المؤتمر الدّولي في فكر العالمين العلايلي ومغنية

25/09/2014

المؤتمر الدّولي في فكر العالمين العلايلي ومغنية

صور مؤتمر مغنية وعلايلي



نظّمت جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ومع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وتجمع العلماء المسلمين في لبنان


"المؤتمر الدّولي في فكر العالمين الكبيرين، الشيخ عبد الله العلايلي والشيخ محمد جواد مغنية"

وذلك في أجواء اسبوع الوحدة الإسلامية في قاعة الاحتفالات الكبرى، في قصر الاونيسكو في العاصمة اللبنانية بيروت.

كلمة الافتتاح كانت لسماحة المستشار الثقافي السيد محمد حسين رئيس زاده فقال:

نلتقي في هذه الأيام المباركة على صراط الوحدة والألفة والتواد. لنجدد عهداً أطلقه الإمام الخميني(قده) قبل ثلاثين عام، تحت عنوان اسبوع ا لوحدة الإسلامية، مضيفاً أن الوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية هي في حقيقتها أمر ديني وعقلي ذات مبادئ رئيسية في الشريعة المحمدية. من منطلق الآيات القرآنية والروايات الصادرة عن الرسول الأعظم(ص) وعن الأئمة(ع) ثم قال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي بنت أركان وأسس حكومتها على الأصول والقيم الإسلامية، تنظر إلى الوحدة كأصل رئيس حاكم على جميع سياساتها وقراراتها، وفي ذلك، صارت الوحدة الإسلامية هي إحدى أسمى القيم التي نادت بها الثورة الإسلامية في إيران. ثم أضاف: الحق يقال أن المراد الجوهري من الوحدة كما قال السيد القائد الإمام الخامنئي هو التعامل بين أبناء الأمة الإسلامية على صراط الموعظة الحسنة وعلى أساس المنطق والسلام والتراحم وختم قائلاً: إننا إذ نقيم مؤتمرنا الدولي هذا إحياءً لفكر وفقه العالمين الكبيرين نسأل اللّه تعالى أن يحفظ وحدة لبنان الشقيق بجناحيه المسلم والمسيحي وأن يصون وحدة المسلمين لإنجاز تقدّمم ونهضتهم.

ثم كانت كلمة رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان سماحة الشيخ أحمد الزين ومما جاء فيها: ... نرى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه قد بيّن لنا أن وظيفة العلماء هي استمرار لوظيفة الأنبياء وذلك، حينما قال: العلماء يحملوا على عواتقهم هذا الارث جيلاً بعد جيل ثم أضاف سماحته: أن لقاءنا هذا هو لتكريم عالمين جليلين ولن آتي على ذكر العدد الكبير من الكتب التي تركها لنا هذان العالمان الجليلان وسأكتفي بذكر كتاب المعجم الكبير الذي طبع في أربعة عشر مجلداً، وكتاب المرجع وهو معجم وسيط وكتاب مقدمة لدرس اللغة العربية جميعها تبرز اهتمام وجهود الشيخ عبداللّه العلايلي في خذمة اللغة العربية ولا ننسى كتاباً بعنوان أشعة من حياة الحسين وآخر بعنوان تاريخ الحسين، يؤكد سماحته من خلالهما إيمانه بعظمة الإمام الحسين عليه السلام، وتتبعه الحثيث لأقواله أما لسماحة الشيخ محمد جواد مغنية فأني أذكر كتابه الفقه على المذاهب الخمسة الجعفري والحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي لنرى هذا الكتاب مرجعاً في الفقه لجميع العلماء من جميع المذاهب، وكيف تلتقي هذه المذاهب في كثير من الأحكام الشرعية والفرعية. هذا وقد دعا سماحته إلى نبذ العصبية المذهبية ويقول في مقدمة كتابه إن الذي يتعصب لمذهب أي مذهب هو أسوأ من الجاهل وذلك، لأنه لم يتعصب للدين أو للإسلام، وإنما تعصب لصاحب المذهب، وجاء في ختام كلمته سماحتة: وهكذا يجتمع العالمان الجليلان على نبذ العصبية المذهبية والدعوة للوحدة بين المسلمين سنة وشيعة، وصولاً إلى الوحدة الوطنية.

