كان همّه زيارة الإمام الرضا (ع)  لنيل المقام عنده، وتحسين أمور معاشه  فشملته العناية الإلهية وأصبح  رمزاً من رموز الطائفة

18/11/2022

كان همّه زيارة الإمام الرضا (ع) لنيل المقام عنده، وتحسين أمور معاشه فشملته العناية الإلهية وأصبح رمزاً من رموز الطائفة

 

كتب سيرته الذاتية بيده، وكيف ذهب إلى العراق وحاز على بركات أمير المؤمنين (ع).

إنه العلامة المفتي السيد حسين الحسيني، من قرية (شمسطار) البقاعية، ولد فيها سنة 1906م، وتوفي سنة 1970م، ودفن في (الشياح).

كانت الحياة في مرحلته قاسية جداً، فهناك نتائج وآثار الحرب العالمية الأولى، التي نشبت سنة 1914م واستمرت إلى سنة 1918م، وذاق الناس فيها الأمرّين، من الفقر والأمراض، مضافاً للإحتلال الفرنسي الذي جاء بعنوان المخلّص، وذاق الناسُ المرارة بعهده كما ذاقوها من العثمانيين، وكم كانت خيبة الأمل من هذا الإحتلال بعدما وعد الناس أنفسهم بالحصول على الإستقلال بعد الحرب العالمية الأولى.

 كان السيد حسين يبحث مع بعض شباب القرية عن حياة كريمة، فوقع في روعه أنّ منقذه هو الإمام علي الرضا (ع)، ولكنه لا يملك مالاً للذهاب إلى (الزيارة)، فأقنع ابن عمه أن يذهبا مشياً إلى العراق لزيارة الأئمة (ع)، ومن هناك يتوجهان إلى خراسان. وهكذا حدث، فكانا أثناء الطريق يعملان بالأجرة، ويصرفان على نفسيهما، وكان كلما ذهب إلى مقام، توسّل بصاحبه، أن تشمله العناية الإلهية وأن يرضى عنه، وبالفعل عندما حطّ رحاله في النجف الأشرف، ظهرت عليه تلك الكرامة، أن أوقع الله في قلبه حبّ العلم، والتفرّغ له، رغم الحياة القاسية، فصار ينام في المسجد الهندي، ويحضر في حلقات درس الطلاب، حتى تعرّف عليه بعض الطلاب، فأخذ له غرفة في مدرسة مخصّصة لنوم الطلاب، وصار يُهيء له بعض الأرغفة، من دون أي إدام معها، وعندما يحصل على بعض التميرات، يحمد الله على هذه النعمة الزائدة.

هذا الإخلاص والتوسّل إلى الله عزوجل بالأئمة الأطهار (ع)، جعله من أهل العلم العاملين، الذين مكّن لهم في الأرض، فصار مفتياً، ومصلحاً، وأحد الذين ساهموا في انتخاب الإمام السيد موسى الصدر رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث تمّ ذلك في داره التي كانت دارالإفتاء،  ولازال يسكن في نفس الدار من الضاحية الجنوبية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ عبد الأمير قبلان.

هنا نجد أنّ عطاء الله وكرمه، لا يميّز بين إنسان وآخر، وبين أبيض وأسود، والذي لم يستفد من هذا الفيض الإلهي، هو الذي يكون قد حرم نفسه، وأبعدها عن ساحة القرب، وإلا فالمولى عز وجل، يهب كرمه وعنايته لكل من يجد فيه قابلية وأهليّة، فهذه الروحية التي كانت عند المرحوم السيد حسين الحسيني، هي التي جعلته مشمولاً بتلك الألطاف الإلهية، فهيأ له أسباب الذهاب إلى النجف الأشرف والإستفادة من الحوزة الشريفة، والحصول على بركات مجاورة أمير المؤمنين (ع).

 

اخبار مرتبطة