مناسبات الشهر
1 |
ولد الشيخ تاج الدين عبد العالي نجل المحقق الثاني في 19 ذي القعدة من ليلة الجمعة سنة 926هـ, وكان والده يعبّر عنه (بأنه هبة الله إليه, وأنه أنشأه تعالى إنشاءً مباركاً, وجعله خلفاً صالحاً). توفي في سنة 993هـ عن عمر 67سنة, ودفن في مدينة أصفهان, وبعد مرور ثلاثين سنة, نقل جثمانه الطاهر مع العلامة الفقيه الشيخ علي بن هلال الكركي إلى المشهد المقدس ليُدفَنَا مجدداً عند الإمام الرضا(ع), وقال عنه الحر العاملي في أمل الأمل(كان محققاً فاضلاً محدثاً متكلماً عابداً من المشايخ الأجلاء. |
2
|
الشيخ محمد علي نعمة بن يحيى بن عطوي بن يحيى بن حسين بن علي بن عبد الله بن علي بن نعمة المشطوب, ولد في ٢٨ رمضان سنة ١٢٩٩ هـ في جباع من جبل عامل وتوفي ليلة الأربعاء ٢٨ ذي القعدة سنة ١٣٨١ هـ في حبوش ودفن فيها, نشأ يتيما في حجر والدته ولما نما تعلم القراءة والكتابة على بعض شيوخ القرية جباع وحين شبَّ قدم النبطية حيث درس في مدرسة السيد حسن يوسف مكي علوم اللغة والمنطق ثم رحل إلى النجف حوالي سنة ١٣٢١ هـ , فأقام فيها دارسا إحدى وعشرين سنة فكان من أساتذته الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والميرزا بدر الدين والسيد كاظم اليزدي والشيخ كاظم الخراساني والميرزا حسين النائيني والسيد أبوالحسن الأصفهاني والشيخ أحمد كاشف الغطاء, وحوالي سنة ١٣٤١ هـ رجع إلى جبل عامل فسكن قرية حبوش بطلب من أهلها حيث استمر فيها أربعين سنة قضاها في الهداية والارشاد وفضّ الخصومات بعفة واستقامة وورع. |
السنة الأو لى - العدد العاشر/ تشرين أول 2012م - ذو القعدة 1433هـ
لاستفساراتكم واقتراحاتكم يرجى التواصل على العنوان التالي:
Toorath@live.com
71/592407
شخصية العدد
الـعـلامة اللـغــوي الشـيـخ أحـمــد رضـــا
ولادته: ولد هذا العالم الجليل في مدينة النبطية من جبل عامل سنة 1872 م ، أي قبل ١٤٠ سنة.
والده: كما وصفته المجلة التي تصدر عن المجمع العربي بدمشق مجلد 28 ص 640 أنه من أعيان جبل عامل, ومعروف بالصدق والأمانة, وأصالة الرأي, ويحب الفضيلة.
بداية دراسة الشيخ أحمد: أرسله والده إلى المعلمّين في النبطية, فتعلّم القرآن الكريم والتجويد, وكتابة الخط, وقواعد الإملاء, وأصول الحساب.
وبالفعل هذه المقدمات إذا أجادها الطفل, فإنها تُؤَسّس لحضور ذهني, وإستعداد كامل لتلقّي العلوم.
المرحلة الثانية من التحصيل العلمي: كان لا بد من الإنتساب إلى إحدى مدارس جبل عامل العلمية, فكانت مدرسة أنصار, برئاسة السيد حسن نجل السيد علي إبراهيم , وهذه المدرسة أسسّها المقدس الشيخ سلمان العسيلي, الّذي كان إمام بلدة أنصار, وأصبح صهره السيد حسن من بعده إماماً للبلدة, ومديراً للحوزة العلميّة, والسيد حسن إبراهيم كامل الأوصاف علماً وزهداً وحضوراً, وكانت الحوزة العلمية في عهده من أهم المدارس, حيث ضمّت أكثر من سبعين طالباً, وكان قدس سره يصرف على طلابها في ذلك الوقت العصيب, وكما ينقل المؤرخ محمد جابر صفا فإن الحوزة العلمية في أنصار إنتهت بموت سماحة السيد حسن, وتفرق الطّلاب.
