الذكرى السنوية ال92 لمؤتمر وادي الحجير

25/09/2014

الذكرى السنوية ال92 لمؤتمر وادي الحجير

صور مؤتمر وادي الحجير



نظّمت جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العاملي، بالتعاون مع إتحاد بلديات جبل عامل،


الذكرى السنوية ال92 لمؤتمر وادي الحجير "تكريما للجهود التي بذلت في سبيل تحرير الأرض والإنسان".

بلقاء فكري رعاه وحضره سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية غضنفر ركن آبادي الى جانب فاعليات وشخصيات ولفيف علمائي ومفكرين ومؤرخين.

مؤتمر وادي الحجيراستهل اللقاء بكلمة ترحيبية لرئيس إتحاد بلديات جبل عامل علي الزين رأى فيها أنه "على الرغم من مرور اثنين وتسعين عاما على انعقاد هذا المؤتمر الشهير، فإن هذا الثبات لا يزال متواصلا في موقف أهل هذا الجبل إلى الآن، حتى أصبح سمة خاصة وبارزة في أخلاقياتهم ومناقبهم السياسية". وقال "إن كلمات الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين وتوجيهاته، وعشرات العلماء، وصيحات صادق حمزة وأدهم خنجر، والثوار الذين انسلوا من كل حدب وصوب، ستبقى شاهدة على هذه المحطة الفاصلة وتلك المداولات الحاسمة، التي عقدت في خيام نصبت أوتادها على تراب هذه الأرض العاملية الطاهرة التي نقف عليها الآن، وبحثت في أكنافها خيارات كبرى وقضايا مصيرية، أرست لمعادلات سياسية وعسكرية وتاريخية جديدة، تركت بصماتها على مسيرة جبل عامل ومستقبل البلاد والعباد في لبنان وسوريا وفلسطين".

بدوره أكد آبادي "التمسك بهذا النهج الالهي المقدس في سبيل احقاق الحق ونصرة المظلومين والمستضعفين ودعم قضاياهم المشروعة، لا سيما المقاومة الشريفة للشعب اللبناني الأبي التي استلهمت من وقفة العز والاباء الرافض للمذلة من الامام السيد عبد الحسين شرف الدين نبراسا مضيئا في الجهاد والمقاومة، وحققت أول انتصار للأمة على العدو الصهيوني في ايار عام 2000، وسطرت بعده بجهد أبطالها ودماء شهدائها الانتصار الالهي العظيم في تموز 2006".

وقال: "هذه الأرض المباركة، وادي الحجير، تشهد على هزيمتهم، لأنها أرض وطأتها أقدام المجاهدين وعلى رأسهم السيد شرف الدين، وجبلت بعرقهم ودمائهم التي وضعت حدا للغطرسة والعدوان الصهيوني المستمرين على لبنان منذ احتلال فلسطين عام 1948، الذي كان وادي الحجير صرخة مدوية لانقاذها من براثن الإحتلال والعدوان".

أما عضو المجلس المركزي في "حزب الله" سماحة الشيخ حسن بغدادي، فقد ألقى كلمة الجهة المنظمة، وقال: "اذا كان يوم السبت في 24 نيسان من العام 1920 ممرا لحرية وادي الحجير، فإن الوادي اليوم أكثر حرية ومقاومة، وخصوصا بعد الانتصار المدوي في تموز 2006 حين دمر العدو الاسرائيلي تحت اقدام المقاومين من ابنائكم في المقاومة الاسلامية والمقاومة الوطنية اللبنانية".

وأشار إلى أن السيد عبد حسين شرف الدين تناول "الموقف القومي في مؤتمر وادي الحجير"، منوها بدوره "في نشر الثقافة الإيمانية والدينية ورفض الذل والهيمنة، والسعي لتأسيس كيان لبناني وضرورة تحقيق الحرية للشعوب العربية التي سعت إلى ذلك من خلال الثورة الكبرى ضد الوجود العثماني".

كما تناول عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض قضية وادي الحجير في الإجتماع والسياسية ودلالات التأريخ والحاضر، ورأى أنه "كان من الممكن لو ان السيد عبد الحسين شرف الدين وزملاءه من العلماء والزعماء السياسيين، كانوا قد تعاطوا بمنطق انتهازي صرف، لسوغ لهم ان يضعوا يدهم بيد الفرنسين على قاعدة الاستفادة من وجودهم في المنطقة، لاسيما ان موازين القوى في ذلك الوقت كانت مختلفة اختلافا كبيرا لصالح الفرنسيين، لكن على الرغم من ذلك، فإن السيد شرف الدين رفض هذه المنهجية بالمطلق ورفض وهاجم فكرة الأقليات".

