ندوة حول دور العلماء في استنهاض الأمة في ذكرى الشهداء القادة

18/09/2014

ندوة حول دور العلماء في استنهاض الأمة في ذكرى الشهداء القادة

صور ندوة دور العلماء في استنهاض الأمة



نظّمت جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي ندوة فكرية تحت عنوان

"دور العلماء في استنهاض الأمة"
في ذكرى الشهداء القادة (السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد)

وذلك في مركز الجمعية في بلدة أنصار الجنوبية.

في البداية كلمة عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي حيث أكّد في ذكرى الشهداء القادة السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية: لا يسعنا إلّا أن نقول أنه يوم آخر من إنتصار الدم على السيف.

ندوة دور العلماء في استنهاض الأمةلقد خاف الصهاينة من هؤلاء القادة في حياتهم فنالوا من أجسادهم الشريفة، وسرعان ما اكتشفوا ان حياة هؤلاء القادة في موتهم قاهرين، لقد استنهضت شهادتهم أجيالاً وخرّجت آلاف الشباب المجاهدين الحاضرين للإستشهاد.

قد يُخيّل لضعفاء النفوس أنّ شهادة القادة هي وهن وتراجع، وعلى هؤلاء أن يدركوا أنّ المقاومة التي ربطت مسيرتها بسيد الشهداء الحسين (ع) سوف تنتصر بدماء شهدائها ومداد علمائها وبجهاد مجاهديها وبصبر شعبها.وأقول للصهاينة لن يظول فرحكم فليلكم قصير وأيامكم معدودة وهزيمتكم مؤكدة وكيانكم إلى زوال.

عالجت الندوة :محورين:

الأول: الخصائص والمزايا شروط أساسية

تحدث عن هذا المحور الشيخ بغدادي - فقال : لعلّ المقصود من الحديث الشريف "إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء" هي الخصائص والمزايا لهذا العالم التي تختلف عن بقية العلماء، وبالتأكيد ليس المقصود هو العلم، فلربما جاء من بعدهم من هم أكثر علماً.

كثيرون هم العلماء الذين جاؤوا إلى الدنيا ورحلوا، كان لكل واحد ميزة خاصة ولربما كانت أدوارهم محدودة، هناك فريق من هؤلاء الأعلام تركوا آثاراً كبرى من مختلف القضايا - رؤى - أفكار - مناهج - ثورات - مقاومات - هؤلاء كانوا أكثر تميزاً وحيازةً للمزايا، وبالعودة إلى جذورهم نجد أنّ هذا التمايز لم يكن طارئاً على حياتهم، بقدر ما هو تربية وسلوك وتطابق بين القول والعمل وإخلاص وتفاني في جنب الله، قادهم إلى بذل كلّ ما بوسعهم لتحقيق الأهداف التي يريدها المولى عزوجل.

السيد عباس والشيخ راغب لهم ميزات وخصائص وهناك قواسم مشتركة بينهما، إلّا أن السيد عباس كانت له ميزات خاصة تختلف عن طبيعة وشخصية الشيخ راغب ويمكن تطبيق القاعدة المنطقية (بينهما عموم وخصوص مطلق) السيد عباس كان يمتلك مواصفات قيادية أهّلته لقيادة مرحلة كانت من أخطر المراحل وأدقّها على الصعيد السياسي والإجتماعي وكان زمن الإحتلال الإسرائيلي، نحن شاهدنا وعاينّا تلك المرحلة وكان لنا بعض الدور فيها، لذا نتحدث عن السيد عباس كشاهد عيان.

إنطلاقته نحو طلب العلم كانت من صور من معهد الدراسة الإسلامية التي كان المشرف والمربي الإمام السيد موسى الصدر وذلك سنة 1969م وعندما قرّر الذهاب إلى النجف الأشرف حمل معه رسالة من السيد الصدر إلى الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر، وهذا له دلالة على طبيعة تفكير السيد عباس وانه من الأساس كان يتطلّع إلى علاقة مُميزة تؤهله لأن يكون واحداً من رجالات هذه السيرة، في ذلك الوقت لم يكن الإمام الخميني قد سطع نجمه عند العرب. كان السيد عباس عميق النظر : كان فكره استراتيجي لم ينظر إلى صغائر الأمور دائماً كان همه فلسطين كونها قضية مقدسة، والشيء الآخر تصلح لتكون العنوان الجامع لوحدة المسلمين، وبهذا نقطع الطريق على التكفيريّين الموالين للإسرائيليّين الصهاينة.

كما كان شجاعاً ولم يكن متهوّراً وهذا ما دعاه إلى الخوف والهرب من الصراعات الداخلية، حيث كان يرى أن المنتصر في الحروب الداخلية مهزوم. كما كان رحمه الله زاهداً ولم يكن منزوياً، فلم يمنعه زهده على التصدي للشأن العام ولم يتصف بصفة الدراويش، وانما زهده دعاه لطلاق المظاهر والبهارج وحب الذات، وعندما قدم أحدهم له أرضاً ليبني له داراً، أعطاها لأحد أصحابه وعندما طالبته أم ياسر بان يتركها للأولاد قال لها : من كل عقلك أريد أن أبني لك بيتاً في الدنيا إنشاء الله سيكون لك قصراً في الجنة.