وفي حوزة النبطية: بعدما أنهى في حوزة أنصار النحووالصرف, وبعض المقدمات, عاد إلى مدينة النبطية, وصار يتردد على العلامة السيد محمد نور الدين, في المدرسة النورية في النبطية الفوقا, هذه المدرسة الّتي إنتسب إليها العلامة السيد عبد الحسين نور الدين, والّذي كان يحلم في صغره أن يكون عالماً, كالسيد محمد نورالدين, ودرس الشيخ أحمد على السيد نور الدين (شرح ألفية إبن الناظم).
في سنة 1884 م توفي والده: فإنقطع الشيخ أحمد رضا عن الدرس, بسبب إنشغاله بالعائلة, وبِبعض المسؤوليات الخاصة, وعندما قدم إلى النبطية العلامة السّيد محمد إبراهيم, وهو نجل العلامة السيد علي إبراهيم, ووالدته كريمة المقدّس الشيخ حسن القبيسي, مؤسس أول حوزة علمية في كوثرية السياد بعد نكبة الجزار, وكان السيد محمد إبراهيم قد برع في العلوم الطبيعية, لهذا نجد أنّ الشيخ أحمد لازم السيد محمد فترة لا بأس بها, وتأثّر به كثيراً, فدرس عليه المختصر في علم البيان, وشرح التهذيب, ورسائل بن سينا في الطبيعيات, وجلاء الإرتياب في الإلهيات, وهي رسالة مقتبسة من كتاب أسفار ملّا صدر الدين الشيرازي, ودرس عليه الأدب العربي.
وأثناء ذلك إنكب الشيخ أحمد على مطالعة التاريخ الإسلامي, ودواوين الشّعر ومنها ديوان المتنبّي.
في سنة 1891 م أنشأ العلامة السيد حسن يوسف مكي مدرسة دينية في مدينة النبطية, سمّيت المدرسة (الحميدية), هذه المدرسة إنتهت بموت السيد حسن مكي سنة 1906 م, وكانت هذه المدرسة من أهم المدارس في ذلك العهد, فكان الشيخ أحمد رضا يُدرّس فيها المقدمات من النحووالصرف والمنطق, وفي نفس الوقت يَدرسْ عند السيد مكي الأصول, وعلم الكلام, وهذه طريقة متعارف عليها في الحوزات العلمية, أن يكون الطالب تلميذاً في تلك الحوزة, واستاذاً لطلاب دونه في الفضل في نفس الحوزة.
لم يكتف الشيخ أحمد بما حصل عليه من العلوم في هذه المدارس, ليصبح شيخاً مبلغاً وواعظاً في إحدى مساجد المدينة, أو في قرية من قرى جبل عامل, أو ليصبح في حدّه الأعلى, أحد فضلاء النبطية, أو أحد أساتذتها.
بل أصبح الشيخ أحمد من الرجال الّذين حجزوا لهم مقعداً على مستوى المنطقة, وأصبح من رجالات الفكر واللّغة والإصلاح, وصاحب منهجية فكرية وأدبية ولغوية, مضافاً للسياسة وعلم الإجتماع حتى عُدَّ من رجالات الإصلاح في عصر النّهضة, وقبل إستعراض الإنجازات العلمية والفكرية والأدبية واللّغوية والسياسية, لا بد وأن نستعرض المؤلفات الّتي ألّفها الشيخ أحمد رضا.
مؤلفات الشيخ أحمد رضا:
- كتاب روضة الطائف (مخطوط)
- معجم الوسيط ومعجم اللّغة (مخطوط)
- التذكرة في الأسماء المنتخبة للمعاني المستحدثة
وهذا ما كان يهتم به الشيخ أحمد, حتّى لا تضيع اللّغة, وكان إهتمامه أيضاً بالأمور المستحدثة, كيف ندخلها بقاموس اللّغة العربية.
