ولد العلامة السيد حسن يوسف مكي في قرية (حبوش) المتاخمة لمدينة النبطية سنة 1260 هـ قبل 173 سنة، تعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة في البلدة. قرر السيد حسن الإلتحاق بإحدى المدارس العلمية في جبل عامل، فكانت المدرسة القريبة عليه والمعروفة (مدرسة جباع) التي أسّسها الفقيه الكبير الشيخ عبد الله نعمة، فدرس المقدمات على الشيخ مهدي شمس الدين، الذي كان من أفضل الأساتذة في جبل عامل، فقرأ عليه المنطق والنحو والبيان والصرف واللمعة الدمشقية. وفي سنة 1287 هـ شدَ الرحال السيد حسن مغادراً جبل عامل إلى النجف الأشرف لاستكمال التحصيل العلمي ومتحدياً كل المصاعب في تلك المرحلة، وكان أهم أساتذته في النجف: الشيخ محمد حسين الكاظمي، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ محمد كاظم الخراساني المعروف (بالآخوند) صاحب الكفاية، والشيخ محمد حسن آل ياسين.. وكتب تقارير دروس هؤلاء الأساطين في الفقه والأصول. بقي في النجف مجداً محصلاً مدة 22 سنة، وعاد إلى بلدته حبوش، قبل أن يطلبه أهالي النبطية ليكون إماماً لهم. لم يكتف السيد مكي بإمامة الجماعة والقيام بالتبليغ الديني، بل انصرف إلى تشييد حوزة علمية خرّجت علماء أُطلق عليهم في تلك المرحلة بعلماء عصر النهضة، وبالفعل نجد طلاب مدرسة السيد حسن يوسف مكي امتازوا باللغة ونشر الأدب، ومواجهة التحديات، سواء الإحتلال الفرنسي المباشر أو تداعياته على اللغة وعلى الثقافة والأدب، وهذا ما قام به الشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ظاهر، والشيخ أسد صفا وغيرهم.. توفي السيد حسن يوسف مكي في النبطية في شهر رمضان المبارك 1324 هـ
