرة مع هذا التتبّع والإستيفاء, وذلك أنّي تركت له سائر الأعمال التي يعملها العاملون في شهر رمضان إلّا ما قلّ جداً، مؤثراً للتحصيل على ذلك».
وينقل حفيده عن ابنته الكبيرة في السّن والتي تجاوزت 95 سنة من عمرها أنَّ «والدها السيد جواد لا ينام من اللّيل إلاّ أقلّه, وأنا لا أذكر أنني استيقظت في الليل ووجدته نائماً». وكانت إبنته جليلة القدر ومشهورة بالتقوى والعبادة, ولها مكانة عند الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وبقيّة العلماء, وينقل أيضاً سبطه الشيخ رضا بن زين العابدين { أنه كان يسكن معه في المنزل, وكان ينام وجدّه السيد جواد مستيقظاً, ثم كان يلتفت إليه جدّه ويقول له: «ما هذا التعشّق للنوم, يكفيني منه هكذا, ثم يضع رأسه بين ركبتيه وهو جالس وسرعان ما يستيقظ قبل أن يتلذّذ ثم يتابع عمله العلمي», وينقل أنه في بعض الأحيان كان يوقظه لصلاة الليل ثمّ ينشغل عنها بالعلم والتصنيف.
ولم يترك السيد جواد الحسيني التحصيل العلمي والتصنيف حتى في أحلك الظروف، ففي سنة 1216 هـ، حاصر الوهابيون مدينة كربلاء المقدسة وتمكّنوا من دخولها فقتلوا الرجال والأطفال ونهبوا الأموال, وفي سنة 1223هـ هاجم أمير عرب نجد النجف الأشرف بعشرين ألف مقاتل وحصل إشتباك شديد، فوقع قتلى من الطرفين وعادوا خائبين, وذلك بعد أن علم أهل النجف بالأمر، فخرجوا جميعاً مع علمائهم إلى السور للدفاع عنها, وكان السيد من المتحمسّين والمدافعين, حيث استمر هذا العدوان على النجف إلى سنة 1226هـ, وكان { طيلة هذه الفترة من أشدّ المدافعين, حتى وأنّه كان يأتي ليلاً إلى سور النجف ويشجّع المقاتلين ويُحفِزّهم على الجهاد ووجوب الدفاع, حتى أنه تُنقل قصة لطيفة حدثت معه ذات ليلة مع المقاتلين, إذ شاهدهم يضربون على الطّبل فنهاهم عن ذلك, ومرّ في الليلة التالية فوجدهم نائمين , فسأل قائدهم عن سبب نومهم وكيف ينامون في هذا الحال, فقال يا مولاي هؤلاء يوقظهم الطّبل وإلاّ ناموا, فقال له السيد جواد: «يا بنيّ دقّوا على طبيلتكم فإنها عبادة». هنا يريد السيد أن يقول أنّ هذا العمل سوف ينقلب إلى وجوب وعبادة عندما تكون المفسدة كبيرة وبهذا الحجم. ومع هذا الدور الحماسي والمسؤول الذي يقوم به السيد جواد, إلاّ أنه كان في نفس الوقت شديد الحرص على المطالعة والتصنيف, فنراه يُصنّف رسالة فقهية بوجوب الذّب عن النجف الأشرف وأنّها بيضة الإسلام.
كان علماء عصره يعتمدون عليه كثيراً, فقد وصل السيد جواد الحسيني من التقدّم في العلم إلى حد أنه إشتهر بين العلماء بالضبط والإتقان وصفاء الذات, حتى أنّ علماء الحوزة في النجف إذا أرادوا تدريس مسألة ووجدوا فيها إضطراباً أو تعارضاً في الأحاديث, يرجعون إليه في حسم هذا الإضطراب, وإذا كان لم يحقّقها بعد فيلتمسوه أن يحققها لهم ويناقشها كي يقفوا على رأيه.