أمّا الكتب المطبوعة:
- رسالة في تاريخ الخط, وهذا يكشف عن مدى إهتمام الشيخ أحمد بالتراث الإسلامي والعربي.
- كتاب هداية المتعلّمين (وهوفي أصول الدين).
- كتاب الدروس الفقهية, وهوعبارة عن مسائل فقهية على نسق (الرسالة العملية), صحيح هي ليست من إجتهاده, وإنّما هي مطابقة لفتوى من يجب على المؤمنين الرجوع إليه في التقليد, وهذا الكتاب يكشف عن عدة أمور في شخصية الشيخ أحمد:
- الحضور الفقهي
- فهم المسائل مع تطبيقها
- إدراكه لحاجات الناس في الأمور العبادية والمعاملاتية.
- فهم اللّغة والنحووالصرّف بشكل دقيق.
إذاً هذه مؤلفاته, مضافاً لعشرات المحاضرات وما كتبه في المجلّات وغيرها, كُلّها تدلّ على حضوره العلمي, وأنه صاحب المواهب المتعدّدة.
ففي الجانب اللّغوي برز أحد مراجع اللّغة العربية, وأعطاها حيّزاً مهماً من وقته ومن متابعاته, لقد خاف الشيخ أحمد على هذا التراث العربي, وخصوصاً أنَّ كمّاً هائلاً من المفردات طرأت على اللّغة, فهناك المستحدثات في مختلف العلوم والصناعات.
ففي سنة 1930 م طلب منه المجمع العلمي العربي بدمشق أن يعمد على تأليف كتاب (مُعجم لُغوي) يجمع فيه متن اللّغة بإختصار مفيد, ثُمَّ يَضمّ إلى هذا الكتاب ما وضعاه المجمع العلمي في دمشق, والمجمع العلمي في القاهرة, من الكلمات المنتخبة للمعاني المستحدثة, وأيضاً ما طرأ على اللّغة من مفردات إستُعمِلَت في زمن العباسيين, ولعلّ هذا الجهد دام ثماني عشر سنة, هذا ناهيك عن المقالات اللّغوية الّتي إنتشرت في بطون المجلات والجرائد, المُهمّ أنّ الشيخ أحمد أحد رجالات الإصلاح, فيما أطلق عليه (عصر النهضة) فكان واحداً من الإصلاحيين, كالسيد عبد الحسين شرف الدين, والسيد محسن الأمين, والسيد جمال الدين الأفغاني, والشيخ محمد عبده, ورشيد رضا إلخ..
فالإصلاح اللّغوي في هذه الحركة الإصلاحية, كانت في مختلف الوسائل, كتأليف معجم لُغوي, أو تصحيح ما يرد من المراسلات الحكومية والأهلية, أو المجلات والجرائد ألخ...
الفكر الإصلاحي عند الشيخ أحمد رضا: فقد عاصر تداعيات نهاية الحكم العثماني, وقيام الإنتداب الفرنسي, والبريطاني في المنطقة, وأخيراً الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وما رافقها من حركة تبشيرية متصهينة, مدعومة بنفاق داخلي, كان هؤلاء يريدون أن يحمّلوا الإسلام, مسؤولية كل ما حدث من نزاعات وحروب ودمار وفقر وحرمان وتَشَتّت, فكان لابُدَّ من وجود رجالات إصلاح واعية تقف في وجه هؤلاء, وتعبّر عن الإسلام الحقيقي, وتُحمّل مسؤولية ما حدث لكلّ هؤلاء الشياطين, فكانت رجالات الحركة الإصلاحية لهم بالمرصاد, كالسيد عبد الحسين شرف الدين, والسيد محسن الأمين, والشيخ حبيب آل إبراهيم, والشيخ محمد جواد مغنية, والسيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده, والشيخ أحمد رضا, والشيخ سليمان ضاهر, والشيخ عبد الله العلايلي, ممّا لا يتّسع المجال لذكر الجميع, وهؤلاء العلماء القادة لم يتفرّجوا على حركة ونشاط الإستعمار, كما لم يكتفوا بالإستنكار اللّساني, أو القلبي, كما فعل البعض, بل عمدوا إلى سدّ الخلل الّذي قد ينفذ منه العدو, فبنوا المؤسّسات, وشيدّوالمدارس والمعاهد إلخ.., الأمور الّتي قد ينفذ المستعمر منها, حيث كان كل هم المستعمر إفقاد المجتمع الإسلامي «هويته», من خلال تمييع لغته وتشويش فكره, وإبعاده عن ربه تعالى, مضافاً لفكّه عن قيادته الحكيمة, من خلال التشويش على دور هذه القيادة.