ثم تلاه عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي، حيث أشار بالدور الإصلاحي والتقريبي للعلامتين مغنية والعلايلي، كونهما من رواد الإصلاح الديني والسياسي وأضاف: "ان العالمين مغنيه والعلايلي عملا بقوة للتقريب بين المذاهب وكان لكل منهما منهجا وحدويا، ويشتركان في الكثير من المفاهيم الفكرية، فكل منهما دعا الى الاصلاح الديني وانتقاد النجف الاشرف والازهر الشريف".

ثم كانت كلمة أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، سماحة الشيخ محمد علي التسخيري، فقال: قبل كل شيء لي شرف الحضور إلى لبنان، بلد الجمال والمقاومة وأضاف أن من أهم خصائص هذه الأمة الوحدة وبدونها لا يمكن لها أن تدعي أنها تمتلك الخصائص القرآنية لأن القرآن الكريم لم يترك سبيلاً إلا وسلكه إلى الوحدة. من ضمن هذه السبل وحدة العدو لهذه الأمة ومن سبلها أيضاً التقريب بين المذاهب والأفكار، فالإسلام لا يدعو إلى وحدة الفكر إنما يدعو إلى اتحاد المواقف العملية، لهذا تم إنشاء المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، لمواصلة الطريق الذي اختطه السلف الصالح أمثال سماحة الشيخ شلتوت والبنّا، والبروجوردي.
وأَضاف: لقد أقام مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمرات ومجالس عديدة لتكريم علماء من السنة والشيعة، وهو يشجع على كل محاولة من هذا القبيل، ولهذا كان لنا شرف دعم وتشجيع هذا المؤتمر مع جمعيات مهمة أخرى وأشير إلى أن هذين العالمين الجليلين الشيخ العلايلي والشيخ مغنية كلٌ بحرٌ بمفرده ولا يمكننا تعداد هذا النتاج العظيم الذي تركه الجليلين للأمة في مؤتمر واحد.

ثم كانت الكلمة لمعالي وزير الثقافة اللبناني الأستاذ تمام سلام، ألقاها نيابة عنه مدير عام الوزارة الدكتور عمر حلبلب فقال: إن التغيير والإصلاح والوحدة وهي عناوين المؤتمر، مفاهيم أساسية في الأديان السماوية، وأضاف إننا نواجه اليوم مخاطر كبيرة تجنح بالإيمان والدين بصورة عامة نحو ضحالة الفكر الاستهلاكي الذي بات أخطر أهداف العولمة ونتائجها السلبية على المجتمعات، إن اختيار هذين المفكرين الكبيرين هو اختيار معالجة الموضوع في إطار فكري نهضوي عقلاني، بسبب ما تميزا به من كتابات ونقاش هو قمة الحوار العاقل القادر على إنتاج مفاهيم قادرة على تجاوز مخاوف الصدام مع الحداثة في عالم سريع التغيير في كل الاتجاهات فالشكر الجزيل للذين دعوا لاسبوع الوحدة، وللمؤتمر الدولي في فكر العالمين الكبيرين، الشيخ عبداللّه العلايلي والشيخ محمد جواد مغنية، للإضاءة على آثارهم الفكرية والعلمية المميزة، وأضاف الدكتور عمر حلبلب قائلاً: إن الحديث عن التجديد الثقافي والفكري في الفضاء المعرفي لا يعني العمل على استحداث قيم جديدة لا أصول لها أو لا تناغم فيها مع الأصول الفكرية والعقائدية، وختم قائلاً: حسناً فعل منظمو هذا المؤتمر في اختيار الموضوع والمفكرين اللذين يعبران فعلاً عن أهم الأهداف المشتركة التي تخدم الحركة التقريبية المعاصرة بين الأديان والمذاهب من خلال الثقافة والفهم العقلاني للجذور، ومعاصرتها للحاضر والمستقبل.