أمّا تأثيره على العلماء واهتمامه بشؤونهم, فقوة تأثيره وحضوره بين العلماء أشهر من أن يعرّف, فذات يوم اعتزل العلامة الكبير السيد مهدي بحر العلوم الدرس وحضور المجلس ثلاثة أيام, وكان السيد مهاباً وصاحب كرامات وله حضوره الكبير عند العلماء، وعلاقته بالمولى النراقي صاحب كتاب (جامع السعادات) وما جرى بينهما، تُدلّل بوضوح على أهمية هذا العالم الكبير, وعندما اعتزل السيد بحر العلوم مجلس الدرس, فطلب الفضلاء من المقدس السيد جواد الحسيني أن يذهب إلى السيد مهدي ويرى الأمر, فوافق السيد جواد على الطلب وذهب إلى السيد مهدي, وبمجرد أن رآه السيد بحر العلوم استبشر وراح يعتذر من السيد جواد عن عدم حضوره الدرس, ثمّ بدأ يشرح له السبب فقال: «لقد وصلني أخبار أنّ هناك تهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والروايات واضحة بالتحريض عليها والتهديد والوعيد على تركها لمن تمكّن من القيام بها, وبما أنّني من الذين تمكّنت في هذا الزمن ممّا لم يتمكن منه غيري, وفي نفس الوقت لم يحصل لي يقين بالخروج عن عهدة التكليف، ولم ينكشف عن قلبي حجاب الشك إلّا برؤيتك وذلك بيمنك وبركتك والحمد لله», ثم أخذ بيد السيد جواد وخرج مظهراً للجماعة أنها كرامة للسيد جواد الحسيني.
وهناك حادثة تظهر عمق العلاقة بين السيد مهدي بحر العلوم والسيد جواد الحسيني والكرامة التي خصّهما الله تعالى بها, ولقوّة حضورهما وتأثيرهما وشدّة اهتمامها بشؤون العلماء ومصالح المسلمين, فذات يوم أرسل السيد مهدي بحر العلوم خادمه خلف السيد جواد وقال له السيد مهدي ينتظرك وكان السيد جواد يتناول عشاءه, فتركه وقام سريعاً, وعندما شاهده السيد مهدي بادره بالقول: أما تخاف الله, أما تراقبه, أما تستحي منه, فقال السيد جواد ما الذي حدث, فقال: أخوك الشيخ محمد نجم كان يأخذ من البقال قرضاً لعياله كل ليلة مقداراً من (التمر الزهدي) ولهم سبعة أيام لم يذوقو خبزاً, وفي هذا اليوم ذهب ليأخذ من البقال شيئاً لعشائهم فامتنع البقال قائلاً: إنّ دينك أصبح كبيراً, فاستحى وخرج وهو الآن وعياله بدون عشاء، وأنت تتنعّم وتأكل، وبينك وبين الشيخ محمد نجم صداقة وأخوّة, فقال السيد جواد: «والله ما لي علمٌ بحاله، فرد عليه السيد بحر العلوم؛ أعلم ذلك، ولو كان لك علمٌ بحاله ولم تلتفت إليه لم تكن مسلماً, وإنمَّا أغضبني عليك عدم تجسسّك عن أحوال إخوانك وعدم علمك بأمورهم, فخذ هذه (الصينية) يحملها معك الخادم حتى إذا ما وصلت إلى باب الدار تأخذ الصينية منه وتدخلها على دار أخيك الشيخ محمد نجم، وقل له إني أحببت أن أتعشى معك في هذه الليلة واترك له هذه الصرّة من المال تحت فراشه، ولا ترجع حتى تخبرني أنهم أكلوا وشبعوا». وذهب السيد جواد مع الخادم وصنع كما أمره السيد مهدي بحر العلوم, ولما وضعها بين يديه رفض الشيخ نجم أن يمد يده عليها قائلاً له:«هذا الطعام ليس من صنعك وهو طعام نفيس، لا يقدر العرب على طبخه، ولن آكل منه حتى تعلمني الأمر»... وبعد الإصرار أخبره السيد جواد بما حدث مع السيد مهدي بحر العلوم, فقال الشيخ نجم: والله ما إطلع أحدٌ على حالنا وإن هذا لشيءٌ عجيب.
طبعاً هذه القصة تُظهر كرامة السيد مهدي بحر العلوم وقوة علاقته بالسيد جواد الحسيني, وأن السيد جواد هو من هذه المنزلة الكبيرة التي من المفترض أن يكون فيها.