ولمواجهة هؤلاء عمد المصلحون إلى أمور خمسة:
الشيخ أحمد رضا وفكره الإجتماعي والأخلاقي: كانت إهتمامات الشيخ أحمد رضا بالتكوين الإجتماعي العام, وبالركائز الأساسية الّتي يُبنى عليها المجتمع, فالتمسك بالعقل والأخلاق, والتربية هي الأساس في نهضة المجتمع, كما هي المائز له عن المشروع الغربي, فهنا عبّر الشيخ أحمد: (إنّ الإنسان مركّب من سجايا أربعة: الشهوة, والغضب, والعقل, والإرادة).
وقد ورد عن رسول الله (ص): ما إكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى, أو يردّه عن ردى.
فالعقل هو إمعان الفكر, وهوالميزان في جعل الحياة تتجه نحوالعدل واللإستقامة, ويميّز بين الخير والشّر.
أمّا في الموضوع التربوي: فإعتبر أنّ الجهل هوأساس التخلّف, وبالتالي لا يمكن لأي أمة أن ترتقي إلى العلى من دون معرفة, وكان رحمه الله يعبّر عن ألمه دائماً بالثالوث المقيت الجهل والفقر والتقليد الأعمى, فالعلم والأخلاق والتربية بقيادة الإرادة, تُشكِل ضمان بقاء الأمّة حيّة وواعدة.
أمّا الحديث عن الحريات الموهومة: هنا يرفض الشيخ أحمد رضا: حرية الغرب المزعومة, وإعتبر أنّ الإسلام هوالّذي أعطى الحرية الكاملة لكن بشروط, يَعود نفعُها على المجتمع ذاته, فأعطاك المولى حرية حركة اليد, لكن بشرط أن لا تظلم ولا تعتدي على أحد, هكذا بقية الأعضاء, وأعطاك المولى حرية التصرف, فقال: الناس مسلطون على أموالهم, لكن حريته مقيدة بعدم إضرار المجتمع, فحرّم الإحتكار, وأجبر الحاكم على وجوب أخذ السلعة من المحتكر وبيعها بالسوق لصالح المسلمين, ودفع ثمنها المتعارف للمالك.
أمّا مواقفه السياسية: فكان أحد رجالات تلك المرحلة, وأحد المعارضين للسياسة التركية, فعمل مع الشيخ سليمان ضاهر, والمؤرخ محمد جابر صفا, على مواجهة السياسة العنصرية, وعُقِدَ لِأجل هذا الغرض مؤتمراً في (باريس) سنة 1913 م, للبحث في شؤون ما آلت إليه الأمور, وقَدّم هؤلاء الثلاثة, لائحة في جملة ما وُضِعَ من لوائح (الإصلاح), ونظموا القصائد, والمقطوعات الأدبية, والكلمات في مظالم الترك, وعملوا على بَثّ روح الثورة في جبل عامل للإنتفاضة على الحكومة, والذهاب نحوالحرية للوصول إلى الحكم الذّاتي, لهذا عمد السّفاح جمال باشا والي سوريا ولبنان, إلى تشكيل محكمة في عاليه لمحاكمة رجالات الثورة, وعلّقت المشانق في ساحة الشهداء في بيروت, وفي ساحة المرجة في دمشق, وشنق العديد من رجالات الثورة, ولولا اللّطف الإلهي, لكان الشيخ أحمد رضا, والشيخ ضاهر, وصفا من حملة هؤلاء, لولا أنّ القاضي لم يتمكن من أن يُثبِت الإدانة بحقّهم, فأطلق سراحهم.
