قراءة المنهج التقريبي في فكر العلامة الشيخ محمد جواد مغنية (قده)

23/01/2015

قراءة المنهج التقريبي في فكر العلامة الشيخ محمد جواد مغنية (قده)

 


الشيخ بغدادي: الحوار ضرورة لتفعيل دور المؤسّ وطنية للتخفيف من التوتر في الخطاب السياسي
\

أكّد عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي على ضرورة الذهاب إلى الحوار حيث قال: ما أحوجنا اليوم إلى ذهنية الحوار الجدّي والحقيقي في ظلّ التحديات القائمة والتي تستهدف الإسلام والمسلمين بمختلف إنتماءاتهم المذهبية والفكرية، ولا يتصوّرن أحدٌ أنّ فريقاً بعينه هو المستهدف، فإذا تجاوز عدد القتلى بين داعش والنصرة الآلاف من المقاتلين وعدد القتلى من المجتمع المدني في سوريا والعراق بما يفوق التصوّر من الإخوة السنّة لمجرّد أنهم لم يبايعوا أبو بكر البغدادي، فيصبح الحوار بين علماء المذاهب وفتح باب الإجتهاد على مصرعيه أكثر من واجب.

ومن هنا إنطلق الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل لكونه حاجةً وطنية لتأمين الإستقرار وقطع الطريق على المتضرّرين، كما سيُخفّف هذا الحوار من التوتّر في الخطاب السياسي، ويمنع من إيجاد بيئة حاضنة للإرهاب التكفيري الذي يُشكّل خطراً على جميع اللبنانيّين، مضافاً لكونه فرصة لتفعيل عمل المؤسّسات.

كلام الشيخ حسن بغدادي جاء في الندوة الفكرية التي نظّمتها جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي في بلدة أنصار الجنوبية تحت عنوان:
"قراءة المنهج التقريبي في فكر العلامة الشيخ محمد جواد مغنية (قده)"
لقد عالج الشيخ محمد جواد مغنية مواضيع عديدة في العلاقة بين الحوزات العلمية والجامعات، أو دور رجل الدين في المجتمع، مضافاً للإصلاح السياسي والمجال اليوم لا يتّسع إلى التعرّض إلى الدور الكبير الذي قام به الشيخ مغنية ومنها قدرته على مخاطبة الجيل الصاعد جيل الشباب، عندما كان الشباب في ذلك الوقت ليس لديهم وسائل إعلامية تنقل إليهم الأفكار والرؤى التي يتطلعون إليها، واستطاع الشيخ مغنية أن يبسط الأفكار والمفردات بما تنسجم مع طبيعة تلك المرحلة.

عنوان مداخلتي اليوم هي قراءة في المنهج التقريبي، عند العلامة الشيخ محمد جواد مغنية هناك الكثير من النظريات التقريبية التي طرحها رجال الإصلاح من علماء ومفكرين وهي في الغالب كانت تبحث عن آليات أشبه ما تكون مشروع (هدنة بين متناحرين) وإن كان البعض منها قارب مفهوم تعدد المذاهب الإسلامية من الناحية الفقهية الأكثر جدية كما فعل العديد من علماء المذاهب، وبالأخص ما أطلق عليه (بالفقه المقارن) كما فعل الشيخ الطوسي قبل ألف عام في كتابه (الخلاف) أو ما ذهب إليه  العلامة الحلي وتلاميذه ومنهم الشهيد الأول الشيخ محمد بن مكي الجزيني وسار على نفس المسلك الشهيد الثاني وعلماء آخرين.

لكن المسلك التقريبي عند الشيخ محمد جواد مغنية كان يختلف عن بقية المناهج التقريبية، فكان الأكثر تطوراً عنده التقريب بين المذاهب من خلال التشريع ودور العقل، وإدخال الخلاف بين المذاهب الإسلامية ضمن إطار الإجتهاد القائم على مصلحة المسلمين بما ينسجم مع تطوّر الحياة.

لذلك عندما ذهب الشيخ مغنية إلى جواز أن يتعبّد المسلمون بأي مذهب من المذاهب الإسلامية الخمسة كما ذهب شيخ الأزهر الشيخ شلتوت إلى هذا المبنى عام 1960م، إذ لم يكن المقصود بجواز التعبّد هو التخيير إبتداءاً، وإنما إذا اقتنع المسلم باحد هذه المذاهب يجب عليه الإلتزام به.

وهذه الفتوى من الشيخ مغنية هي ليست للمجاملة بقدر ما هي قناعة فقهية ناتجة عن فهم الشيخ مغنية لحقيقة الإجتهاد.

كان يرى الشيخ مغنية أنّ العَالِمَ الذي يتعصّب لأي مذهب هو أسوأ حالاً من الجاهل، فهو بهذا لم يتعصّب للدين والإسلام وإنما تعصّب لصاحب المذاهب.