أمّا تعظيمه لأهل العلم ولأساتذته بالخصوص فحدّث ولا حرج، فلم يُرَ مثله في الحوزات العلمية, وخصوصاً في تلك المرحلة التي كانت اللياقات والإحترام والإلتزام بالآداب والمستحبات الشرعية من الأولويات عندهم, ومع هذا كان السيد جواد الحسيني من المقدّم على جميع هؤلاء, وهذا ما نقله بعض أرحامه. والمشهور عنه في الحوزة العلمية في النجف الأشرف للعلامة السيد محسن الأمين{, وهذا التعظيم من السيد جواد لأساتذته يؤكد صفاء النفس, ورسوخ قدمه في التقوى ومكارم الأخلاق, لهذا تراه يودّ أن ينسب جميع ما حققه لغيره, وهذا ما كتبه في مقدمات بعض مصنفاته: «وما كان فيه من تحقيق ثمين فهو للأساتذة, وما كان فيه في من غث فهو لي», هذا الكلام الذي يظهر من السيد جواد لم يكن تملقاً لأحد من باب إظهار الزهد والعزوف عن الدنيا، فسلوكه لسنين طويلة من جبل عامل الى كربلاء والنجف الأشرف، يؤكد جدّية هذا المسلك وأنّ الله تعالى أظهر فضله وكرامته.
أمّا فراسته ونباهته, فكان { شديد الفراسة على قاعدة «المؤمن يرى بنور الله تعالى» فقد حدثت قصة بينه وبين تلميذه العلامة الكبير الشيخ محمد حسن النجفي صاحب كتاب جواهر الكلام, وهذه القصة نقلها تلميذه صاحب الجواهر لتلميذه العلامة الشيخ عبد الله نعمة وذلك: «أنّ الشيخ عبد الله نعمة عندما عزم على الذهاب إلى إيران ليكون إماماً لأهالي رشت، حيث طلبوا من العلامة كاشف الغطاء أن يرسل إليهم عالماً فاضلاً يسكن عندهم، ليعودوا إليه في أحكام دينهم ويصلح أمورهم, فوقع اختيار الشيخ كاشف الغطاء على الشيخ عبد الله نعمة, وهنا قرّر الشيخ نعمة أن يستشير أستاذه الشيخ محمد حسن وبعد الإستشارة رفض أستاذه الفكرة نهائياً, لكن على ما يبدو فإنّ هناك ضرورة حدثت للشيخ عبد الله نعمة اقتضت السفر, فذهب لتوديع الإمام أمير المؤمنين Q, فوجد أستاذه الشيخ محمد حسن خارجاً من الحرم فأخبره بالأمر, فأخذ الشيخ محمد حسن بيده وأدخله إلى الغرفة المدفون فيها أستاذه السيد جواد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة في الصحن الشريف وقال له: « ذات يوم كنت أدرس على السيد جواد صاحب هذا القبر, وعلى الشيخ جعفر كاشف الغطاء، وعزم أستاذي الشيخ جعفر أن يرسلني إلى إيران لأكون عالماً لأهالي (أصفهان)، وأنا استشرت صاحب هذا القبر السيد جواد فرفض الفكرة، وبشّرني بأنني سأكون صاحب المنبر الأعظم في النجف الأشرف, ولمّا رأى إصرار الشيخ جعفر على إرسالي وخشي من إجابتي له أرسل خلف والدتي وأمرها بمنعي, وما حصل لي من عزّ في الدنيا والآخرة هي من بركات صاحب هذا القبر, وأمّا اليوم أنصحك كما نصحني أستاذي السيد جواد، فإني أرى فيك معالم الرئاسة الدينية, وأنا اليوم من المواظبين على زيارة قبر أستاذي وقراءة الفاتحة له كل ليلة». لكن الشيخ عبد الله يقول: كان لا بد من الذهاب، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، فسرت من صبيحة ذلك اليوم، والأستاذ الشيخ محمد حسن أصبح على علم بمعذوريتّي , لكن على ما يبدوا أن الشيخ عبد الله نعمة بعد عودته من رشت في إيران، ندم كثيراً، واكتشف قيمة استشارة الأستاذ، وأنّ السيد جواد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة كان بالفعل صاحب فراسة ويرى بنور الله وهذا ما أورثه لبعض تلامذته.