موقف الشيخ أحمد رضا من الإنتداب الفرنسي: جاء الإنتداب الفرنسي والبريطاني, كبديل عن الوجود العثماني, لكن لم يكن هذا الحضور موفقاً, فإستقبله أهالي جبل عامل بالرفض والإستنكار والمواجهة, فعندما قدم الحاكم العسكري الفرنسي إلى مدينة النبطية, لم يلقى حفاوةً من الشيعة, سوى من بعض العملاء والمستفيدين من النصارى, تجمّعوا لإستقباله وشكروه على إحتلاله, وهنا الشيخ أحمد ردَّ عليهم قائلاً: نحن نشكر فرنسا كمحرّر للشعوب, ولا نشكرها كمستعمر لبلدنا. وعندما إستدعاه الكولونيل الفرنسي له وللشيخ سليمان ضاهر, حذَّرهما ممّا هما عليه, ومن تأييد الكومة العربية بالشام, وتوعَّدَهُما إن فعلا شيئاً ضدّ الفرنسيين, سيكون له موقف خاص معهما. وهنا ردَّ عليه بكل جرأة الشيخ أحمد رضا: نحن عرب ونفتخر, وآمالُنا كلُّها إستقلالية, وهل أنت تقبل أن يحكمك غير الفرنسي؟
وإعتبر الشيخ أحمد رضا أنّ الإحتلال الفرنسي هوإستمرار وإحياء للمشروع الصليبي, الّذي إحتل المنطقة زهاء قرنين من الزمن, وهذا ما عبّر عنه بوضوح الجنرال غورو, عندما ألقى خطاباً في دير البلمند وممّا قاله: دعوني أستعيد وإياكم تلك الذكريات العظيمة الّتي ترفّ فوق هذا الدير القديم, ألا وهي عمل آبائي الصليبيين الّذي قاومُ الدّهر وإخترق الأجيال...
لهذا كان قادة الإصلاح يعتقدون, أنّ مشروع الفرنسيين هوإمتداد لمشروع الصليبيين, لذا عمدوا إلى مواجهته بكل الأساليب المتاحة, بالمقاومة المسلّحة, والمؤتمرات, والندوات, وإستنهاض الناس, وعدم الإنزلاق نحوالفتنة الداخلية. فيوم السبت الواقع في 24 نيسان 1920م إنعقد مؤتمر وادي الحجير بدعوة كريمة من الإمام السيد عبد الحسين شرف الدّين, بالتنسيق مع الزعيم الأسعد ولكن بخلفية مختلفة, كما بينّا في مؤتمر وادي الحجير الّذي عقدناه في ذكرى المؤتمر من نيسان 2012م حيث كان الهدف منه دعم خيار المقاومة, وهذا ما ظهر من خلال دعوة السيد عبد الحسين شرف الدين قادة المقاومة للحضور, مثل أدهم خنجر وصادق حمزة, ولأجل الوقوف في وجه الفتنة الداخلية بين المسلمين والمسحيين التي كان يُحضر لها العدو, مضافاً لإجماع الحاضرين على الذهاب للمطالبة بضم جبل عامل إلى سوريا الكبرى, لحمايته من الإحتلال الفرنسي, هنا قد يسأل أحد عن عدم وضوح دور الشيخ أحمد رضا وغيره ممن حضروا ذلك المؤتمر, وهنا نقول هذا الكلام غير صحيح, فالمؤتمر هوإحدى ثمرات وجهاد هؤلاء القادة, وحضورهم كان الشاهد على نجاحه ,ومن الطبيعي أن يبرز القائد العام بوضوح, ويكون الدور الأو ضح له, لكن هؤلاء عملوا كثيرا, قبل المؤتمر وإباّنه وبعده في مواجهة المحتل, وكتبوا وأرخوا وهناك تفاصيل كثيرة, موجودة في مجلة العرفان, وبعض المصادر الأخرى.
