العلامة السيد محسن الأمين (طاب ثراه) وانتسابه إلى المجمع العلمي  العربي . .

25/01/2021

العلامة السيد محسن الأمين (طاب ثراه) وانتسابه إلى المجمع العلمي العربي . .

العلامة السيد محسن الأمين (طاب ثراه) وانتسابه إلى المجمع العلمي  العربي . .

 

العلامة الشيخ حسن البغدادي العاملي

 

وهذا المجمع صار يُعرف لاحقاً بمجمع اللغة العربية ، انتسب السيد الأمين إلى هذا المجمع سنة 1361 هجري ، واستمر  إلى آخر حياته سنة 1952م وكان معه عضوان من حي الأمين :

 

الشاعر  الأديب تقي البغدادي  المتوفى  سنة 1945م ، والدكتور أسعد الحكيم  المتوفى سنة 1979م .

 

وهناك  رسالتان  بخط السيد الأمين ، موجّهتان إلى  الأستاذ

 

(محمد بك كرد علي ) رئيس المجمع العلمي  العربي ، الرسلة الأولى :

 

هي جواب  لرئيس المجمع العلمي ، على رسالته التي أرسلها لسماحة  السيد الأمين ، ويطلب فيها عضوية سماحة  السيد لهذا المجمع كي تتم الفائدة .

 

الرسالة الأولى :

 

وهذا نصّ الرسالة الأولى التي أرسلها السيد الأمين إلى رئيس مجمع العلمي  العربي :

 

حضرة الأستاذ محمد بك كرد علي  رئيس المجمع العلمي العربي

 

سلام عليكم . .

 

وصلتني رسالتكم  الكريمة  المنبئ بانتخابي عضواً مؤزراً لمجمعكم الموقر . وقد سبق  أن أهديت لمكتبة المجمع  العامرة  نسخة  واحدة  من جميع مؤلفاتي .

 

والسلام عليكم ورحمة  الله وبركاته

 

دمشق 15المحرّم1361هجري

 

محسن الأمين الحسيني

 

الرسالة الثانية :

 

إلى  الأستاذ  العلامة  محمد كرد علي  حفظه الله:

 

سلام عليكم . .

 

سبق أن انتخبتني هيئة مجمعكم الموقر عضواً في المجمع العلمي العربي  بدمشق  فشكرت  لكم  ولها حسن ظنها في ولسوء الحظ ألح رسوكم يومئذ  بأخذ الجواب مني  ولم يكتفِ بالإشارة على الظرف  بالوصول فكان الجواب جواب استعجال وقبل شهر أو أزيد حرّرت كتاباً ثانياً يتضمن  شكري لكم وللهيئة ، على  ذلك وأصحبته بمؤلفاتي  جميعها  هدية  لمكتبة مجمعكم الموقر فشاءت التقادير  أن يضع الرسول الكتاب  ويضع الكتب  في بعض الدكاكين وأن لا أعلم بذلك إلا  اليوم  فجئت بكتابي هذا معتذراً راجياً قبول العذر وقبول الهدية وإعلامي  بوصول الكتب والكتاب

 

والسلام عليكم  ورحمة  الله وبركاته

 

دمشق 16 ربيع الثاني سنة 1361هجري

 

محسن الأمين الحسيني

 

الانتساب  إلى هذا المجمع يكشف عن أفق ٍ واسعٍ للسيد الأمين ، وأنه فعلاً لم يقدم من النجف الأشرف ، ليكون إمام مسجدٍ في هذا الحي أو ذاك في سوريا ، وإنّما كان يفكّر فعلاً على الصعيد الإسلامي  العام ، والعربي في قبال الهمجيّة  العثمانية  والفرنسية ، وهذا الانخراط الشامل ، مع مختلف  الفعاليات الروحية  والفكرية  والثقافية ،لتفعيل هذا المنهج الفكري  الذي خطّط له السيد الأمين ، مذ  كان في النجف الأشرف ، وأنه أراد أن ينهض  ضمن مسارٍ كامل  متكامل ، يبدأ هذا  المشروع ، من لمّ الأطفال من الشوارع ، إلى احتضان المجتمع  ، كي  يرتقي به إلى  الوعي والاكتفاء الذاتي ، وصولاً إلى تخريج الكوادر  ليقوموا  بدورٍ علمي واجتماعي على مساحة  القطر ، مضافاً للانخراط ب (المجمع العلمي العربي )، الذي  يضمّ العديد من الكوادر الفكرية  والثقافية  واللغوية ، كي يحفظ للمجتمع لغته العربية ، حتى لا تُصبح هجيناً ، وبالتالي  تتلاشى  مع الزمن ، كما شاهدنا  بعض دول أفريقيا  الذين  لا يعرفون  اللغة العربية، وإنما يتكلمون  بطلاقة  باللغة الفرنسية ، وكي  لا نقع بهذا الإشكال ، كان لابُدّ من المواجهة  والتصدّي ، وهذا لا يكون بإطلاق  الشعارات  وعدم  الترحيب بالمحتلّ  فقط ، بل لا بُدّ من مسارٍ عملي يبدأ بالمدرسة ، وينتهي بمجاميعَ لغوية .

 

نقلاً عن كتاب المنهجُ العلمي والإصلاحي في فكر العلّامةُ المُجتهد السيّد مُحسن (الأمين طاب ثراه)، الشيخ حسن البغدادي العاملي، الجُزء الأول، الصفحة 135.

اخبار مرتبطة