كان يقول:

13/08/2020

كان يقول:"بيت العنكبوت كثير على من يموت" سقطت داره على الأرض بعد دفنه

كان يقول:"بيت العنكبوت كثير على من يموت"
سقطت داره على الأرض بعد دفنه

 

العالم الزاهد الشيخ محمد بن خليل دبوق العاملي، صاحب الكرامات والمناقب التي ظهرت له في بنت جبيل وخربة سلم، وحي الأمين بدمشق.

 كان رحمه الله من العلماء الفضلاء الزهاد العباد في جبل عامل، فحضر على السيد جواد مرتضى في عيتا الزط (عيتا الجبل )، وعندما ورد إلى العلامة الشيخ موسى أمين شرارة سنة 1298هـ إلى بنت جبيل، وأطلق مشروعه الإصلاحي، كما شيّد مدرسة دينية، انتسب إليها الطلاب من مختلف القرى، ومنهم الشيخ حسين مغنية، والسيد محمد رضا فضل الله، والسيد نجيب فضل الله، والسيد محسن الأمين، والشيخ محمد خليل دبوق وغيرهم.. سكن الطلاب في بنت جبيل واستمروا في الدرس حتى رحيل الشيخ موسى أمين شرارة 1304هـ، حيث قرّر ترك جبل عامل والتوجه إلى النجف الأشرف ولم يمكث طويلاً بسبب أوضاعه الصحية، حيث عاد سنة 1308هـ. عُرف الشيخ محمد خليل دبوق بين أهل العلم والناس بالعالم الزاهد الذي يعيش الخشونة في مأكله وملبسه، وصاحب الأخلاق الرفيعة والذوق السليم، و كان شاعراً وأديباً، وكان كما ينقل رفيقه السيد الأمين في ترجمته في أعيان الشيعة:  يرفض الغيبة في مجلسه بشكل عجيب، ويرد المُغتاب بطريقة وأسلوب لا يزعجه ولا يخجله، وكان من صفاته أنه حاضر الذهنْ بحيث لا تحدث معه حادثة إلا وأنشد فيها شعراً في نفس اللحظة، فذات مرة أودع أمانة عند أحدهم، وهو كتاب مجلد بطريقة فاخرة، وعندما عاد ليأخذه منه وجده قد (قوّره) من الجانبين، وأخذ الجلد منه ووضعه لحجاب (عوذة) عنده، فأنشد الشيخ محمد خليل دبوق في ذلك بيتاً من الشعر:

وقد يُهلك الإنسان كثرة ماله                   كما يُذبح الطاووس من أجل ريشه

وأما منزله فكان خراباً، يكاد يقع على الأرض لشدة تصدّعه، وحاول معه كثيرون أن يعيدوا بناءه أو ترميمه، وكان يرفض قائلاً: " بيت العنكبوت كثيرٌ على من يموت".

وبعد موته حملوا جنازته في قرية خربة سلم ودفنوه في جبانتها سنة 1317هـ، وبعد أن أهالوا عليه التراب، سقط سقف بيته على الأرض، فكان كما قال: " بيت العنكبوت كثير على من يموت"، وكأنه أراد أن لا يترك شيئاً في الدنيا، يسأله الله تعالى عنه يوم القيامة، فيكون كما قال سلمان الفارسي (رضوان الله عليه): " هكذا ينجو المخفّونْ".

ففي يوم القيامة وعند الحساب، عندما يسأل المولى عز وجل الشيخ محمد خليل دبوق عن عمره فيما أفناه؟ فيجيبه: أفنيته بالعلم والزهد والورع والعبادة والوعظ والإرشاد وإصلاح ذات البين، وعن ماله من أين أتى به؟ وكيف أنفقه؟ فيجيبه الشيخ بالقول: يا رب لا مال عندي ولا شيء من حطام الدنيا، تسألني عنه.

اخبار مرتبطة