وفاة الشيخ أحمد رضا: في سنة 1953 توفي الشيخ أحمد رضا عن عمر ناهز ال 80 سنة والسبب الأبرز في مرضه وموته هوأنّه فُجِع بموت أكبر أبنائه وكان أحبّهم إلى قلبه وأقربهم إليه, وذلك عام 1948 م , وللشيخ أحمد العديد من القصائد الّتي يعبّر فيها عن ألمه وعن شعوره, حتّى كانت ليلة السابع من تموز عام 1953م إرتحل هذا العالم إلى الرفيق الأعلى.
الشيخ احمد رضا ومحمد جابر صفا
متفرقات
1) تكريم العلامة السيد علي مهدي إبراهيم«طاب ثراه»
كرمت جمعية الإمام الصادق(ع) لإحياء التراث العلمائي, وبالتعاون مع بلدية(عدلون) الجنوبية العلامة السيد علي مهدي إبراهيم في حسينية بلدة عدلون.
حضر الإحتفال علماء دين, ونواب ورؤساء بلديات, وسلك عسكري يتقدمه العميد أمين حطيط, وسياسي, وأمني, وحشد كبير من فعاليات المنطقة, وأهالي البلدة.
بعد القرآن الكريم, ألقى رئيس البلدية الأستاذ سميح وهبي كلمة ترحيبية, شكر ورحب بالحضور وشكر الجمعية على هذا الدور, ولفت إلى بعض المزايا الّتي كان يتمتع بها الراحل العلامة السيد علي إبراهيم, والتي تركت أثراً طيباً في منطقتنا, ولازال الناسُ يحفظون بعضاً من خطابه وأفكاره, وهذا يدل على مدى الإرتباط والتواصل مع هذا العالم الكبير.
ثم كانت كلمة الجهة المنظمة ألقاها عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي علامتنا المحتفى به السيد علي إبراهيم, نجل العالم الفاضل السيد مهدي المدفون في بلدة الدوير والتي كان إماماً لها, وهو نجل العالم المقدس صاحب الكرامات السيد حسن إبراهيم, المدفون في بلدة أنصار, والذي كان إماماً للبلدة ومديراً لحوزتها العلمية, كخلفٍ عن والد زوجته المقدس الشيخ سلمان العسيلي, والسيد حسن هو نجل العلامة الكبير السيد علي إبراهيم المدفون في بلدة كوثرية السياد, وهو صهر وشريك العالم المقدس الشيخ حسن القبيسي المؤسس لأول حوزة علمية في كوثرية السياد, بعد تعرض جبل عامل لنكبةٍ حقيقيةٍ, طالت علمائه وحوزاته الدينية, وكتبهم ومكتباتهم, فذهب علمائه, قسمٌ إلى السجن, وأخر قتل, والأكثرية شُرّدت, وكتبهم أُحرقت في أفران عكا وأشاد الشيخ بغدادي بالدور الإصلاحي الّذي قام به هؤلاء العلماء الأجلاء, في بدايات القرن الماضي, حتى الخمسينات الّتي كان بها علاّمتنا السيد علي إبراهيم, إلى الستينات الّتي حل بها الإمام السيد موسى الصدر, الخلف لذلك المصلح الكبير السيد عبد الحسين شرف الدّين, حيث برز هذا الجيل من العلماء كمُكَمِّل لمشروع النهضة والمواجهة, الّذي أسّس له السيد عبد الحسين شرف الدّين, والسيد محسن الأمين, والشيخ حسين مغنية, والشيخ حبيب آل إبراهيم, والشيخ محمد جواد مغنية, والشيخ عبد الله العلايلي وغيرهم, حيث واجهوا عناوين متعددة, لعملة واحدة, من نهاية الحكم العثماني, إلى قيام الإنتداب الفرنسي, والإستقلال الموهوم, إلى الإحتلال الإسرائيلي, فكان الدور الواضح لهؤلاء