وقال "إننا نمتد على اثر وعلى حبل هذه الشجرة المباركة، من سماحة العلامة المقدس السيد عبد الحسين شرف الدين إلى سماحة الإمام السيد موسى الصدر، وان هذا ارثنا وفهمنا وموقفنا في التعاطي مع التحديات الراهنة".

أما النائب السابق الدكتور حسن يعقوب، فقد تحدث عن الوحدة الإسلامية والوطنية وأساس الإنتصار، واعتبر "ان انجاح النموذج اللبناني والدفاع عنه، افشال للمشروع الآخر، لاعتبار انه في منطق علم الاجتماع والسياسة لا يمكن لكيانين متجاورين، متناقدي التكوين، ان ينجحا ويستمرا في الوقت عينه، فلا بد لاحدهما ان ينجح وللآخر أن يفشل".

وحاضر الدكتور محمد كوراني في "دور علماء جبل عامل بمواجهة الإحتلال الفرنسي"، معرجا على دور السيد عبد الحسين شرف الدين بذلك، وقال "ان دافيد حاكم منطقة صور وجبل عامل سنة 1943، جاء الى منزل السيد في صور بدون دعوة، ففوجئ برفض السيد استقباله، وقد واجهه بأنه غير مرغوب به وبدولته وقال: اخرج يا دافيد فإن القلب الذي حاربكم عام 1920، مازال بين جنباتي" واخرجه من بيته بالقوة".

بدوره عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" الدكتور خليل حمدان تناول "دور الإمام الصدر في إستكمال ما بدأه السيد عبد الحسين شرف الدين في مؤتمر وادي الحجير العام 1920"، ورأى ان الامامين "جمعتهما وحدة المعتقد والرؤية والالتزام بالقضايا المقدسة، ولذلك فإنهما قد واجها ظروفا قاسية وصعبة وعانوا ظلم العدو وتواني الصديق عن نصرتهما وكانا عرضة لاعتداء نال من شخصهما وعائلتهما".

أما مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" الدكتور السيد ابراهيم الموسوي، فقد تناول الدور الإعلامي للمؤتمر، مستعرضا تجربة المؤرخين الشيخين سليمان ضاهر وأحمد رضا. وقال: "على الرغم من ان الصحافة وعلمها هو احد الفروع المعرفية البالغة الاهمية في علم الاعلام، فإنه لم يكن في عشرينات القرن الماضي قد تطور وتبلور على النحو الذي نعرفه اليوم، وإن ما عهده الذين عاشوا في ذلك الزمن وخبروه الى درجة المهنية والتمرس الهائل والمعرفة في شؤون اللغة وتطويعها، قد جعلهم في موقع القدرة والريادة على ايصال صورة الحدث وافية لكل من اراد الى المعرفة سبيلا والى الاحاطة بوقائع الامور ووقائعها نهجا".

وتحدث الدكتور مصطفى بزي عن "الظروف التي ساهمت في انعقاد المؤتمر وعن المقررات التي كانت تؤيد مقررات المؤتمر السوري بإعلان الدولة وتتويج الملك، وانضمام جبل عامل للدولة ومبايعة الملك بتطهير الجبل من الاحتلال الفرنسي، والمحافظة على النصارى وحقوقهم وحلف اليمين على ذلك".

يشار إلى أن مؤتمر وادي الحجير، حمل اسم المنطقة التي انعقد فيها يوم السبت في 24 نيسان العام 1920، بدعوة من العلامة السيد عبدالحسين شرف الدين، وحضره وجهاء وثوار جبل عامل.

وقد انعقد المؤتمر، بشكل سري، بعيدا عن أعين سلطات الإنتداب الفرنسي، وكان الهدف منه إطلاق المقاومة ضد الاستعمار وضد تقسيم الوطن العربي ودعما للحكم العربي الوطني.

وكان من الحضور المناضلان أدهم خنجر وصادق حمزة.
و قد ألقى شرف الدين خطبة عبارة عن برنامج المقاومة وضوابطه، داعيا إلى الوحدة الوطنية واحترام الطوائف.

 

اخبار مرتبطة