ندوة فكرية عن العالم الرباني المرجع السيد محمد باقر الصدر قدس سره

12/09/2014

ندوة فكرية عن العالم الرباني المرجع السيد محمد باقر الصدر قدس سره

صور ندوة الشهيد السيد محمد باقر الصدر



نظمت جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي ندوة فكرية عن العالم الرباني المرجع

"السيد محمد باقر الصدر قدس سره"

في بلدة أنصار الجنوبية

حيث عالجت الندوة محورين :
ندوة الشهيد محمد باقر الصدرالمحور الأول :(المرجعية الدينية) عند المسلمين الشيعة بين النظرية والتطبيق وتحدث حول هذا الموضوع عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي، حيث استهلّ حديثهباستعرض مقام المرجعية عند الشيعة بما تُمثله من إستمرار لمقام المعصوم (ع) في زمن الغيبة، والتي هي ضمانة لاستمرار خط ونهج أهل البيت (ع).

واعتبر فضيلة الشيخ أن المرجعية الدينية هي حاجة دينية وإجتماعية لا يمكن الإستغناء عنها، فنحن لا نتحدث عن رسالة سماوية إنتهت برحيل نبيها، بل نتحدث عن الإسلام الحاضر الحيّ والمتفاعل مع حركة المسلمين بشكل يومي، فالمرجعية عندنا ليست موقعاً علمياً وفكرياً وثقافياً فحسب، بل هي حاجة دينية ووجودية للمسلمين، فمثلاً تصوّروا كيف سيكون المشهد لو أنّ الذي مرّ على الشيعة من زمن الغيبة وإلى اليوم، وليس هناك مرجعية تحفظ هذا الوجود وتدافع عنه وتحمي أفكاره ومناهجه؟!.

ثم تحدث الشيخ بغدادي عن دور المرجعية على امتداد كلّ هذا التاريخ، وكيف حفظت المدرسة الفقهية التي أسّسها الإمام الصادق (ع) والتي خرّجت الآلاف من الطلاب من بينهم رئيس المذهب الحنفي (أبو حنيفة) ورئيسالمذهب المالكي (مالك بن أنس) وكيف كانت هذه المدرسة سبباً في إنطلاقة المذاهب الإسلامية وبقائها إلى اليوم، إذاً هذه المرجعية الدينية لعبت دوراً في المحافظة على رسالة الإسلام بكلّ تشكيلاته ومذاهبه.

وعن الدور الذي قام به علماء الشيعة في الأزمنة المختلفة قال :
لقد قام علماء الشيعة بالدور والمسؤولية الملقاة على عاتقهم على أكمل وجه ولم يتردّدوا أو يخافوا وكان المعيار لعملهم دائماً مصلحة الإسلام والمسلمين وهذا ما نراه من عهد الشيخ الطوسي إلى العلامة الحلي، والشهيد الأول إلى الشهيد الثاني والمحقّق الكركي إلى نهاية الحكم العثماني سنة 1918 م في الحرب العالمية الأولى فقد واجه علماء تلك المراحل العهود المختلفة من المغول إلى الصليبيّين، والمماليك إلى العثمانيّين.

وعندما أعود إلى العهد القاجاري في إيران، وكيف واجه المجدّد السيد محمد حسن الشيرازي الإتفاقية التي أضرمها ناصر الدين شاه القاجاري مع البريطانيّين حول (التنباك) والتي نتج عنها مجيء أكثر من مئتي ألف أجنبي إلى إيران، مما اضطر المجدّد الشيرازي بعد التحذيرات المتكررة للشاه لإصدار فتوى، تحرّم على الشعب الإيراني زراعة وشرب واستعمال الدخان بكلّ أنواعه، ممّا أدّى إلى إلغاء الإتفاقية. وما صنعه المحقّق الشيخ الأخوند (صاحب الكفاية) من قضية المشروطة، وتجهيز العشائر في العراق للذهاب إلى إيران ومواجهة الغزو الروسي، وكذلك ثورة العشرين ضد الإحتلال البريطاني للعراق، ومواجهة الإحتلال الفرنسي في لبنان وما نتج عن مؤتمر وادي الحجير سنة 1920 م. وفي التاريخ الحديث ما قام به الإمام السيد الخميني من أعظم ثورة في المنطقة مستمدةً من فكر ومنهج أهل البيت (ع) حيث انتجت معادلة جديدة على صعيد الشرق الأوسط.

وفي ذكرى استشهاد المرجع السيد محمد باقر الصدر، يجب أن نستحضر القادة المخلصين الذين قدّموا جهوداً جبارة في سبيل الإصلاح والتغيّير من خلال الكلمة الطيبة والموقف الشجاع، فكانوا مدرسة في الفقه والأصول وعلماء كبار في التفسير والحديث، وقدموا مناهج في التربية والتنمية، فكانوا مركزاً للحضارة وصنّاعها لم يّهادنوا ظالماً، ولم يتخلّوا عن مظلوم، فمنطقهم الحق وسلوكهم الصواب، وكانوا رواد المنهج التقريبي من دون مجاملة أو تكاذب.

وفي حديثه عن الأوضاع في لبنان والمنطقة :

أكد أن حزب الله كان دائماً يُطالب بتشكيل حكومة وطنية يكون من أولوياتها المعالجة الأمنية المتدهورة في أكثر من مكان، والتنبّه بشكل جدي إلى الشأن المطلبي، فقد باتت الأوضاع الإقتصادية تُرهق المواطن ولا تطاق، وتحتاج الحكومة إلى خطة جديدة توقف الهدر والفساد.كما أشاد الشيخ حسن بغدادي في إنجازات الجيش اللبناني من متابعة دقيقة للإرهابيّين، وحرمانهم من البيئة الحاضنة في مختلف المناطق، حيث سيساعد هذا الإنجاز الأمني على تحسين الوضع الإقتصادي في البلد.

وفي الختام قال الشيخ حسن بغدادي : ان القوى الظلامية استطاعت ان تنال من جسد السيد الشهيد الصدر، لكنها لم تتمكن من منع إنتشار أفكاره ومدرسته، فبقيت المشعل الذي يضيء الطريق وسنبقى ملتزمين هذا النهج والطريق.

المحور الثاني: تحدث رئيس اللقاء العلمائي في صور سماحة الشيخ علي ياسين حيث قدّم إضاءات على سيرة الشهيد السيد الصدر، التي كانت منارةً ميّزته عن كثير من العلماء الكبار، من خلال سعة فكره وأخلاقه وتواضعه وزهده ورفضه لحياة الذلّ.

واستعرض الشيخ ياسين بعض ما شاهده وسمعه من السيد الصدر عندما كان طالباً في النجف وهو يحمل إليه رسالة من الإمام السيد موسى الصدر جرياً على العادة عندما كان الطلاب يغادرون معهد الدراسات في صور متجهين إلى النجف لاستكمال التحصيل العلمي، فكانوا يجدون في السيد الشهيد الأب الحنون الذي يعطف على أولاده، فيغدق عليهم من عطفه وحنانه، ويرعاهم مادياً ومعنوياً، وكان للسيد الشهيد علاقة خاصة بالطلبة اللبنانيّين حيث كان يرى إخلاصهم ومثابرتهم في الدرس ويتوعد لهم بمستقبل زاهر وواعد.


حضرالندوة علماء دين وقضاة وممثّل سعادة السفير الإيراني د - غضنفر ركن آبادي ورؤساء بلديات وفعاليات إجتماعية وثقافية.

اخبار مرتبطة