العلماء, من مقاومة الإحتلال إلى مواجهة الإنحراف الفكري والسياسي الدّاخلي, إلى إستيعاب الناس ولمّ شملهم, إلى مكافحة الحرمان, والفقر والأمّية, وأنتجت هذه الحركة ثقة كبيرة ما بين الناس وعلمائهم, فحفر هذا التواصل عميقاً في قلوب الناس, وهذا ما ظهر جلياً في مواقف مصيرية وأساسية, في هذه الأمة مراراً, ولا زالت دعوة علمائنا للجهاد والتضحية, والنزول إلى الشارع لتعبّر عن الغضب, وهذا ما شهدناه مؤخراً, عندما نزل الناس إلى الشارع تلبية لدعوة سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله, لتعبّير عن غضبها, لما أصاب نبيّنا محمد (ص), وهذا ما أدهش الداخل والخارج, وجعل العدويعيد حساباته في موضوع إمكانية زعزعة الثقة بالقيادة الحكيمة.
ثم كانت كلمة نجل المحتفى به إمام بلدة الدوير سماحة السيد كاظم إبراهيم:
ثمانُ سنوات مرت على فراق الوالد الحبيب العالم الفقيه المجاهد السيد علي مهدي ابراهيم طاب ثراه ولما نزل مسكونين بذكراه، حيث في كل مناسبة اوحدث أو محطة في حياتنا نحن الذين ما زلنا نكابد متاعب هذه الدنيا, نستل من مخزون ذاكرتنا موقفاً أو قولاً أو رأياً للسيد علي رحمه الله، فنلقاه وكأنه يخاطب أحداث هذه الايام، يحاكمها فيحكم لها اوعليها. فقد كان في كل أحواله وآرائه ومواقفه يصدر عن رؤية إسلامية صافية وعميقة, وعن فهم عميق ورحب ومتميز لمقاصد هذا الدين وأهدافه، بانياً آرائه على ذوق فقهي سليم جعلته على امتداد حياته وجهاده وعمله الديني والاجتماعي عالماً فذاً ومميزاً, ومجاهداً صلباً لا تأخذه في الحق لومة لائم, وما ذلك إلا لأنه قدس سره- لم يرضى أن يكون مرتهناً لأي طرف أو جهة من الجهات وكان أو ل الداعمين للعمل الفدائي في الستينات، حيث مازلت أذكر أنه في إحدى المناسبات دعا من على المنبر أن يتبرع الجمهور الحاضر بالمال لدعم المقاومة, فكانت إستجابة شعبية وعفوية جمع خلالها مبلغاً لصالح المقاومة في حينها, حيث كان الفدائيون في تلك الفترة تهفواليهم ولدعمهم والعمل معهم قلوب أهل جبل عامل
وفي الختام ألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة السيد حسن فضل الله جمعت بين الحدّيث عن مزايا الراحل ودور علماء الدّين في التكوين الإجتماعي والمقاومة, وبين الحديث عن قانون الإنتخاب حيث أعطى هذا الكلام والموقف لحزب الله حضوراً في الإعلام, ومما جاء في كلمته:
هناك فريق اساسي في 14 اذار يريد ان يبقي على قانون الستين لان هذا القانون تفوز فيه العصبيات المذهبية والاموال ستتدفق على لبنان لشراء السلطة وقانون الستين كانت له ظروفه بعد اتفاق الدوحة وظروفه انتهت لمجرد انتهاء الانتخابات ولم يعد صالحا ولن يكون صالحا وبعض الافرقاء غيّر في قانون الستين ويقدّم لنا قانون دوائر الخمسين بعضهم يَتَطلّع من الأن الى رئاسة الجمهورية, وبعضهم يريد ان يستأثر بالسلطة من خلال قانون انتخابي يُفصّل