ندوة حول احكام زيارة القبور والمقامات من وجهة نظر المذاهب الاسلامية

18/09/2014

ندوة حول احكام زيارة القبور والمقامات من وجهة نظر المذاهب الاسلامية

ندوة حول أحكام زيارة القبور والمقامات



نظمت جمعية الامام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية وجامعة المصطفى العالمية ندوة فكرية حول

"احكام زيارة القبور والمقامات من وجهة نظر المذاهب الاسلامية"

في قاعة الرسول الأكرم (ص) طريق المطار.


ندوة حول أحكام زيارة القبور والمقاماتفي البداية أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي أن معادلة الشرق الأوسط الجديد التي أخفقت في عدوان تموز ٢٠٠٦ م ، عادت من بوابة دمشق ، تحت ذريعة حماية الحريات والديمقراطية ، و قد كانت الولايات المتحدة والأنظمة الرجعية في المنطقة في طليعة من داس على روح الحرية و الديمقراطية، من خلال الحروب والقتل والفتن.

وشدد سماحته على أن سوريا نظام علماني له حقوق وعليه واجبات أمام شعبه، ولكن مشكلته مع الولايات المتحدة والانظمة الرجعية في خياراته السياسية الصحيحة، فهو كان ضد الإحتلال الإسرائيلي، ومع حماية حق شعوب المنطقة في مقاومة الإحتلال، واليوم يضعونه أمام خيارين : إما الإبتعاد عن الجمهورية الإسلامية و التخلي عن المقاومة أو السقوط تحت ذريعة الحرية.

وقد بدأت الندوة عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الأمس ـ والتي قدّمها الصحافي محمد دكّير في قاعة المرتضى(ع) معهد الرسول الاكرم-(ص) طريق المطار - قرب المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ـ بكلمة عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي الذي تناول الحديث عن المحور المعني بـ" الأحاديث المشتركة الواردة عن رسول الله (ص) "، مشيراً إلى أن الهدف من تنظيم هذه الندوات هو الرد على مثيري الشبهات والبدع الذين يريدون الخروج على ما أجمع عليه السلف الصالح من أئمة المذاهب الإسلامية. مؤكداً أن كل مصائبنا من هذا الفريق الذي أخذ على عاتقه تشتيت وحدة المسلمين وتمزيق صفوفهم، آسفاً لتزامن ذلك مع ما يسعى إليه الإستكبار للنيل من قدراتنا وإسلامنا، وفي كل مرة يخفق و يعاود التجربة.

من جهة ثانية، أكد الشيخ بغدادي أنه كما هو مستحب زيارة المؤمنين في الدنيا لإخال السرور على قلوبهم كذلك هنالك ثواب من زياتهم بعد موتهم. وأجاب على الإشكالات الثلاثة المطروحة في موضوع زيارة القبور:

أولها التمسك برواية "خير القبور الدوارس" للنهي عن زيارة القبور موضحاً أن دراسة القبور لا تتعلق بأصل زيارتها .

أما الإشكال الثاني فهو أن الميت بعد الدفن يصبح تراباً و أننا بزيارة قبره نقدسه ونحن نقول أن الميت بعد الدفن يبقى في حالة برزخية ونحن نحاكي روحه لا جسده .

أما الإشكال الثالث فهو المتعلق بزيارة المقامات حيث يؤخذ علينا التوسل بالمقام وصاحبه و طلب الإستغفار منه، ونحن نوضح أننا لا نعظم إلا ما عظمه الله والله عز و جلّ طلب منا في القرآن الكريم أن نذهب للرسول ليستغفر لنا في قوله تعالى(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول).

كما شدد على رفضه "التطاول على معتقداتنا ورموزنا الإسلامية " مؤكداً أن كل مصائبا هي من هذا الفريق الذي إستهان بدماء المسلمين علماً أن المستفيدين هم ليسوا من الشيعة فقط فكثير من ضحايا جرائم القتل التي يحرضون عليها هم من أهل السنة.

ثم تحدث عميد كلية الدعوة الإسلامية سماحة الشيخ عبد الناصر الجبري، عن سيرة الرسول الأعظم (ص) في زيارة القبور (مبحث كلامي)، و أكد أننا بزيارتنا للمقام لا نقصد ذاتية المكان بل صاحبه مشدداً على أننا بزيارتنا للشهداء مثلاً لا نزور أمواتاً أو أجساداً فانية لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون فكيف الحال بزيارتنا للرسول الأعظم و آله وصحبه الأطهار الذين تبقى أجسادهم ولا تفنى .

وإذ أشار إلى أن عموم الناس يمرون بمراحل منذ و لادتهم وحتى وفاتهم لفت إلى أن هنالك إستثناءت لهذه المراحل كما هو الحال مع النبي الخضر (ع)والنبي إلياس (ع) والإمام الثاني عشر في مذهب السادة الجعفرية المهدي المنتظر(عج) فهؤلاء لا يتقيدون بما يلتزم به بقية البشر .
و أشار إلى أن الجسد يدفن ليعود لأصله و يرتقي ويخرج من القيود المادية إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.