وهناك قصة ثانية تكشف أيضاً عن فراسته {, وهي ما ينقلها السيد الأمين عن أستاذه الفقيه الشيخ محمد طه نجف, عن الشيخ جواد نجف قال: «كان بين والدي وبين السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة مودةً وعلاقة حميمة, وذات يوم إلتفت السيد جواد لوالدي وقال له: سيكون لولدك هذا حظٌ وافر من العلم, ثم قال الشيخ جواد نجف كان للسيد جواد حظ وافر بالفراسة ولم يُخطئ إلاَّ في هذا المورد». طبعاً يقصد الشيخ جواد ب (إلا في هذا المورد) من باب التواضع وعدم إعطاء نفسه مقام العلماء, وإلا فإنّ ما قاله السيد جواد الحسيني عنه صحيحاً وأصبح هذا الطفل من كبار العلماء كما قال السيد صاحب مفتاح الكرامة.
ومن فراسته, وقعت عداوة بين عشيرتين في النجف الأشرف وهما الزكرت والشمرت, واستمرت لعشرات السنين والسبب في ذلك , هو أن أحدهمأي من هاتين العائلتين خطب بنتاً من العائلة الثانية فرفض أخوها هذا الزواج, وكانت الفتاة ترى هذا الزواج مناسباً لها, فاشتكت الى العلامة الكبير الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء, وهنا طلب الشيخ جعفر أن يذهبوا ويأتوا به من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولكن السيد جواد الحسيني وبفراسته المعهودة خالفه بالأمر وقال له: «إن فعلت ذلك وأحضرته قهراً لتلحقنّ فتنة لا تنطفئ أبدا», ولكن الشيخ جعفر أصرّ على ذلك, وعندما ذهبوا لإحضاره فرفض وقاتلهم فقتلوه, فاندلعت فتنة شعواء بينهما كما أخبره السيد جواد, وأشار إلى هذه الحادثة تلميذ السيد جواد العلامة الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حيث ذكر بأنّ اسم المرأة كان أم السعد والخرابة في منطقة العمارة في النجف الأشرف عرفت بأمّ السعد. وبطبيعة الحال فإنّ الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر جاء بهذه القصة كشاهد على شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإظهاراً لعظمة أستاذه السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة.
أمّا أساتذته
ففي جبل عامل درس على عم أبيه العلامة السيد أبو الحسن موسى في حوزة شقراء, وفي كربلاء درس على العلامة السيد علي الطبطبائي صاحب الرياض والعلامة الكبير المولى الشيخ محمد باقر الوحيد البهبهاني, ودرس في النجف الأشرف على العلامة السيد مهدي بحر العلوم, والعلامة الشيخ جعفر بن خضر الجناحي المعروف بكاشف الغطاء, وعلى الشيخ حسين نجف.
أمّا مشايخه في الإجازة
فهو يروي عن أساتذته الذين ذكرناهم, مضافاً للمحقق القمي صاحب القوانين, والإجازة عنه تاريخها تعود إلى سنة 1206 هـ.
أمّا تلاميذه
فهم كبار فقهاء ذلك العصر, ومنهم العلامة المعروف الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر, والشيخ مهدي بن ملّا كتاب الكردي, والشيخ محسن الأعسم, والسيد صدر الدين ابن السيد صالح، والسيد علي ابن السيد محمد الأمين حفيد السيد أبو الحسن موسى, والأقا محمد علي بن الأقا محمد باقر المازندراني النجفي, والشيخ جواد بن محمد تقي بن محمد المدعو ب ملّا كتاب الكردي النجفي, ونجل السيد جواد السيد محمد, ..إلخ.