ثم كانت الكلمة لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ألقاها سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فقال: في واحدة من عناوين الضمانات التي قرنها اللّه تعالى بهمة الرجال وصيانة الأفكار، قال رسول اللّه(ص) "رب همة أحيت أمة " ليحكي لنا بذلك شرط الأمة في الفردّ.. هذا المعنى بنفسه كان الداعي للاحتفاء بهذين الرجلين العلمين فقد أمكن للشيخ عبداللّه العلايلي أن يقرأ المقامات النبوية من وراء الحرف وأن يغوص في تتبع سلطان الأدلة، مجمع خطابات النبوة في مدارج كتابه تاريخ الحسين(ع) أما الشيخ محمد جواد مغنية فطبيب دوّار بطبه قد أحكم مراهمه فانتشر في الآفاق، ثم أضاف في هذا المحفل الكريم نؤكد أن قيمة العالم موقوفة على دوره الوظيفي في إصلاح الأمة وتماسكها ووحدتها طلباً لدورها الريادي في الحضارة العالمية والنظام الدولي، وهنا لا بد أن ننوه بدور الجمهورية الإسلامية في إيران، الرائد في التقريب بين المذاهب، والسعي لاستكمال عناصر الوحدة ثم ختم قائلاً: قد قيل: الوطن أرض حراسه ناسه وحكامه أمناؤه وحكاماؤه علماؤه ولا يصلح الحاكم إلا بطبابة الشعب.

الشبخ هشام خليفةالكلمة التالية كانت لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ألقاها نيابة عنه سماحة الشيخ هشام خليفة فقال: إنها لفتة كريمة مباركة من المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ومن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وكذلك من تجمع العلماء المسلمين وجمعية الإمام الصادق(ع) لدعوتهم الوحدوية والحضارية هذه بإقامة مؤتمر دولي لتكريم عالمين علميّن كبيرين من علماء العالم الإسلامي وهما سماحة العلامة الشيخ عبدالله عثمان العلايلي وسماحة العلامة الشيخ محمد جواد مغنية.
ونحن في دار الفتوى وباسم صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية نحيي القائمين على هذا العمل العلمي الوحدوي الذي حقق إيجابيات جمّة منها:
تكريم لمن يستحق ذلك، والذين هم محل تكريم من اللّه تعالى ورسوله(ص) وتالياً تأكيد عملي على نشر ثقافة الوحدة والتلاقي بين المسلمين، خاصة ونحن في أجواء اسبوع الوحدة الإسلامية، أيضاً هذا المؤتمر يضفي أجواء من الاستقرار والاطمئنان لدى العامة والخاصة من المسلمين، وينزع فتائل العصبية والتعصب، وذلك، عندما يجمع في تكريمه بين عالمين علمين من أعلام علماء السنة والشيعة في إطار حضاري متطور منفتح على أسس من الفكر المستنير.
وختم نتمنى لمؤتمركم التوفيق وتحقيق الأهداف المرادة منه، وأن يكون باكورة خير لشحذ الهمم وتحريك الإرادة لدى المعنيين للاهتمام بعلماء الأمة وتكريمهم.

ثم كانت كلمة نائب الأمين العام لحزب اللّه سماحة الشيخ نعيم قاسم فقال: إذا تحدثنا عن مجموع الكتب التي كتبت والمواقف التي أطلقت والاداء العلمي في الحياة اليومية لعالم قدّم الكثير في هذه المسيرة لما استطعنا أن نميز عمن نتحدث عن العلايلي أم عن مغنية إلا إذا دخلنا في التفاصيل، فقد ركّز هذين العالمين على أمور عدّة: الوحدة الإسلامية كل من موقعه هنا نستذكر ما قام به الإمام الخميني بإقامة اسبوع الوحدة الإسلامية بين تاريخي الميلاد المبارك للرسول(ص) عند السنة والشيعة، فقال مغنية: التعصب لمذهب هو لصاحب المذهب فلنتعصب للدين وللإسلام وليس للمذهب، كذلك العلايلي فقد دخل مدخلاً له تعبير واقعي وعملي كتاباته عن الإمام الحسين(ع) فقال عنه: هو ملتقى عظمات ومجمع أفذاذ فكما حارب النبي الجدّ الوثنية في الفكر حاربها الحسين(ع) في المجتمع تم تطرق سماحته إلى رؤية الشيخين عن فلسطين والموقف المشترك تجاه العدو عندما صرح الشيخ مغنية أن الحق لا يستعاد عبر مجلس الأمن إنما بالقوة، كذلك قال الشيخ العلايلي: ما نمتحن به في فلسطين يراد به محونا وما لا نمحوه يمحونا أضاف الشيخ قاسم قائلاً: مشكلتنا في التعصب المذهبي وفي الطائفية وفي إسرائيل، فهذه فلسطين قضية الوحدة ومن خلالها نتوحد عملياً وتتوحد قوانا.
ثم أضاف علينا الاستفادة من التحولات في العالم بفضل المقاومة، فقد كنّا نرى التباكي في الأمم المتحدة والمؤمرات في مجلس الأمن ولم تتغير إلا بالمقاومة. كم أخطأوا بحقنا. الآن يطلقون نداءات للحوار. ثم أضاف نحن في فرصة ذهبية لننتقل في لبنان إلى حال أفضل يحمينا توافقنا، تحمينا وحدتنا الإسلامية وتجعلنا نعبر إلى الوحدة الوطنية.