المجلس على قياس فريق 14 اذار, واردف: «نحن بالنسبة لنا قانون الستين اودوائر الخمسين اوالعودة بنا الى الماضي, كلها تشكل خروجا عن الطائف وعن صيغة العيش المشترك, لان قانون الستين يضرب صيغة العيش المشترك ونحن لدينا موقفاً واضحاً من هذا القانون, الذي سينتج عصبيات ومذهبيات وسيؤدي الى مزيد من الانقسام في لبنان وبالتالي من الصعب على فريق 14 اذار ان يقنع أحداً في لبنان من العودة الى هذا القانون، ومن الان سياستهم هي تقطيع الوقت حتى يصلوا الى موعد الاستحقاق ويقولوا ليس لدينا الا هذا القانون، هذه سياسة مكشوفة ولن تنفع ولن تؤدي الى الغرض الذي يريدونه، هذا فريق لا يمكن ان يؤتمن على السلطة في لبنان هذا فريق فَرطَّ في السيادة وشرعَّ أبواب لبنان للتدخلات الاجنبية وانتج لنا خطابا تحريضيا ومذهبيا، وهذا فريق يُسهم في الإنقسام الداخلي وبالتالي لا يمكن لنا ان نأتمنه مرة اخرى على الاستئثار بالسلطة في لبنان لا بالعودة الى قانون الستين ولا الى دوائر الخمسين ولا إلى أي قانون من القوانين.
وختاما سأل فضل الله: «هل يمكن لنا ان نقبل بتسليم البلد الى هذا الفريق وقد جَرَبناه في عام 2005 وعام 2006 وفي كثير من المحطات نحن نريد أن نبحث عن قانون فيه تمثيل حقيقي ورأينا أن النسبية هي التي يمكن أن تُخففّ من الطائفية في لبنان والى اندماج بين المكونات اللبنانية، النسبية هي التي تؤمن تمثيلا صحيحا وتشكل معبر الخلاص للبنانيين».
2) زيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان
زار مسؤول الملف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان, بحضور نجله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان, وكانت مناسبة للتدوال في بعض الأمور الدّاخلية, وبعض المحطات الّتي مر بها جبل عامل
3) لقاء مركز الملف في أنصار بمناسبة ولادة الشهيد الثاني
بمناسبة ولادة الشهيد الثاني قدس سره في شوال, تَمَّ لقاء في مركز الملف في أنصار, وكان الحديث عن مزايا الشهيد الثاني, وبعض إنجازاته, وبالتأكيد تطرق مسؤول الملف إلى الأو ضاع السياسية وما يدور في المنطقة.
الشهيد الثاني في مصر ورؤية النبيP في المنام
مما قاله:
صلاة وتسليم على أشرف الورى |
ومن فضله ينبوعي الحد والحصر |
ومن قد رقى السبع الطباق بنعله |
وعوضه الله البراق عن المهر |
وخاطبه الله العلى بحبه |
شفاهاً ولم يحصل لعبد ولا حر |
عدولى عن تعداد فضلك لايق |
يكل لساني في النظم والنثر |
وماذا يقول الناس فى مدح من اتت |
مدائحه الغراء في محكم الذكر |
سعيت اليه عاجلا سعى عاجز |
بعبء ذنوب جمة أثقلت ظهري |
ولكن ريح الشوق حرك همتى |
وروح الرجا مع ضعف نفسي ومع فقري |
ومن عادة العرب الكرام بوفدهم |
اعادته بالخير والجبر والوفر |
وان يك وفد قد وفوا لنزيلهم |
فكيف وقد اوعدتنى الخير في مصر |
فحقق رجائي سيدي في زيارتي |
بنيل منائي والشفاعة في حشري |