وأضاف أنّ العقل لم يفرض علينا متابعة هذا المذهب بالخصوص، وإنما العقل أمر بوجوب الإلتزام بما صدر عن الشرع المقدّس ووجوب فتح باب الإجتهاد للوصول إلى الحكم الشرعي، فمخالفة أي مذهب ليس فيه مخالفة لحقيقة الإسلام بل هي مخالفة لصاحب هذا المذهب ثم يُبين الشيخ مغنية أهمية الإجتهاد التي نتجت عن تعدّد المذاهب التي لم تكن في بداية الدعوة الإسلامية، وجاء الإجتهاد ضمن هذا التعدّد ليكون نقطة قوة للإسلام وليحلّ مشاكل المسلمين.

وعمل الحكّام الظلمة على إغلاق باب الإجتهاد ليتحوّل التعدّد من نقطة قوة إلى نقطة ضعف، فكان التعصّب والتكفير، فكان قوة للحاكم الظالم لعدم الإعتراض عليه، وفتح باب الإجتهاد يجعل الحاكم الظالم يخاف من حرية الرأي، ولهذا بحجة حماية الدين عملوا على إغلاق باب الإجتهاد.

الشيخ مغنية يوضح المسألة أكثر ويفلسف دور العقل فيقول: الإجتهاد ينسجم مع تطور الحياة، والدين لا ينفك عن العقل، وسد باب الإجتهاد يكون سدّاً لباب الدين.

فالإجتهاد: هو إنطلاق العقل وإفساح المجال لإستنباط الفروع من أصولها.

فإذا منعنا دور العقل فهذا يلزم أن تكون قد حجّرنا على الدين لأنه يلزم سد باب الإجتهاد والوقوع بأحد محذورين:

الأول: أن يكون سد باب الإجتهاد سد لباب الدين.

الثاني: أن يكون العقل لا يدعم الدين ولا علاقة له به، وهذان الأمران مستحيلان بحكم العقل والدين، لذلك الشيخ مغنية يذهب إلى نظرية فيما لو أنه أتيحت فرصة أن يجتمع علماء المذاهب الإسلامية ويناقشوا الأمور ضمن مصلحة المجتمع القائم على النصوص الصحيحة والإلتزام بالمبنى الذي يتوصّلون إليه.

وهذا المبنى التقريبي لم يمنع الشيخ مغنية من مناقشة شيخ الأزهر (الشيخ شلتوت) في فتوى أصدرها وهي جواز التصدّق بثمن الهدي عن عدم القدرة من الذبح في منى ورد عليه الشيخ مغنية بأن هذه الفتوى غير صحيحة: لأن الهدي ليس صدقة حتى يدفع المكلّف ثمنها عن عدم القدرة، وعلى تقدير أنها صدقة فالحكم هو الذبح، وعند التعذّر يسقط التكليف والبديل يحتاج إلى حكم آخر.

بدوره إمام مسجد القدس في صيدا سماحة الشيخ ماهر حمود عالج عنوان
(المنهج التكفيري: خطره وطرق معالجته) وممّا جاء في كلمته:


\

أنّ المنهج التكفيري لم يكن ولادة اليوم المدعوم من أميركا ومن بعض دول المنطقة، بل هو موجود منذ صدر الإسلام والأكثر وضوحاً ظاهرة الخوارج والوهّابية وغيرهم التي خرجت من تلك الظاهرة، فإنّ وجودهم غير مرتبط بالكامل بالدعم الخارجي، على خلاف حركة الدواعش اليوم الذين حملوا راية المنهج التكفيري ولكن وجودهم بالكامل هو متوقف على الدعم الأمريكي وبعض دول المنطقة التي سوف تكتشف أنّ ذلك لن يكون في صالحها، واعتبر حمود أيضاً أن المنهج التكفيري ينمو ويتطور بسبب بعض الممارسات السلطوية الخاطئة التي أوجدت أرض خصبة لنشوء مثل هذه الحركات التكفيرية.
وأضاف سماحته أن القضاء على هذه الحركات لا يتمّ إلا بإيجاد نظام عادل واتباع سبيل الحوار والعمل على تجفيف المنابع الداعمة لهذه الحركات على قدر المستطاع، وكما شدّد على أنه يستحيل أن يكون لهذا النهج أي المستقبل في أي كيان لأن هؤلاء الناس لا يمكن أن يعيشوا أو يبنوا بناءاً أو يغرسوا غرساً.

واعتبر أن وجود هذه الحركات ما هو إلّا عقوبة إلهية لكل من لم يقبل بالمقاومة وبشكلها، وبإيران وبشكلها، وأقول لأصحاب العقول الضيقة الضعيفة التي لا تعرف الفرق بين الإختلاف الفقهي والإختلاف السياسي والتي تعمل لحسابات خارجية تخدم مصلحة تل أبيب، عليكم أن تدركوا هذه الحقائق جيداً.
وعن موضوع الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل إعتبر الشيخ حمود: أنّ جميع اللبنانيّين يحبّذون هذا الحوار لما يعود بالمصلحة على الوطن ويخدم في تخفيف الإحتقان المذهبي القائم على عصبيات مذهبية، وأضاف أيضاً أن الحوار يساعد على حلّ المشكلات التي تساعد في ملء المراكز الشاغرة في الدولة، وأنّ الحوار سيستمر وسينجح مهما طال وإن تعثّر في بعض مراحله.

اخبار مرتبطة