ثم كانت كلمة سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الأستاذ محمد رضا رؤوف شيباني فقال: إن الدعوة الإلهية دعوة توحيدية لعبادة اللّه الواحد ليكون اللّه سبحانه وتعالى محور الحب والعبادة، والاعتصام بحبله طريق لقوة الأمة وعزتها. ومن منطلق الالتزام بالوحي الإلهي بالوحدة كان هذا المؤتمر. إن الثورة الإسلامية في إيران وقائدها الإمام الخميني عملت على وحدة المستضعفين والمسلمين لأن الوحدة توصل إلى الحقوق لهذا قال الإمام أن الوحدة هي سر الانتصار، فعلى هذا النهج تمضي الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخامنئي والدكتور أحمدي نجاد، وفي هذا السياق فإيران تدعم الوحدة وخصوصاً الوحدة الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني وختم شيباني كلامه بالتمني للمؤتمر والمشاركين فيه التوفيق لإعلاء راية الوحدة والتوحيد.

كلمة ختام حفل الافتتاح كانت لراعي الاحتفال دولة رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري فقال:
كنت سأسلك طريق الجواب على سؤال: أين الخطأ؟ ولكن رأيتني مشدوداً إلى عناوين المناسبة الشيخين الجليلين العلامة واللغوي الشيخ عبد اللّه العلايلي والعلامة المعرفي الشيخ محمد جواد مغنية، في استنباط أجوبة على سؤال أين الصواب في الكثير من المسائل الدينية والدنيوية... يوماً بعد يوم وجدتني وقد أخذتني سلاسة النص والمعاني والبلاغة الأنيقة المتوارية خلف ألف باب وباب، قد تشعبت بما ذهب إليه الشيخ العلايلي من حب الحكمة والمعرفة والعبور إلى النور، وما ذهب إليه الشيخ مغنية في بحثه عن الحياة التي توفر الخصب والأمان والعلم، للشيخ العلايلي جسر الحداثة والتجديد القائم بين الأمس واليوم والغد، بيروت بيت ومكتبة وصومعة وريشة ومحبرة وكتاب، الشيخ عبداللّه العلايلي، لبيروت المدينة ميناء الشرق ومجتمع أهل العلم والأدب والفكر والتي هيأت لنهضة الشيخ مصطفى الغلاييني والشيخ عبد الرحمن سلام ولبيروت صومعة الإمام الاوزاعي، للشيخ محمد جواد مغنية الذي كان كالوقت لا ينعس ولا يستريح، ممسكاً ريشته وهو ينحت مخطوطاته محتكماً في كل كلمة إلى العقل والإسلام والقرآن الكريم، لشيخ عاملة الذي قسى عليه الزمن كما على الشيخ العلايلي فسكنهما الألم والكتابة في بيروت، التي كانت محكومة إلى القلق والغموض، للشيخين ولكم وللجمهورية الإسلامية في إيران ألف تحية.
بداية أتوجه بالشكر الخالص إلى اللجنة المنظمة لأسبوع الوحدة الإسلامية على تكريمي برعاية هذا المؤتمر، كما أتوجه بالشكر ثانية إلى المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ولتجمع العلماء المسلمين.
أضاف دولة الرئيس بري قائلاً: إن الانتباه الآن وفي هذه اللحظة السياسية لعقد هذا المؤتمر على اسم شيخين توحيديين لهما سيرة علمية إصلاحية مشرقة، أمرٌ يستدعي الشكر والتنويه بمواجهة استراتيجية الفوضى البنّاءة، المستمرة في بث التوترات الطائفية والمذهبية. إننا نتعلم من الشيخين الجليلين ومن مدرسة الوحدة والتقريب التي أسّساها على مساحة الجغرافيا والناس، من الأزهر إلى النجف إلى قم ومن بيروت إلى جبل عامل، وكما نتعلم من الإمام الذي حمل راية الأمل وسلك طريق أمل الأمل والخط نفسه، سماحة الإمام السيد موسى الصدر ونتعلم ان القرآن الكريم يؤكد على وحدة الأديان.
يكفي شيخ اللغة شيخ بيروت والقاهرة أنه انتبه إلى خداع الألفاظ، ثم ها نحن أيها الشيخان لن نترك أمركما إلى استراحة حيث لا زلنا نقطع المسافة الطويلة بين الصبر المرير وسراب الماء في عالمنا المسكون إلى أنماط لها أول وليس لها آخر من أنواع السلطات التي لا تنفك تسقط في كل امتحان من الجنوب إلى غزة إلى العراق و غداً لا أدري. من يدري ها أنتما مندهشان لحالنا، وما نحن فيه، حيث لم ننتبه إلى دور الزمان أو المكان في الاجتهاد عندكما، فأصبحنا وكادت الجغرافيا أن تضيع وكاد الوقت أن يهدر.
ها نحن نستدعي حضوركما في هذه اللحظة الوطنية من أجل الوحدة ومن أجل أن نكون شركاء في الوطن، وها نحن نؤكد على ما ذهبتما إليه من أجل إعلاء شأن المسلمين ارتكازاً على قاعدة: لا نجاح بلا تخطيط، بدءاً لعلاقة الانسان بربه إلى علاقة الفرد بمجتمعه، وتجاه عدوه، وللحكم العادل وللتربية والثقافة، ثقافة تبني المقاومة.

