قصة السيد محمد جواد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة  مع العلامة السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات المعروفة

26/02/2023

قصة السيد محمد جواد الحسيني صاحب مفتاح الكرامة مع العلامة السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات المعروفة

 

 

ذات ليلة، أرسل السيد محمد مهدي بحر العلوم (قدسره)، خادمه خلف السيد محمد جواد العاملي صاحب (مفتاح الكرامة)، وقال له: " السيد مهدي ينتظرك"، وكان السيد محمد جواد يتناول عشاءه، فتركه وقام سريعاً، وعندما شاهده السيد مهدي بادره بالقول: "أما تخاف الله؟! أما تراقبه؟! أما تستحي منه؟! فقال السيد جواد: ما الذي حدث؟ فقال: أخوك الشيخ محمد نجم العاملي كان يأخد من البقال قرضاً لعياله كل ليلة مقداراً من (التمر الزهدي) ولهم سبعة أيام لم يذوقوا خبزاً! وفي هذا اليوم ذهب ليأخذ من البقال شيئاً لعشائهم فامتنع البقال، قائلاً: إنّ دينك أصبح كبيراً، فاستحى وخرج وهو الآن وعياله بدون عشاء وانت تتنعّم وتأكل وبينك وبين الشيخ محمد نجم صداقة وأخوة! فقال السيد جواد: والله ما لي علم بحاله، فردّ عليه السيد بحر العلوم: أعلم ذلك، ولو كان لك علم بحاله ولم تلتفت إليه لم تكن (مسلماً)! وإنّما أغضبني عليك عدم تحسّسك عن أحوال إخوانك وعدم علمك بأمورهم، فخذ هذه (الصينية) يحملها معك الخادم حتى إذا ما وصلت إلى باب الدار تأخذ الصينية منه وتدخلها على دار أخيك الشيخ محمد نجم، وقل له: إني أحببت أن أتعشى معك في هذه الليلة واترك له هذه الصرّة من المال تحت فراشه، ولا ترجع حتى تخبرني أنهم أكلوا وشبعوا". وذهب السيد محمد جواد مع الخادم وصنع كما أمره السيد محمد مهدي بحر العلوم، ولما وضعها بين يديه رفض الشيخ نجم أن يمدّ يده عليها قائلاً له: "هذا الطعام ليس من صنعك وهو طعام نفيس، لا يقدر العرب على طبخه، ولن آكل منه حتى تعلمني الأمر".

وبعد الإصرار أخبره السيد محمد جواد بما حدث مع السيد محمد مهدي بحر العلوم، فقال الشيخ نجم: "والله ما اطلع أحدٌ على حالنا وإنّ هذا لشيء عجيب".

طبعاً، هذه القصة تُظهر كرامة السيد محمد مهدي بحر العلوم وقوّة علاقته بالسيد محمد جواد الحسيني، وأنّ السيد جواد هو من هذه المنزلة الكبيرة التي من المفترض أن يكون فيها، وأنّ الشيخ نجم العاملي، هو مورد عناية وألطاف الله عزوجل. واللافت في الموضوع هو كلام السيد محمد مهدي بحر العلوم،"أنك لو كنت تعلم ما كنت مسلماً"، وأن التحسّس عن أوضاع الإخوان من الواجبات، وعدم فعل ذلك يكشف عن عدم تحمّل المسؤولية، وعن الأنانية وحبّ النفس.

 

اخبار مرتبطة