أما أثاره العلمية
فهي كثيرة وأهمّ مصنّفاته مفتاح الكرامة, وهو الذي اشتهر به حتّى أنك إذا ذكرت إسمه منفصلا أو ذكرت كتابه فكأنك استحضرت إسمه الشريف, بل أكثر من ذلك ربّما لو قلت السيد جواد الحسيني ستجد من يسألك من هو السيد جواد, بينما إذا قلت صاحب مفتاح الكرامة فيصبح معلوماً لديه تماماً كما لو قلت السيد محمد الموسوي ولم تقل صاحب المدارك.
كتاب مفتاح الكرامة فعلاً هو مفتاح الفقه لمن أراد أن يكتب بالفقه, وهذا ما ظهر في جواهر الكلام, الذي ألّفه تلميذه الشيخ محمد حسن النجفي, ووصل كتاب مفتاح الكرامة بخط اليد الى اثنين وثلاثين مجلداً, وكان قد بدأ به سنة 1199 هـ بطلبٍ من أستاذه الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء، حيث انتهى منه سنة 1226 هـ, وذكر السيد جواد في مقدمة كتابه مفتاح الكرامة: «أنني امتثلت فيه أمرأستاذي الإمام العلامة الأعظم الشيخ جعفر جعلني الله فداه, حيث قال لي: أحبّ أن تعمد إلى قواعد العلامة، فتُظهِر كلّ مسألة اختلفت فيها كلمات الأصحاب, وتنقل أقوالهم وتضيف إليها شهرتهم, وإجماعهم وتذكر أسماء الكتب التي ذكر فيها ذلك, وإذا عثرت على دليل في مسألة لم يذكروه فاذكره ومتّنه, واذكر عنه اختلاف مذاهب العامة على وجه الإختصار ليكمل نفعه ويعظم وقعه».
من مصنفاته:
كان للسيد جواد مكتبة مهمة وأساسية، وشاملة لجميع كتب الفقه والأصول والحديث، وكانت عبارة عن كتب مخطوطة ونفيسة, كما كان السيد جواد شاعراً, وله العديد من القصائد وبعضها وجد مكتوباً بخط يده على كتاب مفتاح الكرامة:
وبرق ضئيل الطرتين تخاله
مخاريق مطرود بليل وطارد
ذكرت به محبي عشية قوضوا
على متن محمول على متن ساعد
وأنقذني من ربقة الجهل أنّني
أبيت الليالي ساهراً غير راقد
ألاحظ أسفار الذين تقدموا
وأنظر فيها واحداً بعد واحد
فلست ترى في العصر من جمه الذي
جمعت وفي الآثار أصدق شاهد
أفي الشمس شك أنّها الشمس عندما
تحلّت عيانا للبصير المشاهد
وله { قصيدة، قالها عندما ذهب أستاذه السيد مهدي بحر العلوم إلى زيارة الإمامين موسى الكاظم وحفيده محمد الجواد L, وكان السيد مهدي مريضاً ومما جاء فيها ومحاجاً فيها:
عليك سلام الله موسى بن جعفر
سلام محب يرتجي أحسن الرد
ويرجوك محتاجا لأعظم حاجة
هي النعمة الكبرى على الحر والعبد
فهذا إمام العصر بعد إمامه
إمام الورى طرا سليلكم المهدي
أتاكم على بعد الديار يزوركم
يجوب فيافي البيد وخدا على وخد
لقد جاءكم في حالة أي حالة
ولو غيره ما سار يوما مع الوفد
مريضا فلا يقوى على الكور مركبا
ولا السرج يغني لا ولا محمل يجدي
فنصف بريد سيره في نهاره
وذلك منه غاية الجد والجهد
فيا لك جسما صح في الله قلبه
فعاد مريضا واهن العظم والجلد
ففي القلب أشواق تقود إليكم
وفي الجسم أدواء تصد عن القصد
وقد قاده الشوق الملح إليكم
فمنوا عليه بالشفاء وبالرفد
وما الرفد كل الرفد الا لمثله
وللرفد أسباب تضيق عن العد
وقد جمعت فيه جميعا بفضلكم
فكان بحمد الله واسطة العقد
وزواركم لا يحرمون مناهم
فذو الغنى يحظى بالنوال وذو الرشد
وليسوا كحجاج إلى البيت يمموا
على فبعض رفد وبعض على رد
وزواركم والحمد لله جمة
كما الرسل والأملاك جلت عن الحد
وسيد خلق الله طه محمد
كذا سيد الزوار سيدنا المهدي
فكل له أمر بمقدار فضله
وعندكم التفصيل يا غاية القصد
فمنوا على جسم تمرض فيكم
بعافية وفراء فضفاضة البرد
وذلك فضل يشمل الناس كلهم
لإن كان باب الله في حرم الجد
عليكم سلام الله ما انبجس الحيا
وسيقت غوادي المزن بالبرق والرعد
نشاطات الملف
في إطار التواصل مع العلماء والحوزات العلمية في لبنان، زار مسؤول ملف إحياء تراث علماء الشيعة في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي العلامة الحجة الشيخ مفيد الفقيه في دارته في صور وبحضور أخيه الأستاذ ياسر وقدم له مسؤول الملف عدداً من نشرة التراث حول والده المقدّس العلامة الشيخ علي الفقيه, وكانت الزيارة مناسبة هامة للحديث عن ذكريات النجف الأشرف وقصص حدثت مع بعض العلماء.