ومن ثم تحول المؤتمر إلى جلسات متخصصة لأكثر من ثلاثين محاضراً تناولوا العديد من جوانب شخصية كل من المحتفى بهما.


عناوين الجلسة الأولى:
- أدار الجلسة سماحة الشيخ محمد علي التسخيري من المؤتمر الدولي في فكر العالمين الكبيرين الشيخ عبد الله العلايلي والشيخ محمد جواد مغنية تحت عنوان: "الوحدة الاسلامية والتقريب".
- وكان أول المتكلمين الشيخ حسين غبريس عن تجمع العلماء المسلمين الذي ركز في كلمته على مواكبة الشيخ محمد جواد مغنية للعصرنة بما يتماشى مع تطور الحياة وحركتها وعلى اعتماده نظرية الوحدة بين المسلمين.
- بعده تحدث مدير عام قناة المنار الاستاذ عبدالله قصير عن تجربة المنار في بث الخطاب الوحدوي الاسلامي في مواجهة ما يبثه الغرب واعلامه المتصهين لاشعال ارهاصات الفتنة المذهبية في اكثر من ساحة في منطقتنا الاسلامية والعربية.
- وأكد رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب الشيخ الدكتور خالد الملا على ضرورة الوحدة بين المسلمين.
- أما أمين عام الفريق العربي للحوار الاسلامي -المسيحي الدكتور رياض جرجور كانت محاضرته عن التقريب بين الاديان.
- في نهاية الجلسة الأولى كانت محاضرة رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي الحاج عمر غندور تحت عنوان: التاريخ بين البعدين الزماني والمكاني في المفهوم الاسلامي.

عناوين الجلسة الثانية:
- ترأس الجلسة الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك كان محور الجلسة الثانية "عن العلامة الشيخ محمد جواد مغنية".
- وكانت المحاضرة الأولى لرئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية سماحة الشيخ محمد علي التسخيري؛ وقد تحدث عن الدور التقريبي للعلايلي ومغنية
- أما الباحث والداعية سماحة الشيخ حسن الصفار فتحدث عن مقومات الشجاعة الفكرية في شخصية الشيخ محمد جواد مغنية
- وكانت محاضرة مساعد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الدكتور قدرت الله علي زاده تحت عنوان: مغنية والعلايلي وجرأة العالمين في مواقفهما.
- وتناول الكاتب والباحث الاستاذ محمود حيدر موقعية الفلسفة في فكر مغنية
- وكانت للدكتور هادي فضل الله محاضرة بعنوان: الاصلاح السياسي في فكر محمد جواد مغنية.
- هذا والقى سماحة الشيخ صادق النابلسي كلمة سماحة الشيخ عفيف النابلسي؛ وكانت تحت عنوان: مغنية شاشة النور التي لا تضيء الا بعد ان تحترق.