أمّا خوفه من عوائل الشهداء والفقراء لا يوصف : ذات يوم كنت برفقته في جبشيت حيث زرنا إحدى بيوت عوائل الشهداء وعندما خرجنا وبالسيارة وجدته منزعجاً فسألته هل هناك مشكلة؟. فقال لا، وإنما أنا خائف من عوائل الشهداء أن نكون قد قصرنا في حقهم. هناك خصائص وميزات للسيد عباس وله مع كل ميزة حكاية، من الزهد والتواضع ورحابة الصدر والشجاعة.

لفتني في صالونه خلف ظهره مكتوب على رقعة الحديث الشريف (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوها بأخلاقكم) وعندما كان يدخل عليه الفقير لم يكن معه ما يقدم له، ولكن عندما يجد بيته يشبه إلى حد بعيد نفس بيته زائداً على ملاطفة السيد له فيخرج هذا الفقير راضياً ناسياً وجعه وألمه. وعندما عرضوا عليه سيارة (مصفحة) ضد الرصاص رفضها قائلاً : هذه تمنع الشهادة.

أمّا الشيخ راغب حرب فله كثير من الحكايات مع الناس والفقراء الأيتام ومبرة العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين في (جبشيت) خير شاهد على ذلك.

لقد أخلص الشيخ راغب لله تعالى وبايع الإمام الخميني على الجهاد وتحرير فلسطين فزاده الله بصيرةً ونوّر عقله وقلبه، وكان يرى رحمه الله أنّ مسيرة المقاومة لا يمكن أن تنتطلق بدون دم عالم من جبل عامل يضيئ بدمه الطريق ويشعل لهيب الثورة، فكان دمه الطاهر في شباط 1984م الشعلة التي أضاءت الطريق أمام المجاهدين في انطلاق عملياتهم الجهادية ضد الإحتلال الإسرائيلي، وجاء دم الشهيد السيد عباس الموسوي في شباط 1992م ليثبّت هذه المسيرة ويقوي من عزيمة المقاومين وليعطيها بعداً سياسياً وإجتماعياً ودفعاً إلى الأمام قادها إلى تحقيق الإنتصارات الكبرى في أيار 2000م وتموز 2006م.


المحور الثاني: كان عن الكلمة الصادقة و الموقف الشجاع شرط الإنتصار

تحدث عن هذا المحور د. السيد حسن فضل الله فقال: انّنا اليوم دخلنا في مرحلة جديدة في لبنان عنوانها فتح الأبواب للتلاقي والتفاهم والحوار على طاولة مجلس الوزراء، وان أمام الجميع في الحكومة فرصة يمكن الإستفادة منها من أجل التأسيس في المرحلة المقبلة لمزيد من التعاون والتلاقي الداخلي، لمواجهة التحديات الأمنية كما رأى تشكيل الحكومة بأنه أمر إيجابي وضروري بمعزل عن التفاصيل.

أضاف فضل الله، أن حزب الله من اليوم الأول لإستقالة الرئيس ميقاتي نادى بضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية يشارك فيها الجميع لأنّ البلد يحتاج إلى شراكة الجميع يتحمّل المسؤولية ويخفّف التوتر والتشنج ويقفل الأبواب والنوافذ أما أولئك المتربصين بالبلد أضاف أنّ تشكيل الحكومة كان من الأوليات الأساسية لدى حزب الله وذلك من أجل الحفاظ على الأمن في البلاد ولتجنيب الوطن الوقوع في الفراغ حيث أنّ هذه الحكومة عليها استحقاق الرئاسي والتحضير للإنتخابات النيابية على قانون جديد كما نوه في كلمته بدور الجيش اللبناني وإنجازاته وإجراءاته التي اعتبرها أمراً كبيراً جداً جداً... ودعى الجميع إلى دعم الجيش وعدم الإستفراد به والإعتداء عليه.

وعن الخطر التكفيري قال : أنّ هذا الخطر من الإبتلاءات التي تصيب منطقتنا وعالمنا العربي والإسلامي، وتجرّ المنطقة والبلاد إلى الفتنة والإقتتال الداخلي، وإلى الصراعات التي لا يستفيد منها إلا العدو الإسرائيلي. واعتبر أنّ الإسلام هو أبرز ضحاية النهج التكفيري الذي يشكّل خطر على الجميع، المسلمين والمسحيّين والسنّة والشيعة، وحتى على أولئك الذين يبررون أفعاله وجرائمه بتواجد حزب الله في سوريا.

وعن تواجد حزب الله في سوريا قال : أنّ هذا التدخل جاء للحد من سيطرة التكفيريّين على سوريا ولحماية لبنان وأهله من هذا الخطر واعتبر أنّ الدماء الطاهرة التي تسفك في سوريا اليوم دفاعاً عن لبنان لحماية الأجيال.

وأخيراً ختم فضل الله كلمته بالتشديد على دور المقاومة الجاهزة دائماً لمواجهة الإعتداءات على لبنان سواء الخطر الإسرائيلي أو غيره كما اعتبر أنّ المقاومة هي جزء أساسي من الثوابت الوطنية والمسلّمات بل هي جزء من الميثاقية الوطنية ولا أحد يستطيع أن يتجاوزها أو يتخطّاها.

 

اخبار مرتبطة