أقامت جمعية الإمام الصادق Q لإحياء التراث العلمائي حفل تكريم ومأدبة غداء لسماحة الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية العلامة الشيخ محسن الآراكي وذلك في مقر الجمعية. حضر اللقاء جمع من علماء الدين وقضاة من مختلف المناطق، ثم كانت كلمات مقتضبة لكل من:
حيث شددت الكلمات على أهمية دور مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية , كما أكدواعلى أهمية الوحدة الإسلامية التي هي الأساس في هذا الزمن الصعب، معتبرين أن ما يجري في سوريا والعراق وباكستان لا يمت إلى الخلاف المذهبي بصلة.
وكان قد نظم مسؤول الملف جولة لسماحة الشيخ محسن الآراكي والوفد المرافق له إلى (معلم مليتا السياحي) مما أثار إعجاب الشيخ الآراكي, وعبّر في تصريح له عن أهمية هذا المعلم المقاوم ودعا جميع الأحرار إلى زيارة هذا المعلم.
كما كانت جولة على مؤسسات أمل التربوية وكان في استقبال الوفد عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الحاج خليل حمدان, وكانت مناسبة للتعرّف على هذه المؤسّسات التربوية.
وفي ختام الجولة كانت للوفد زيارة لإمام مسجد القدس في صيدا سماحة الشيخ ماهر حمود بحضور سفير الجمهورية الإسلامية.
دعوة إلى حضور مؤتمر الفكري السابع تحت عنوان جبل عامل وعهد الجزار
العلامة الشيخ جواد العاملي النجفي
« قبل الحوالة من أمير المؤمنين Q»
فالعلامة الشيخ جواد العاملي النجفي عالم فاضل، مُصنّف، له كتاب اسمه «البرهان الساطع للأنام» في شرح شرائع الإسلام للمحقق الحلّي, والذي وُجد منه مجلد واحد كبير بخط المؤلف حيث فرغ منه
في 22ربيع الثاني1236 هـ.
فهو من علماء القرن الثالث عشر الهجري, ومن العلماء الأفاضل الأتقياء وصاحب كرامات, وهنا ينقل السيد حسن الصدر عنه وعن العلامة الشيخ مهدي ملاّ كتاب قصة, وهي أنّ الشيخ جواد العاملي كان يريد من الشيخ مهدي ملاّ كتاب مبلغاً من المال (لأي سبب), وما كان من الشيخ مهدي إلاّ أن حوّله على الإمام أمير المؤمنين Q وقال له: «إذهب وخذ الحوالة منه Q», وبالفعل ذهب الشيخ إلى الحرم, وبعد السلام على الإمام Q خاطبه: «أنا هذه المرة لم آتِكَ زائراً, وإنما جئت لآخذ الحوالة من طرف الشيخ مهدي فقد حوّلني عليك بثلاثين شاهياً», ثم مشى خطوات وإذا بشخص يسلّم عليه ويعطيه حوالة بثلاثين شاهياً قائلاً له: «خذ هذه حوالة الشيخ مهدي» ثم غاب عن عينيه.