ندوة الروابط التاريخية والقواسم المشتركة بين الحواضر العلمية

12/09/2014

ندوة الروابط التاريخية والقواسم المشتركة بين الحواضر العلمية

صور ندوة الحواضر العلمية



نظمت جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي بالتعاون مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب ندوة فكرية في مركز الجمعية في بلدة أنصار الجنوبية حول

الروابط التاريخية والقواسم المشتركة بين الحواضر العلمية
(جبل عامل، النجف الأشرف، الأزهر الشريف، قم المقدسة)

الخصوصية والتواصل، بحضور عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي، مستشار رئاسة الجمهورية العراقية للشؤون الدينية سماحة الدكتور الشيخ خالد الملا، رئيس مركز الدراسات الإسلامية في مجلس الشورى الإيراني سماحة الشيخ أحمد مبلغي، ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان المستشار السياسي مجتبى كياني، وممثل آية الله حسين الأختري السيد حسن موسوي، ولفيف من العلماء الأفاضل وحشد من الفعاليات والمهتمين.

ندوة الحواضر العلميةفي البداية ألقى عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي كلمة الجهة المنظمة: معتبراً أن الهدف الرئيسي من إقامة هذه الندوة العلمية هو التأسيس لفكرة سنوية قابلة للتطور، نظراً لأن العديد من المسلمين لا يعرفون عن المذاهب التي ينتمون إليها إلّا القليل وحين تسألهم من أين تأتي بتلك المعلومة أو تلك يجيبون بأنها من الشيوخ.

واعتبر الشيخ بغدادي أن الإجتهاد هو أساس الترابط والتواصل، لأنه يدعو إلى الفقه المقارن ويزيل التعصب وبالتالي التطرف والتكفير.

من جهة أخرى بيّن سماحته أن "السيد البروجردي كان يعتقد أنه لا يمكن للفقيه الشيعي أن يستنبط فتوى شرعية على مبنى المذهب الجعفري ما لم يكن قد اطلع على كل مبادئ آراء العلماء لدى المذاهب الإسلامية، وهذا الشيء مهم جداً.

ورأى الشيخ بغدادي أن ما يصلح أن يكون عنواناً جامعاً اليوم هو العودة إلى الفقه المقارن والعلاقات الفقهية والأطر الجامعة في توحيد الجهود في موضوع المقاومة مشيراً إلى أن هذه المواضيع هي التي تصلح اليوم في إطار توحيد الكلمة.

بدوره مستشار رئاسة الجمهورية العراقية للشؤون الدينية سماحة الدكتور الشيخ خالد الملا، ألقى كلمة: أكد فيها على ضرورة تثقيف الناس للمذاهب التي يعتنقونها نظراً لأن العديد من المسلمين يجهلون تفاصيل مذهبهم مما يُبعدهم، داعياً إلى الإبتعاد عن الخلاف الذي يحدث في فهم النص لدى الفقهاء لأن هذا الخلاف قائم منذ عهد الرسول الأكرم (ص).

وتحدث الشيخ ملا عن دار التقريب في القاهرة كعنوان جامع، لافتاً أن الشيخ عبد المجيد سليم (رحمه الله) أول من راسل الإمام البروجردي في قم وكانت أول مراسلة هامة بين شخصيتين كبيرتين سنية وشيعية وظلت هذه المراسلات توالى.

وأشار مستشار رئاسة الجمهورية العراقية للشؤون أن الإمام البروجردي أرسل كتاب ( المبسوط ) للشيخ الطوسي وهو فقه شيعي وقد أعجب به وأستفاد من خلاله من الفقه المقارن فأصدر فتوى بجواز التعبد بفقه الشيعة موضحاً أن هذه الفتوى سبقت الإمام الأكبر الشيخ شلتوت.

كما تطرق إلى الوضع الراهن الذي تعاني منه المنطقة قائلاً لو أدركنا حجم المخاطر التي تنظرنا اليوم لارتعبنا، اليوم الأمريكي والإسرائيلي يعمل بقوة على تفكيك وحدة المسلمين لكن نحن نحاول من خلال وحدتنا إسقاط هذا المخطط ومن خلال الصبر والتحمل وإقامة مثل هذه الندوات.

من جهته رئيس مركز الدراسات الإسلامية في مجلس الشورى الإيراني سماحة الشيخ أحمد مبلغي أكد في كلمته على ضرورة التركيز على الحواضر العلمية لأنها هي التي يمكنها أن تقوم بعملية الفقه المقارن، موضحاً بأن هناك فارق بين أن يقوم شخص لا ينتمي إلى هذه الحواضر بالفقه المقارن وأن تقوم حاضرة علمية بهذا الفقه، حيث بيّن سماحته أن لكل حاضرة علمية خصوصية لا بد من دراستها، قائلاً: أن الخصوصية التي تتميز بها مدرسة النجف الأشرف هي أنها تملك تجربة طويلة من ممارسة عملية بناء وإقامة إطار علمي للبحث الفقهي. ومدرسة الأزهر الشريف خصوصيتها أنها تملك تجربة خاصة في إلباس الثقافة لباس الفقه وهي خطوة لازمة في تأسيس وتعميق فقه الحضارة.

أما مدرسة قم الفقهية فإن خصوصيتها تتميز بأنها حصلت أخيراً على جوانب من منهجية كيفيّة معالجة القضايا المعاصرة وأهمية ذلك تكمن في أن هذه المنهجية لو روعيت فسوف لا نبتعد عن المسار الفقهي.

وتابع الشيخ مبلغي قائلاً: ينبغي الإعتراف بأن مدرسة جبل عامل الفقهية التي أسّسها فقهاء هذه المنطقة وبشكل خاص الشهيدين الأول والثاني (الشهيد محمد بن مكي الجزيني وزين الدين الجبعي) ذاخرة بجوانب وإبداعات تنفع مشروع عملية تنشيط الفقه المقارن.
 

من جهة أخرى، قسّم مبلغي الفقه المقارن إلى أقسام بحسب ما يستهدف من أهداف، القسم الأول: هادف إلى تحقيق حالة التقريب، والقسم الثاني: هادف إلى حل مشكلة عملية تواجهها الأمة، على أن تتضمن هذه المشكلة عنصرين الأول: هو أن تكون مشكلة للأمة بأجمعها لا لفئة من دون أخرى والثاني: أن تكون هذه المشكلة متعذّرة على الحل إلّا من خلال إبداء الفقه موقفه الحاسم والمنسجم حيالها، أما القسم الثالث: الهادف إلى تأمين الجوانب لفقهية الحضارة، والقسم الرابع: الهادف إلى تحقيق الحق في مسألة من خلال إختيار الباحث ما اختاره فقهاء غير مذهبه.

اخبار مرتبطة