عناوين الجلسة الثالثة:
- ترأس الجلسة سماحة الشيخ حسن الصفار حمل محور الجلسة الثالثة عنوان: الشيخ عبد الله العلايلي.
- وكان أول المتحدثين الدكتور عبد المجيد زراقط الذي تناولت محاضرته شخصية العلايلي وسيرة تكونها.
- وكانت المحاضرة الثانية للدكتور وجيه فانوس بعنوان: الاجتهاد الحضاري عند العلايلي وأخذ كتابه ''اين الخطأ'' نموذجاً.
- وحاضر الدكتور علي زيتون حول العقلانية والعلمية في فكر الشيخ العلايلي واخذ ايضا كتاب العلايلي اين الخطأ نموذجاً.
- وكانت كلمة لسماحة الشيخ مصطفى ملص الذي قال: شتان ما بين النصوص الاساسية للدين الاسلامي وبين الواقع العملي لهذه الامة في كثير من نواحي الحياة.
- في النهاية القى نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الدكتور عمر مسقاوي محاضرة عن: العلايلي ومغنية في معترك الحداثة والتراث/ ذكريات جيل.

عناوين الجلسة الرابعة:
- ترأس الجلسة أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت(ع) سماحة الشيخ محمد حسن أختري خصصت الجلسة الرابعة "للشيخ محمد جواد مغنية".
- فكان أول المحاضرين سماحة الشيخ الدكتور جعفر المهاجر؛ فتحدث عن الشيخ مغنية كما عرفه عن كثب منذ زمالتهما في حوزة النجف الاشرف في خمسينات القرن الماضي.
- أما الكاتب والباحث الدكتور زكي جمعة فكانت محاضرته تحت عنوان: الاصالة والتحديث التاريخي عند العلامتين العلايلي ومغنية
- وتناول رئيس وكالة انباء التقريب سماحة الشيخ الدكتور محمد مهدي التسخيري فقه العلامة مغنية واتجاهه التقريبي في كتابه الفقه على المذاهب الخمسة.

عناوين الجلسة الخامسة:
- ترأس الجلسة سماحة الشيخ ماهر حمود امام مسجد القدس في صيدا كذلك كانت الجلسة الخامسة والاخيرة لبحث" فكر الشيخ عبد الله العلايلي".
- وكان أول المحاضرين الدكتور سمير سليمان الذي تحدث عن العلايلي والغرب.
- ثم كانت محاضرة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية سماحة الشيخ محمد علي التسخيري تحت عنوان: العلامة العلايلي: سمو المعنى في سمو الذات.
- وتحدث الدكتور عصام نور الدين عن منهج الشيخ عبد الله العلايلي اللغوي وخاصة عن مقدمته اللغوية الشهيرة.
- وكانت محاضرة المحامي رشاد بولس سلامة حول اللغة والتأصيل عند العلايلي.
- وأخيراً كانت كلمة الدكتور فايز ترحيني عن السيرة الذاتية للعلايلي وتوقف عند ثلاثة عناوين هي: البطاقة العائلية؛ والبطاقة الذاتية والبطاقة الفكرية.

وفي ختام الجلسات صدرت دعوة إلى التجديد والتقريب بين المذاهب مع انتهاء أعمال المؤتمر الدولي في فكر العلايلي ومغنية، وخلاصة المؤتمر أن المحاضرين فيها عدد من الأكاديميين ورجال الدين والمتخصصين في المجالات الفكرية والثقافية والتاريخية ألقوا الضوء على سيرة الشيخين الراحلين الكبيرين ومواقفهما وتراثهما الكبير من الكتب والمحاضرات التي ساهمت بشكل فعالٍ في إثراء المكتبة العربية وساعدت على دفع حركة التجدد والتطور الفكري والعلمي التي راوحت مكانها ردحاً طويلاً من القرن الماضي، وقد ركز المحاضرون على ثلاثة جوامع مشتركة بين العلايلي ومغنية أولها الفكر التوحيدي الداعي إلى التقريب بين المذاهب والذي يتجاوز حواجز العصبيات الضيقة إلى أفق الإسلام الرحب؛ وخاصة أن المؤتمر عقد في ظل أسبوع الوحدة الإسلامية.
وثانيها النزعة التجديدية في الفكر وفي الموروث الثقافي والعلمي سعياً إلى مواكبة العصر ولإزالة المعوقات التي تقف بوجه تقدم الأمة العربية والإسلامية.
وثالثها ثباتهما على المبادئ وعدم مهادنة السياسيين ورفض مماشاتهم والسير في ركابهم على حساب الحق والحقيقة.



اخبار مرتبطة