بعدها كانت لممثل جامعة المصطفى في لبنان سماحة الشيخ مصطفى جعفري، والذي تحدث عن المبنى الفقهي لدى علماء المذاهب في زيارة القبور، والذي أكد فيها على تاريخيّة زيارة القبور في سيرة المسلمين منذ عصر الصحابة. لافتاً إلى أنه من خالف هذا الإجماع هما إثنين سليمان بن عبد االوهاب النجدي الذي خالف هذه السنة و تشدد في إنكارها فأفتى حرمة شدّ الرحال لزيارة الرسول (ص) والتبرك بها ولكن قد خالفه علماء عصره من بينهم الشيخ سليمان عبد الوهاب وردّ على الوهابية و قال بتكفيره علماء من المذاهب الأربعة وحكموا في مصر بحبسه والمطالبة بجزره. وهكذا إستنكر علماء الإسلام آراء إبن تيمية الشاذة حتى نودي عليه أنه من إنتقد عقيدته إعتقله حلّ ماله ودمه.

أما عن زيارة عموم المؤمنين بحسب الروايات : منها "ألا فزوروا القبور فإنها تزهد بالدنيا و تذكر بالآخرة " و أشار إلى أن السيدة الزهراء (ع) كانت تزور قبر عمها الحمزة كل جمعة. وبحسب فقهاء المذاهب الأربعة أجمعوا على إستحباب الزيارة، ومن خلال سيرة المسلمين نذكر زيارة مؤذن الرسول(ص) بلال الحبشي، والصحابي سليمان الفارسي، زيارة مقام رأس الحسين في مصر، مالك إبن أنس، أحمد إبن حنبل.

أما بالنسبة لزيارة الرسول (ص) فمن بين الأحاديث في الصحاح وإجماع المذاهب الأربعة عليه، ومنها عبد الله إبن عمر " من زار قبري وجبت له شفاعتي " ، " من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني" . وتاكيد أحمد بن محمد الشافعي على إستحباب زيارة الرسول.

وختم بكلام للشيخ سلامة العزامي الشافعي : وقال إبن تيمية من طاف بقبور الصالحين أو تمسح بها كان مرتكباً أعظم الكبائر أو الشرك " لافتاً إلى أن الإجماع على إستحباب ذلك، وأن العلماء فرغوا من بحثها وتدوينها قبل ولادته بقرون فيأبى إلا أن يخلفهم وربما إدعى الإجماع على ما يقول وكثيراً ما يكون الإجماع قد إنعقد قبله على خلاف قوله. ثم يقول أنك إذا تأملت بالأمور التي كفّر بها المسلمين وجعلها عبادة لغير الله وجدت حجته ترجع إلى مقدمتين صدقت كبراهما وهي كل عبادة لغير الله شرك هذه الكبرى من المسلمات، وكذبت صغراهما كل نداء لميت أو تمسك به فهو عبادة لغير الله ثم يخرج من هذا القياس الذي فسدت إحدى مقدمتيه بنتيجة كاذبة لا محالة وهي أن جمهور المسلمين مشركين.

وفي الختام كانت كلمة رئيس مركز الدراسات الإسلامية في مجلس الشورى الإيراني سماحة الشيخ أحمد مبلغي، عن علاقة الإنسان بالدنيا بعد الموت (الحدود والمعيار)، والتي أشار فيها إلى أن الوهابية تبدأ بشعارات كبيرة ولا تسمح لنا بإنتقادها ومحاوتهم فيها. أضاف : ونحن في سبيل السعي إلى إنكار ما تبنته الوهابية في هذه القضية الهامة سنتطرق إلى محورين :

الأول : نقاط عامة حول الروح.
الثاني : نشاطات و فعاليات الروح.

وأوضح سماحته أن هنالك ندرة معلومات ومعرفة الإنسان بالروح، ولكن يمكن الحصول على صفات ونشاطات الروح بحسب الرجوع إلى الآيات والروايات نحصل على بعض صفات الروح ونشاطاتها. ولفت إلى أن الروح تقوم في عالم البرزخ بأعمال تنفعها وتنقسم هذه الأعمال إلى ثلاثة : أعمال شخصية لها، أعمالها تجاه الغير، بالإضافة إلى نشاطات الأرواح مع بعضهم البعض. إن نشاطات الأرواح تجاه الأحياء تنحصر بإرتباطها مع النائم وليس اليقظ، وزيارتها للأهل والأقارب ورؤيتها وسمعها لهم. كما أن روح الإنسان أكثر حرية وقدرة في عالم البرزخ.

وتابع: إن إثبات نشاطات وفعاليات الروح يثبت حياتها، ويجب الإلتفات إلى أن الروح من غير سنخ الجسد فلا تشغل مكان وبالمقابل عدم كون أن لا مكان لها لا يعني أنها موجدة في كل مكان. كما ِأن للأرواح في مكانها البرزخيّ صور كصورتها في الدنيا.

ثمّ تحدث كل من مسؤول مركز الدراسات الإسلامية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران سماحة الشيخ أحمد مبلغي ملقياً كلمة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والشيخ مصطفى جعفري ممثلاً جامعة المصطفى في لبنان، والشيخ عبد الناصر الجبري عميد كلية الدعوة الإسلامية في بيروت، وقدم للندوة الإعلامي محمد دكير.

وقد حضر الندوة حشد من علماء الدين المسلمين والمستشار الثقافي الإيراني السيد محمد حسين رئيس زادة ممثلاً سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت د-غضنفر ركن آبادي وعضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج مصطفى الديراني وكل من النائبين السابقين نزيه منصور وحسن يعقوب وممثلين عن مكتب آية الله السيد السيستاني في لبنان والعلامة السيد علي فضل الله وفاعليات ثقافية وفكرية وجمع من الطلبة الحوزيين.

كما رفعت يافطات في المكان كتب عليها أحاديث تحث على عظمة الرسول الأكرم (ص) من بينها "وما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم"، "وإنك لعلى خلق عظيم"، "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

 

اخبار مرتبطة